أكدت واشنطن عدم مسؤوليتها عن مقتل 23 مدنياً في شمال العراق، وحمّل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد القوات العراقية مسؤولية "قصف موجه في شكل سيء"، فيما حذرت بغداد من ان "القصف لن يمر من دون عقاب"، منددة بصمت الأممالمتحدة ومجلس الأمن. بغداد، واشنطن - أ ف ب، أ ب، رويترز - قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان احتمال مقتل 23 مدنياً الثلثاء في شمال العراق هو نتيجة قصف "موجه في شكل سيء" من القوات العراقية وليس بسبب غارة اميركية - بريطانية. وأوضح ان طائرات التحالف الغربي رصدت اطلاق "صاروخ او اثنين" من المقاومات الارضية العراقية، مضيفاً ان "الطائرات لم ترد ، واذا كان احد قتل، فذلك من دون شك نتيجة اطلاق نار من الارض أسيء توجيهه، وسقطت القذائف في مكان لم يكن مستهدفاً". وكانت بغداد اعلنت أول من أمس مقتل 23 مدنياً وجرح 11 في "غارة اميركية - بريطانية"، بينما كان هؤلاء يمارسون الرياضة في تل عفر قرب الموصل، لكن واشنطن ولندن نفتا شن غارة. وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية برايان وايتمان بأن "قوات التحالف لم تنفذ اي غارة على شمال العراق" آنذاك، فيما قال ناطق باسم قيادة القوات الاميركية في اوروبا: "نفذنا فرضاً دورياً لمنطقة الحظر من دون اشتباك، وعادت كل طائراتنا بسلام". وحذر السفير العراقي لدى الأممالمتحدة محمد الدوري من ان "القصف لن يمر من دون عقاب"، مضيفاً ان "هذه الأعمال الاجرامية لن ترهب العراقيين". الى ذلك، أفاد ناطق عسكري عراقي ان قوات الدفاع الجوي اطلقت أول من أمس صواريخ ارض - جو على مقاتلات اميركية وبريطانية كانت تحلق فوق شمال العراق "وأجبرتها على الفرار". وأوضح الناطق الذي اوردت تصريحه "وكالة الانباء العراقية" الرسمية ان "عدداً من التشكيلات المعادية الاميركية والبريطانية الآتية من الاجواء التركية تساندها طائرة اواكس، نفذت عشرين طلعة مسلحة فوق مناطق في محافظتي دهوك ونينوى" شمال العراق. واضاف ان "القوة الصاروخية والمقاومات الارضية العراقية تصدت لها واجبرتها على الفرار الى قواعدها في تركيا". وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب "البعث" أمس ان مقتل 23 مدنياً في "الغارات" لن يثني العراقيين عن "موقفهم الرافض السياسة الاميركية". وأضافت: "اذا ظننتم ان هذا العدوان سيرهب العراق وشعبه ويثنيهما عن مقاومة مشروعكم الاستعماري الجديد فأنتم في وهم كبير، لأنهما سيواصلان الصمود والمقاومة بعزيمة اكبر وارادة اصلب الى أن يطويا صفحة العدوان والحصار الى الأبد، ويلحقا بكم هزيمة سيتحدث عنها التاريخ". وانتقدت الصحيفة صمت المنظمة الدولية ازاء "القصف"، واعتبرته "دليلاً على ان مجلس الامن لا يحترم حتى قراراته" . وندد "تجمع اللجان والروابط الشعبية" في لبنان و"المنتدى القومي العربي" ب"المجزرة الاميركية - البريطانية" التي "أودت بالعشرات من العراقيين في ملعب رياضي" في الموصل.