} تواصل القتال الشديد بين الجيش المقدوني والمقاتلين الالبان في شمال البلاد وغربها، وذلك على رغم الجهود الرامية لانهاء الحرب بطريقة سلمية والبحث عن حل لمطالب الالبان الدستورية. قال الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي، ان القتال استمر عنيفاً في محيط قرى "ماتييتشي" و"سلوبتشاني" و"اوريزاري" و"آوتيلا" غرب كومانوفو، اضافة الى تجدد المواجهات في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو. وأشار الى ان ثمانية مسلحين البان قتلوا، في حين قتل جندي مقدوني وجرح ثلاثة آخرون، خلال اليومين الماضيين، في مواجهات متفرقة بين القوات المقدونية والمقاتلين الالبان. وأضاف الناطق باسم الجيش المقدوني، انه تقرر فرض حظر التجوال ليلاً على مناطق مدينتي "كومانوفو" و"تيتوفو" بسبب المشكلات الأمنية التي "يثيرها الارهابيون". وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مقدونيا، ان نحو عشرة آلاف مدني محتجزون في القرى التي يدور فيها القتال الشديد، اضافة الى نحو ثمانية آلاف آخرين لجأوا الى بلدة "ليبكوفو" التي لا تزال خارج منطقة المواجهات على رغم قربها منها. واخفقت جهود مسؤولين في المنظمات الانسانية الدولية، المتكررة في الوصول الى السكن المحاصرين وتقديم المساعدات الضرورية لهم، واجلاء الراغبين منهم بالانتقال الى مناطق أخرى. وكانت هذه المنظمات، اعدت عشرات الحافلات لنقل السكان المدنيين، لكنها عجزت عن ايصالها الى القرى لاخلاء سكانها الراغبين، بسبب ضراوة القتال، ما زاد القلق على مصير المحاصرين فيها الذين يعانون من شح الغذاء والدواء. وتقدر المنظمات الدولية عدد الذين نزحوا من مناطق القتال الى اماكن آمنة في مقدونيا أو عبروا الحدود الى كوسوفو وجنوب صربيا بحوالى 15 ألف شخص. حل دستوري وفي غضون ذلك، عرض الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي على الزعماء السياسيين الالبان خطة جديدة لحل مشكلات مقدونيا تقوم على العفو عن المقاتلين في حال القائهم سلاحهم، وايجاد تسوية سلمية لمطالب الالبان الخاصة بمزيد من حقوقهم الدستورية. وذكر مصدر في الرئاسة المقدونية ان هذه الخطة تستند على الوساطة التي قام بها كل من الاتحاد الأزوروبي وحلف شمال الأطلسي لمنع تدهور الأوضاع في مقدونيا. والتقى الرئيس ترايكوفسكي كلاً من زعيمي الحزبين الالبانيين المشاركين في الائتلاف الحكومي: اربن جعفيري الديموقراطي وايمير اميري الرفاه وبحث معهما في هذه الخطة. وابلغ جعفيري الصحافيين بعد الاجتماع، ان الجانب الالباني يرى أولاً ضرورة انهاء القضية السياسية الخاصة بالتعديلات الدستورية "لأنها أساس الحوادث القائمة" ومن ثم التباحث مباشرة مع قادة المقاتلين لالقاء سلاحهم. ووصف خطة الرئيس ترايكوفسكي بأنها يمكن ان تكون ارضية لحل الأزمة "لكنها تتطلب اجراءات عملية سريعة التنفيذ، لانهاء الأزمة القائمة في مقدونيا".