كثفت الهليكوبترات العسكرية غاراتها على قرية ماتييتشي في محاولة لكسر المقاومة الشديدة للمقاتلين الألبان، ما أدى الى تزايد القلق تجاه محنة المدنيين المحاصرين فيها، فيما تواصلت الاتصالات المحلية لايجاد حل للأزمتين السياسية والعسكرية اللتين تعانيهما مقدونيا. وأعلن الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي انه تقرر تصعيد عمليات الهليكوبترات في قرية ماتييتشي "من أجل انهاء الجيوب التي يقاوم الارهابيون منها، وإكمال انتشار القوات العسكرية فيها". وأوضح ان القصف بالصواريخ "يتركز بدقة على بؤر المقاومة وحدها". وتوقع أن يتم اخراج ما تبقى من المقاتلين في القرية خلال وقت قريب. وأذاع التلفزيون الرسمي في سكوبيا ان وزير الداخلية المقدوني ليوبي بوشكوفسكي يشرف بنفسه على العمليات الجارية لحسم الموقف في ماتييتشي، بعدما ظلت القوات البرية المقدونية منذ اسبوع مرابطة في ضواحي القرية من دون ان تتمكن من دخولها، بسبب نيران المقاتلين من مواقعهم الحصينة داخلها وحولها. ويذكر ان ماتييتشي تقع على بعد حوالى 20 كلم شمال شرقي العاصمة سكوبيا. وفي غضون ذلك، أعربت بعثة الصليب الأحمر الدولي في مقدونيا أمس، عن قلقها المتزايد إزاء محنة المدنيين الذين أصبحوا محاصرين في مناطق متفرقة من ماتييتشي. وأشارت البعثة الى أنها أجرت اتصالات مع القوات المقدونية، لكنها فشلت في الحصول على ضمانات أمنية لفترة معينة لكي يتمكن العاملون فيها من دخول القرية والاطلاع على أوضاع من بقي من السكان فيها. ومن جهة أخرى، واصل الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي أمس لقاءاته مع قادة الأحزاب المقدونية والألبانية المشاركة في الائتلاف الحكومي لوضع خطة متفق عليها من جميع الأطراف، لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد سياسياً وعسكرياً. وأفاد زعيم "الحزب الديموقراطي الألباني" أربن جعفيري، انه أكد على الرئيس ترايكوفسكي أهمية اجراء اتصالات غير مباشرة مع المقاتلين، باعتبارهم الطرف المعني بالجانب العسكري "إسوة بالطريقة التي تمت بها تسوية الوضع في جنوب صربيا".