} كثفت القوات المقدونية قصفها المتواصل منذ عشرة أيام على أحياء مدينة تيتوفو وضواحيها غرب البلاد، وذلك في وقت تلقت مقدونيا دعماً سياسياً من الاتحاد الأوروبي وآخر عسكرياً من دول عدة، في حين ارغمت الضغوط الدولية زعماء البان بارزين في كوسوفو على معارضة الحركة المسلحة الالبانية في مقدونيا. تواصل دوي الانفجارات وأصوات الأسلحة الرشاشة طيلة يوم أمس في ضواحي تيتوفو والمرتفعات المطلة عليها غربي مقدونيا، وأحدثت خسائر كبيرة، خصوصاً في منازل عدد كبير من المواطنين، وذكرت الشرطة المقدونية في المدينة انها داهمت مجموعة من البيوت وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة التي كانت فيها واعتقلت 20 شخصاً. وأبلغ عسكري مقدوني الى "الحياة" في تيتوفو، ان وحدات الجيش والشرطة "تنتظر الأوامر للقيام بهجوم كاسح لتنفيذ التطهير الكامل من الإرهابيين في كل هذه المرتفعات". وأشار الى ان الأوامر "قد تصل بعد ساعة وقد تتأخر أسبوعاً أو أكثر". وأفاد الدكتور رحيم ثاتشي، مدير مستشفى تيتوفو، ان اربعة من الجرحى المدنيين الذين اصيبوا أمس بتبادل اطلاق النار، يرقدون في المستشفى". وأثار القصف مزيداً من الرعب لدى السكان الذين واصلوا النزوح عن تيتوفو، الى حيث يتوافر لهم الأمان داخل مقدونيا وخارجها، وتفيد معلومات صحافية في سكوبيا امس ان أكثر من 22 ألف شخص نزحوا عن تيتوفو وحدها خلال الأيام العشرة الأخيرة. وتسلمت مقدونيا اربع طائرات مروحية عسكرية جديدة من اليونان وطائرتين نوع "ميغ" من أوكرانيا وأسلحة وذخيرة متنوعة يبلغ وزنها أكثر من 100 طن من بلغاريا، ويسود الاعتقاد في سكوبيا، ان السلطات اليوغوسلافية قدمت أسلحة بصورة سرية الى الجيش المقدوني. ووصف رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي الأسلحة التي تسلمتها بلاده من أصدقائها، بأنها "ستعزز القدرات الدفاعية لمقدونيا، وتوفر الأمن للمواطنين فيها". وكان بيان قد صدر في بريشتينا، وقعه زعماء كوسوفو: ابراهيم روغوفا وهاشم ثاتشي وراموش خير الدين، دعا المقاتلين الى القاء السلاح "وترك المطالب تحت تصرف السياسيين الألبان في مقدونيا". وذكرت صحيفة "زيري" الالبانية الصادرة في بريشتينا، ان البيان صدر بضغط من مسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي الذين زاروا كوسوفو وطلبوا من زعماء الالبان، "اما توقيع هذا البيان أو تحمل مسؤولية قطع كل المساعدات الاقتصادية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للالبان". وفي واشنطن أ ف ب، دان الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس محاولات زعزعة الاستقرار على الحدود المقدونية وأعرب عن دعم حكومة واشنطن لحكومة سكوبيا. وقال ان الولاياتالمتحدة تدين بشدة أعمال العنف التي تقوم بها مجموعة صغيرة من المتطرفين. وذكر تلفزيون بلغراد، ان الجيش اليوغوسلافي دخل أمس منطقة جديدة من الأراضي العازلة الواقعة بين جمهورية الجبل الأسود وكوسوفو. وأضاف ان قنبلة ألقاها "ارهابيون" على مجمع للجنود اليوغوسلاف قرب بلدة "بريشيفو" جنوب صربيا، أصابت أحد الموجودين فيه بجروح. وطلب نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش، المكلف من حكومة بلغراد بمتابعة ملف جنوب صربيا، من مقاتلي "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" اطلاق سراح جنديين وأربعة مدنيين محتجزين لديهم. وذكر مركز الإعلام الصربي في بويانوفاتس جنوب صربيا ان القوات اليوغوسلافية "قتلت احد الإرهابيين". وأقام أنصار الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، أمس، تجمعاً وسط بلغراد شارك فيه حوالى 20 ألف شخص، لمناسبة مرور عامين على بدء الغارات التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا واستمرت 77 يوماً. ورفع المتظاهرون صور ميلوشيفيتش ونددوا بالدول الغربية "التي شاركت بالعدوان على يوغوسلافيا".