كانبيرا - رويترز - حذرت وكالة الطاقة الدولية أمس من ان تقاعس "اوبك" عن التحرك الآن لتغيير مستويات الانتاج تأهباً لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي قد يؤدي الى ارتفاع اسعار النفط. وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة روبرت بريدل ل"رويترز": "انهم يتركون الامر لما بعد فوات الاوان، واذا تحققت مخاوفنا فسيؤدي هذا الى ارتفاع الاسعار". وأضاف: "اذا قل المعروض عن الطلب مثلما حدث العام الماضي فقد ترتفع الاسعار كما حدث أيضاً العام الماضي لتتجاوز 30 دولاراً للبرميل". ودعا بريدل "اوبك" في ايار مايو الماضي الى زيادة الانتاج لتلبية ارتفاع الطلب في النصف الثاني من السنة عندما تنخفض درجات الحرارة في اوروبا وأميركا الشمالية. لكن المنظمة قررت في اجتماعها الاسبوع الماضي ترك الانتاج من دون تغيير عند 2،24 مليون برميل يومياً وهو ما ينتظر ان يبقي المخزونات العالمية منخفضة والاسعار بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وتعقد المنظمة اجتماعها التالي في 26 ايلول سبتمبر المقبل. واعتبر بريدل انه في حال استمر التباطؤ الحالي في الاقتصاد العالمي فقد يتراجع الطلب على النفط ما يخفف الضغط على الامدادات. لكنه قال: "في الوقت الحالي يميل ميزان الاحتمالات ناحية زيادة الطلب عن الامدادات". وقال ان التباطؤ الاقتصادي العالمي يؤثر في الطلب على النفط وان وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها تنوي مرة اخرى خفض تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا الاسبوع. وأوضح: "لن يكون أمراً جذرياً ولكن سيكون هناك على الارجح بعض التعديل في ارقامنا وذلك ببساطة لان الانباء الاقتصادية العالمية ليست مشرقة. الا ان الطلب لا يزال جيداً على رغم التباطؤ الاقتصادي، وزلنا نتحدث عن نمو". ويصدر تقرير "سوق النفط" الشهري لوكالة الطاقة في 13 الشهر الجاري. ومنذ بداية السنة خفضت "اوبك" انتاجها مرتين ما قلص الامدادات في الاسواق باجمالي 5.2 مليون برميل يومياً. وأوقف العراق كل صادراته النفطية التي تبلغ نحو مليوني برميل يومياً في الرابع من حزيران يونيو احتجاجاً على محاولة اميركية - بريطانية لفرض نظام جديد من العقوبات الدولية على بغداد. وتخلى مجلس الامن عن اقتراح تعديل العقوبات بعدما هددت روسيا باستخدام حق النقض ضده. وقال بريدل ان من المنطقي توقع استئناف صادرات النفط العراقية بالكامل هذا الشهر وان "اوبك" اخذت ذلك في الاعتبار عندما قررت الاسبوع الماضي الابقاء على سقف الانتاج من دون تغيير. لكنه اضاف: "يسعدني القول ان عدداً من كبار المصدرين قالوا انه اياً كان القرار الجماعي للمنظمة فاذا ما رأوا نقصا في السوق فسيسعون لسده وهؤلاء لديهم الطاقة الانتاجية اللازمة لذلك". وزاد: "ينبغي ان ينظر المرء الى الامام وليس الى الخلف... الى حقيقة انه في الربع الثالث من السنة يزيد الطلب عادة بواقع مليوني برميل يوميا عن الربع السابق ويزيد مرة اخرى في الربع الاخير. ونحن نود ان نرى اوبك اكثر قلقاً بشأن الامدادات في شتاء نصف الكرة الشمالي".