أول الكلام من قصيدته: الفدائي/ الحلم والإنسان". لشاعر اليمن الكبير/ عبدالعزيز المقالح: - نحن هنا... في أرضنا المنفى لم نترك التوابيت، ولم نُغادر القبورْ إلاَّ على صوت بُراقِك الذي يثور فيوقظ الموتى... ويعلن النشور الانعتاق والإسرا... لجيلنا لكل شعبنا الصبور!!
فِكْر هذا الزعيم العربي: يُمحوره سلوك له قاعدة صلبة من الانتماء العروبي الساطع، ومن النخوة والشهامة في زمن الخنوع وموت الضمائر، حسب خطاب مفكرين إسلاميين في الإشادة بموقفه المُشرِّف برفضه الدعوة الموجهة إليه لزيارة أميركا/ الساكتة عن الظلم الصهيوني، وديننا/ الإسلام العظيم علّمنا: ان الساكت عن الظلم: شيطان أخرس!! وسلوك هذا الزعيم العربي المسلم: يستند الى فكر له مواقف صلبة تتخذ الثوابت الدينية والتاريخ وحقوق الإنسان: منطلقاً نحو نهج سياسة لا تتنازل عن هذه الثوابت. وقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرها الذي تضمن تصريحات لمسؤولين في الإدارة الأميركية عن رفض الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد السعودي - الدعوة الموجَّهة إليه لزيارة واشنطن: احتجاجاً على انحياز الإدارة الأميركية الكامل والمتحدِّي لمشاعر المسلمين، ولقضية العرب الأولى، ولحقوق الإنسان في أرض فلسطينالمحتلة، ودعمها لظلم العدو الصهيوني.. وإثْر هذا التقرير، ثمّن بعض المفكرين العرب والمسلمين، وبعض السياسيين والمناضلين في صفوف المقاومة الفلسطينية موقف "الأمير/ عبدالله"، حيث تلقّى الأمير رسالة من المناضل الفلسطيني/ المشرّد عن أرضه: خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" التي تبذل دماء استشهادييها فدائياً إثر الآخر، يُضحّون بأرواحهم، لعل العالم الأصم/ الأبكم/ الأخرس: يسمع صوت قضيتهم العادلة، ويرى جثث أطفالهم وشبابهم يستبيحها الموت برصاص المحتل السفاح... فقال/ خالد مشعل للأمير/ عبدالله: "إن موقفكم الشجاع في الاعتذار عن قبول الدعوة لزيارة أميركا هو دعوة لإنصاف قضيتنا"... وتلقَّى "الأمير/ عبدالله" خطاب شكر من رئيس المؤسسة الإسلامية الأميركية/ د. عبدالرحمن العمودي، مؤكداً فيه: "إعجاب المسلمين في أميركا برؤية سموه الواضحة للقضايا المصيرية، ونظرته البعيدة، وإرادته الصلبة المنطلقة من الثوابت الدينية والتاريخية".
ولعل اكثر الذين انبهروا بهذه المواقف العروبية التي تحلّت بروح المسلم: خافوا على هذا الزعيم العربي من: غضب اميركا عليه، أو من تآمرها ضد صوته الأبلج كنور الحق، طالما ان "الأمير/ عبدالله" وقف في وجه سيدة القوة، وبشجاعة الفارس العربي فيه، قال: لا للانحياز الى الظلم! ولكنّ الزعيم الذي يبني تاريخه ومواقفه الناصعة على ثوابته/ مبادئ، وقيماً، وإدارة/ فإنه يلتمس دائماً أبعاد الصدق الذي يُشكّل منه: سياسته، ومواقفه، وتعامله مع قضايا وطنه في الداخل، وقضايا أمته - من المحيط الى الخليج - في الخارج... وهو الصدق الذي كرّس الأمير/ عبدالله إيجابياته: فكراً يمحوره سلوك، وسلوكاً يستند الى فكر!! إن هذا "الموقف" الذي صدع به ولي العهد السعودي: يتفوّق على ما نراه من تضخُّم ملحوظ في تعامل "الغرب"/ أكثره ضد حقوق الإنسان العربي المشروعة وهضم هذه الحقوق... دون ان ينسى هذا الغرب - اميركا وأوروبا - ان مطامع الاستعمار: هي ذنوبه التي تحشد ضده نقمة الشعوب، وأن فوقية هذا المستعمر من الغرب: تنظر "للعربي" تابعاً لها ليس من حقه ان يكون: حراً كريماً... وأنَّ على هؤلاء المستعمرين: تغيير سياساتهم ونظرتهم لإرادة الشعوب!!