فاجأت انتخابات الرئاسة في إيران، التي أجريت أمس، الاصلاحيين أنصار الرئيس محمد خاتمي بنسبة المشاركة الكثيفة في الاقتراع، ما حتّم تمديد فترة التصويت الى ما بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً، أي أكثر من أربع ساعات. وتوقع محمد علي ابطحي رئيس مكتب خاتمي ل"الحياة" ظهر أمس ان يحقق الأخير "فوزاً ساحقاً". وأكدت النتائج الاولية ليل امس هذا التوقع. وقال رئيس اللجنة الاعلامية في حملة خاتمي، النائب أحمد نورقاني ان نسبة المشاركة في الاقتراع فاقت كل توقعات الاصلاحيين، فيما نفت وزارة الداخلية وقوع مخالفات على عكس ما أعلنته هيئة الاشراف التابعة للمجلس الدستوري. راجع ص 4 ونشب خلاف بين الهيئة واللجان التنفيذية التابعة للداخلية بعد نفاد الأوراق الخاصة بالانتخابات، مما ساهم أيضاً في تأخير عمليات الاقتراع. لكن الأبرز هو ما جاءت به العملية الانتخابية من معطيات قد تشكل محطة لدخول ايران منعطفاً جديداً، اذ ضمن المرشد آية الله علي خامنئي مشاركة واسعة، أراد عبرها تأكيد مشروعية النظام، واللافت دعوته كل الأطراف الى مساعدة الرئيس الجديد. في الوقت ذاته أكد محمد رضا خاتمي، نائب رئيس البرلمان، ان الرئيس خاتمي سيكون أكثر حزماً في ولايته الثانية. وقال أبطحي ل"الحياة" ان "السنوات الأربع المقبلة ستكون أكثر نجاحاً" مما تحقق في الولاية الأولى للرئيس. وأضاف ان "البنية التحتية أصبحت قوية في مجالات الاقتصاد والادارة، ويمكن مواصلة هذا الطريق بقوة وعزم أكبر". ويأمل الاصلاحيون بأن يخطو خاتمي خطوات كبيرة، ويتوقعون دفع أثمان اضافية لبرامجه، للوصول الى ترسيخ الاصلاحات. وقالت مصادر مستقلة ل"الحياة" ان أمام الاصلاحيين خياراً واحداً هو "الحزم في تطبيق الاصلاحات وإلا سيكون عليهم الانكفاء لأن الولاية الثانية لخاتمي هي الأخيرة" بموجب الدستور. ويتوقع ان تصدر اليوم نتائج الانتخابات، والتي أجمع المرشحون على تقبلها.