يزدحم الأسبوع الجاري بالتحركات المطلبية التي بدأت أمس بمسيرتين سيارتين لقطاعات النقل البري، وتتابع اليوم بالإضراب الشامل والتظاهرة المركزية التي تنطلق من أمام مصرف لبنان وصولاً إلى المجلس النيابي بدعوة من هيئة التنسيق النقابية وبمشاركة العاملين في كل الوزارات والإدارات والمدارس الرسمية والخاصة والمهنية احتجاجاً على المماطلة في إقرار سلسلة الرتب والرواتب. وتلي تحرك اليوم دعوة «الاتحاد العمّالي العام» النقابات كافة إلى الإضراب الشامل والاعتصام غداً في ساحة رياض الصلح. في غضون ذلك اجتمعت اللجنة المختلطة النيابية والوزارية التي تضم مختصين لمتابعة درس أرقام كلفة سلسلة الرتب والرواتب وأرقام الموارد، التي يُفترض أن تغطي الكلفة، واستمعت إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير عام الجمارك بالوكالة شفيق مرعي لوضع تقريرها تمهيداً لإحالته إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وانطلقت أمس، مسيرتان سيارتان للسائقين العموميين واتحادات ونقابات القطاع النقل البري، الأولى من الكولا والثانية من الدورة وصولاً إلى ساحة رياض الصلح. وتجمعت السيارات العمومية (سيارات سياحية وعمومية- فانات - أوتوبيسات - كميونات - صهاريج) في الساحة ما أمكن قراءة المشهد الذي سيتبلور غداً بشكل أكثر وضوحاً. وفيما لا يزال قطاع السائقين العموميين ينتظر منذ ثلاث سنوات «أن تقوم الدولة بواجباتها»، جدد المعتصمون المطالبة بحقوقهم: دفع مستحقات تعويض البنزين والمازوت، وضع خطة تنفيذية لقمع ومكافحة كل أنواع التعديات، من سيارات خصوصية ولوحات مزوّرة، وإدراج مشروع خطة تنظيم النقل على جدول أعمال مجلس الوزراء. ورفعوا لافتات عليها: «بدنا ناكل جوعانين بدنا نلبس عريانين... بدنا نعيش ميتين». وحذروا من التصعيد «في حال بقيت الأمور على حالها»، معتبرين أن «خطوة اليوم هي أولى». وأعلنوا عن مشاركتهم في تحركات الاتحاد العمالي العام غداً على أن يصدروا بياناً في وقت لاحق. وفيما كان أحد ممثلي النقابات يتلو كلمته، صرخ سائق آليات يدعى علي الحاج حسن، متهماً النقابات بأنها «لا تساعد المنتسبين إليها بالوصول إلى مطالبهم، وهي من أوائل الأشخاص الذين لا يلتزمون القانون الذي يتعلّق بالمضاربة غير المشروعة أو السائقين غير اللبنانيين للسيارات العمومية». وأكد أن «القوى الأمنية لا تلاحق السيارات الخصوصية والمزورة وإذا قبضت على العاملين غير الشرعيين تفرج عنهم في اليوم الثاني». وشكا من «توظيف العامل الأجنبي بدلاً من اللبناني». وقال رئيس «اتحاد مصالح النقل البرّي» بسام طليس في كلمة: «لدينا مطلب واحد هو أن تحترم الحكومات نفسها وتحترم قراراتها وتنفّذها»، مؤكداً أنه «لم يتم تنفيذ أي حرف من خطة النقل البري». ودعا إلى «مساواة السائقين العموميين بغيرهم من المضمونين، خصوصاً في ما يتعلق بالتعويضات العائلية»، وقال: «قطاع النقل البري إذا أقر الإضراب والتجمع فكل طرق لبنان ستكون مقفلة». وطالب رئيس «اتحاد السائقين العموميين» عبد الأمير نجدة ب «تعديل قانون السير الحالي ومكافحة السيارات المزورة والسائقين غير اللبنانيين»، مشيراً إلى «ملاحظات على قانون السير أخذها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على عاتقه لتعديلها»، وأكد أن «أياً من المسؤولين لم يحدّد موعداً لسماع المطالب». تحرك اليوم وأكد رئيس رابطة موظفي الإدارة الرسمية محمود حيدر في مؤتمر صحافي، أن «هيئة التنسيق تعلن رفضها المطلق أية صيغة تصدر عن اللجنة النيابية في شأن السلسلة إذا لم تأخذ بزيادة 121 في المئة لجميع القطاعات من دون خفض أو تقسيط أو تجزئة، وإذا لم تحفظ الحقوق المكتسبة للقطاعات وفق خصوصية كل منها، ومن أجل التمسك بوحدة التشريع بين المعلمين في القطاعين الرسمي والخاص، واحتساب المفعول الرجعي اعتباراً من 1 تموز (يوليو) 2012، وشمول الزيادة المتعاقدين والأجراء والمياومين والعاملين بالساعة».ودعا إلى أن يكون «اليوم يوماً لوحدة هيئة التنسيق النقابية والتزامها الموقع المستقل البعيد من الانقسامات السياسية والطائفية». وتوجه نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض إلى المعلمين في المدارس الخاصة، مشدداً على أن «اليوم هو يوم إضراب عام في كل المدارس، وعلى الجميع التوجه إلى بيروت للمشاركة في الاعتصام المركزي». وأكد أن «تحركنا المقبل سيبنى في ضوء ما سيصدر عن اللجنة النيابية المعنية بدرس السلسلة». ودعت التعبئة التربوية في «حزب الله» في بيان «المعلمين والعاملين في الحقل التربوي إلى الوقوف خلف هيئة التنسيق النقابية والالتزام الكامل بالإضراب الذي دعت إليه والمشاركة الكثيفة في التظاهرة المقررة. وليكن اليوم يوم الغضب التربوي في وجه السياسات الاجتماعية والاقتصادية الجائرة بحق فئات وطبقات المجتمع اللبناني كافة، التي عانت ولا تزال من الآثار التخريبية السلبية لهذه السياسات منذ أكثر من عقدين من الزمن». الاتحاد العمالي وفي هذا الإطار عقد المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن اجتماعاً انضم إليه وفد من مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وأعلن عن تنفيذ إضراب عمالي وطني شامل وتحذيري غداً والاعتصام في ساحة رياض الصلح. وأوضح المجتمعون في بيان أن «تمويل سلسلة الرتب والرواتب وكذلك تمويل عجز الخزينة يجب أن يتجها من دون إبطاء أو تواطؤ بين أصحاب السلطة السياسية والنفوذ المالي إلى المتلاعبين بلقمة عيش المواطنين». ودعت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان كل العمال والمستخدمين في المؤسسة إلى المشاركة بالإضراب والاعتصام غداً. وأيّد المجلس التنفيذي لنقابة موظفي وعمال إدارة حصر التبغ والتنباك التحرك. وقررت نقابة مستخدمي وعمال الشركة اللبنانية للنقل الجوي «LAT» المشاركة في الإضراب.