بدأ الرئيس اللبناني اميل لحود زيارة رسمية للمغرب تستمر يومين، ووصل ظهر امس الى اغادير حيث استقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس وشقيقه مولاي رشيد. وعقد لحود والعاهل المغربي محادثات ثنائية في القصر الملكي تلتها محادثات موسعة، وجولة ثانية من المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة بعد لقاء للحود مع رؤساء مجالس الوزراء والنواب والمستشارين والسفراء العرب المعتمدين في المغرب. ورافق لحود في زيارته نائب رئيس الحكومة عصام فارس وسفير لبنان في الرباط مصطفى مصطفى والمدير العام للأمن العام اللواء جميل السيد. وأعرب في تصريح في المطار عن امله ان تحقق القمة اللبنانية - المغربية ما يصبو اليه البلدان من تعزيز للتعاون بينهما في المجالات السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي، فضلاً عن قيام مشاريع مشتركة تعود بالفائدة عليهما. وأشار الى ان محادثاته مع الملك محمد السادس ستتناول "التطورات المتسارعة في النزاع العربي - الاسرائىلي، بعد الجمود الذي اعترى العملية السلمية، بهدف الوصول الى رؤية مشتركة للخطوات الواجب اتباعها وصولاً الى موقف عربي واحد تفرضه دقة المرحلة الراهنة ويعبر بأمانة عن التوجهات التي اقرها القادة العرب في قمة عمان". وأمل ان يحقق اللقاء "ما نصبو اليه من تعزيز للتعاون بين القطاع الخاص في كل من البلدين والتنسيق لقيام مشاريع مشتركة تعود بالفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين، وتحريك عمل اللجنة العليا اللبنانية - المغربية المشتركة، وعمل مجلس رجال الاعمال اللبنانيين والمغاربة". وفي نهاية المحادثات تم تبادل الاوسمة، فمنح ملك المغرب الرئيس لحود قلادة الوسام المحمدي المذهبة، فيما منح لحود العاهل المغربي وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاستثنائية. وأفادت معلومات الوفد اللبناني ان الملك محمد السادس أعطى تعليماته بضرورة عودة خط الطيران المغربي الآتي من اميركا اللاتينية مروراً بالدار البيضاء وصولاً الى بيروت، وهو الخط الذي توقف نتيجة الاحداث. وأثيرت في المحادثات مسألة عدم اعطاء سمات دخول لرجال الاعمال اللبنانيين لمرات عدة، فأعطى العاهل المغربي تعليماته بتسهيل عمل هؤلاء وضرورة تفعيل مجلس رجال الاعمال اللبنانيين والمغاربة. وفي هذا الاطار، اشاد الملك بالعلاقات التاريخية التي تربط بين لبنان والمغرب، معتبراً انها يجب ان تعود الى عهدها السابق من التطور والتواصل. وقال: "ان المغرب يدعم لبنان بصرف النظر عن الاحوال فيه او الظروف، وهذا الدعم هو نفسه يقوى ويشتد كلما مرت الايام". وأشاد باللبنانيين المنتشرين في دنيا الاغتراب. ورد الرئيس لحود مشدداً على ضرورة تعزيز هذه العلاقات وتجديدها وتعميق تواصلها من خلال تكثيف التعاون الثنائي. وفي معرض الحديث عن القمة الفرنكوفونية في لبنان، وجه الرئيس لحود دعوة الى الملك محمد السادس لحضورها، وكذلك دعوة إلى حضور القمة العربية المزمع عقدها في بيروت في آذار مارس المقبل. وهنأ العاهل المغربي بتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، وكان عرض للواقع الراهن في المنطقة اكد خلاله لحود موقف لبنان والثوابت التي التزمها لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم. وكان تأكيد على ضرورة اخراج الوضع من حال الجمود التي يعيشها نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية والتهديدات المتواصلة، فضلاً عن التعنت الاسرائيلي في تجميد عملية السلام. وأكد الملك محمد السادس ان بلاده تتابع التطورات في المنطقة وهي تدعم لبنان في مواقفه، وكانت الى جانبه دائماً خلال نضاله لتحرير ارضه من الاحتلال، وساندت تطبيق القرار الدولي الرقم 425 في كل المحافل الاقليمية والدولية. وأعرب عن تقديره للشعب اللبناني الذي استطاع مواجهة الظروف القاسية التي عاشها، ولاحظ ان اللبنانيين كانوا مميزين في تعاطيهم مع النزاع العربي - الاسرائيلي. وتم التوافق على ضرورة دفع الاتحاد الاوروبي الى المشاركة في تحريك العملية السلمية في المنطقة. الى ذلك، علق "التيار الوطني الحر" على بعض ما ادلى به الرئىس لحود الى الوكالة المغربية للأنباء وتحديداً قوله: "ان التعاون اللبناني - السوري سيبقى نموذجاً لأي تعاون عربي الى ان يتحرر الجولان ويتحقق السلام العادل والشامل". ورأى في عدم رؤية لحود "عيباً في العلاقات اللبنانية - السورية والنظر اليها على انها نموذج ومثال يتوجب تعميمه على علاقات الدول العربية ببعضها يراد منه في آخر المطاف ان يبقى لبنان دولة رهينة اسيرة الهيمنة السورية الى ما لا نهاية".