قال المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير ادوارد جيرجيان الذي غادر بيروت أمس "ان الوضع في جنوبلبنان يجب أن يبقى هادئاً عند استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني، حتى لا يصبح سبباً لعدم نجاح هذه المفاوضات". ورد على أسئلة ل"الحياة" قبيل مغادرته لبنان بعدما زاره ليومين برفقة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، فنفى أن يكون حمل أي مسودة خطة لانسحاب اسرائيلي من الجنوب. وسئل المسؤول الأميركي السابق: قمة كولونيا تحدثت عن مهلة سنة للتوصل الى اتفاق على المسار الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك تحدث عن سنة للانسحاب من لبنان باتفاق. كيف يمكن هذين الاستحقاقين أن يؤثرا في المسار السوري؟ فأجاب "يجب أن نعود الى الإطار الأصلي الذي رسمه مؤتمر السلام، العام 91، وهو الذي حدد بوضوح أن عملية مدريد تشمل مفاوضات عربية - اسرائيلية شاملة على كل المسارات للتوصل الى سلام شامل. وبدأنا بمحادثات السلام في واشنطن مع كل الوفود، الإسرائيلي والفلسطيني والأردني والسوري واللبناني، وكل مسار، من المسارات المتبقية، أي الفلسطيني والسوري واللبناني، يجب أن يتحرك كل على وتيرته وفي الوقت نفسه. ولا أعتقد أن أي مسار يجب أن يتحرك على حساب الآخر. وأعتقد أن الحل الأفضل للوضع في جنوبلبنان هو أن تكون هناك مفاوضات سورية - اسرائيلية واسرائيلية - لبنانية من أجل حل شامل، ولا شك في ذهني في أن المفاوضات السورية - الإسرائيلية إذا تحركت ستكون موازية للمفاوضات على المسار اللبناني وان حلاً شاملاً يمكن التوصل اليه". وأضاف "إني متشجع ان انتخاب ايهود باراك رئيساً للحكومة، خصوصاً إذا استطاع تأمين ائتلاف حكومي موسع في اسرائيل، سيكون نقلة مهمة نحو السلام". وسألت "الحياة" جيرجيان عن تقارير صحافية أفادت أنه تلقى نسخه عن مسودة خطة انسحاب من لبنان، فقاطع السؤال قبل اكماله بالقول "لا أساس لذلك مطلقاً، اتصلوا بي وقلت لهم ان هذا ليس صحيحاً. وما حصل أثناء وجودي في تل أبيب أني ألقيت محاضرة في مؤسسة اسحق رابين وناقشت الحاجة الى أن تتقدم المفاوضات الإسرائيلية - السورية والإسرائيلية - اللبنانية وناقشنا مع الإسرائيليين الوضع في لبنان ولكن لم نتطرق الى كل هذا". قيل له: الإسرائيليون يطالبون دوماً بضمانات لوقف المقاومة عملياتها بعد استئناف المفاوضات وأثناءها، ما هي الاحتمالات إذا رفض السوريون واللبنانيون ذلك؟ هل ما زال الإسرائيليون يصرون على وقف المقاومة مع استئناف المفاوضات؟ أجاب "أعتقد أن الموقف الوحيد في هذا الصدد هو أن الوضع في جنوبلبنان يجب أن يبقى هادئاً قدر الإمكان، حتى لا يصبح لبنان سبباً كي لا تتقدم المفاوضات أو تنجح. وعليه على كل الأفرقاء، عرباً واسرائيليين، أن يبذلوا كل جهد لإبقاء الوضع في جنوبلبنان هادئاً قدر الإمكان". وسئل: هل تعتقد أن اعلان باراك استعداده للانسحاب من الجولان، مع استئناف المفاوضات، كافٍ للتوصل الى صيغة توقف عمل المقاومة في الجنوب مثلاً؟ أجاب "أعتقد أن الشروع في المفاوضات الكاملة بين اسرائيل وسورية، واسرائيل ولبنان، هو الصيغة الأفضل". وسئل: السوريون يطالبون باستئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت اليها، ما هي نصائحك في شأن ايجاد صيغة تؤمن ذلك؟ أجاب "يجب الأخذ في الاعتبار وتسجيل ما تم التوصل اليه في المفاوضات وعلى السوريين والإسرائيليين والأميركيين أن يبذلوا كل جهد من أجل البدء بالمفاوضات مجدداً في أسرع وقت، فيما نافذة المبادرة قائمة". وكان بيكر وجيرجيان اللذان زارا بيروت بدعوة من النائب عصام فارس غادرا مطارها في طائرة الأخير الى فرنسا، وكان في وداعهما سفير الولاياتالمتحدة في لبنان ديفيد ساترفيلد والمدير العام لمؤسسة فارس انطوان حبيب ممثلاً اياه. وقال بيكر عن نتائج زيارته لبنان "اننا بحزن شديد نترك لبنان الذي استمتعنا بإقامة رائعة فيه ونشكر مضيفنا النائب عصام فارس وعائلته ومؤسسته. ونأمل بالعودة الى زيارة لبنان قريباً". وأضاف ان القرار الدولي الرقم 425 "سيطبق بكامله عندما نصل الى تحقيق السلام بين اسرائيل وسورية ولبنان"، ولاحظ اقتناعاً لدى المسؤولين اللبنانيين "بأن هناك فرصاً لتحقيق تقدم في عملية السلام، واستعدادهم لانتهازها، وهذا ما شعرت به أيضاً من خلال لقاءاتي المسؤولين السوريين، وأشعر أن المسؤولين في اسرائيل والولاياتالمتحدة الأميركية أيضاً على استعداد لانتهاز هذه الفرص. وأنا متفائل إنما بحذر لأننا قد نتمكن أخيراً من التقدم على هذا المسار الذي انطلق في مؤتمر مدريد العام 1991". وأكد أن الإدارة الأميركية "تعمل بتكاتف أكثر للتقدم في عملية السلام، وكان خاب أملها بسبب الجمود على المسارين اللبناني والسوري منذ العام 1996. وستتقدم الولاياتالمتحدة بكل ما يلزم لتكون أكثر من مسهل فقط لعملية السلام، بل أن تكون متكاتفة وناشطة ومنسجمة ومقدامة لتحقيقه".