شنّت السلطات البريطانية فجر أمس حملة واسعة على مهاجرين غير شرعيين وشبكات لتهريبهم الى المملكة المتحدة. وجاءت الحملة مع تصاعد الجدل في استخدام الأحزاب العنصرية والهجرة في حملة الانتخابات المقررة في حزيران يونيو المقبل. وقالت مصادر في الشرطة ان نحو 250 شرطياً وعشرات من موظفي دائرة الهجرة دهموا بالتنسيق مع أجهزة استخباراتية منازل عدة في منطقة نيوتاون في ساوثمبتون واعتقلوا أكثر من مئة مهاجر غير شرعي، إضافة الى 21 شخصاً يُعتقد بأنهم يديرون شبكة لتهريب المهاجرين. ومعظم المعتقلين من بولندا، وكانوا يعملون في مناطق زراعية. وأفادت تقارير إعلامية بريطانية ان الشرطة حطّمت شبكة كبيرة لتهريب المهاجرين غير الشرعيين. ويأخذ حزب المحافظين على حكومة توني بلير العمالية "تساهلها" في موضوع الهجرة. ويحذّر من ان سياستها ستؤدي الى جعل بريطانيا أرضاً "غريبة" لأبنائها. لكن حزب العمال رد على المحافظين باتهامهم بتغذية النزعة العنصرية واستخذام هذا الموضوع سلاحاً في المعركة الانتخابية. ومعلوم ان قادة الأحزاب البريطانية الكبرى أحزاب العمال والمحافظين والليبراليين الديموقراطيين وقّعوا تعهداً بعدم استخدام "السلاح العرق" في الحملة الانتخابية. لكن مرشّحين كثيرين، بينهم مايكل بورتيللو المسؤول البارز في حزب المحافظين، رفضوا توقيع التعهد. وأبرزت صحف بريطانية أمس حادثة تعرّض لها مُسن أبيض في منطقة أولدهام قرب مانشستر، شمال انكلترا التي تقطنها غالبية من أصول آسيوية وشهدت كثيراً من الحوادث أخيراً بين البيض والآسيويين الذين يُقال انهم حوّلوها منطقة يُمنع دخول البيض الى بعض أحيائها. وعرضت الصحف صوراً لوالتر تشامبرلين 75 عاماً وآثار الضرب ظاهرة بوضوح على وجهه بعدما اعتدى عليه آسيويون لرفضه الرد على سؤال وجّهوه اليه عن الوجهة التي يقصدها في المنطقة. وأكدت الشرطة ان العجوز المتقاعد الذي شارك في إنزال الحلفاء في النورماندي في الحرب العالمية الثانية، تعرّض لتهديد عنصري قبل ضربه. وذُكر ان المعتدين عليه قالوا: "هذه باتت منطقتنا الآن". وينوي حزب عنصري بريطاني الآن تقديم مرشّح له في هذه المنطقة آملاً على ما يبدو في استغلال مشاعر البيض المستائين من تعاظم حجم الجالية الآسيوية، للتصويت لمصلحته في الانتخابات المقبلة. وجاءت أحداث أولدهام بعد أحداث عنف عنصرية أيضاً في منطقة برادفورد في وسط انكلترا التي تقطنها غالبية من الآسيويين.