أكد ادوار دجيرجيان مساعد وزير الخارجية الاميركي الاسبق لشؤون الشرق الأدنى، مدير معهد جيمس بيكر للسياسة العامة التابع لجامعة رايس في هيوستن انه لا يوجد حل عسكري للنزاع في الشرق الأوسط، والحل الوحيد هو الحل السلمي. ووصف دجيرجيان في محاضرة له امس في مركز زايد للتنسيق والمتابعة علاقات الولاياتالمتحدة مع السعودية بأنها "قوية ولم تتغير". وطالب دجيرجيان، الذي عمل سفيراً لبلاده في دمشق، بدفع المسار السوري في عملية السلام الى أمام من أجل تحقيق السلام الشامل. وقال انه "يتعين على ادارة الرئيس جورج بوش التحضير بصورة كافية قبل الدخول في محادثات لاستئناف المفاوضات على مستوى الرؤساء والقادة ودفع المسارات الأخرى، مثل المسار السوري، بالتنسيق مع حلفائنا العرب والأوروبيين لتحقيق السلام الشامل في المنطقة". واكد المسؤول الاميركي الأسبق ان تجاوز الأزمة الحالية يفرض ضرورة العودة الى قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 التي تشمل مبدأ الأرض مقابل السلام، وقال ان تأخر تنفيذ الوعود المرجوة من مؤتمر مدريد أدى الى حال من الإحباط لدى الفلسطينيين، حيث لم تنفذ قرارات المؤتمر على أرض الواقع ولم يحدث أي تغيير في حياتهم اليومية. وأضاف ان فشل محادثات كامب ديفيد العام الماضي وعدم التوصل الى اتفاق على القضايا الرئيسية، مثل الوضع النهائي والقدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، أدت الى انهيار آمال الفلسطينيين والاسرائيليين الأمر الذي مهد للمشهد الدرامي الذي يجري في الشرق الأوسط الآن. ولفت الى ان عدم احراز تقدم على المسار السوري يشكل عاملاً آخر للاحباط... وقال ان المسار السوري - اللبناني "شهد ضياع أو تبديد العديد من الفرص منذ عام 1993"، كان آخرها لقاء الرئيس كلينتون والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في جنيف عام 2000 وانه لو أحرز تقدم على هذا المسار لتغيرت خارطة المنطقة بصورة جذرية. ولفت دجيرجيان الى ان من أهم العوامل التي أفرزتها الأحداث الأخيرة في المنطقة مشاركة عرب اسرائيل في الانتفاضة ومقتل 13 منهم. ورأى ان تزايد الوعي السياسي في العالم العربي وانتصار حزب الله في لبنان شجع الفصائل الفلسطينية بما فيها "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وحتى "فتح" على المقاومة والعنف الى جانب المفاوضات. واكد ان الاحوال السياسية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية البالغة السوء تشجع على التطرف وتزيد الغضب "ضد اسرائيل وضد السلطة الفلسطينية نفسها". وفي رده على سؤال عن نظرة الخارجية الاميركية الى القرار الذي اتخذه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بإلغاء زيارته لواشنطن احتجاجاً على موقفها المؤيد لاسرائيل، قال دجيرجيان: "استطيع القول ان علاقاتنا مع السعودية قوية ولم تتغير منذ غادرت الخارجية، وبالتالي لا استطيع ان أحكم على هذه العلاقات بموضوع واحد".