يصل رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود اليوم الى ايران في أول زيارة رسمية لرئيس لبناني، علماً أن رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي زارها عام 1997 للمشاركة في أعمال قمة دول منظمة المؤتمر الإسلامي. وعلمت "الحياة" أن لحود سيلتقي مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي وقائد الحرس الثوري اللواء رحيم صفوي وعدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين في زيارته التي تستغرق يومين. وأكدت مصادر الخارجية الإيرانية والسفارة اللبنانية في طهران الأهمية التي سيحظى بها وضع الجنوب والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال المحادثات. وقال السفير اللبناني عدنان منصور ل"الحياة" إن أهمية الزيارة "تزداد بالتزامن مع هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تشهدها المنطقة ولبنان مع الحديث عن الانسحاب الإسرائيلي في تموز يوليو المقبل من لبنان. وأضاف "أنها ستدفع بمسيرة العلاقة بين طهران وبيروت، نحو مزيد من التقدم". وذكّر بالاتفاقات الموقّعة بين الطرفين ومذكرات التفاهم الاقتصادية والثقافية. وأشار الى أهمية إيران اقتصادياً وعسكرياً واستراتيجياً وديموغرافياً ودورها في المنطقة"، وأضاف "أن لبنان يريد ترسيخ الدعم المعنوي والسياسي لمواقفه ضد العدوان الإسرائيلي المستمر على أرضه". وسيصدر عن القمة الإيرانية - اللبنانية بيان مشترك. ولوحظ وجود تعاون واضح بين السفارة اللبنانية ومكتب "حزب الله" لإنجاح التحضيرات لزيارة لحود. وكان لحود واصل جولته العربية، وانتقل إلى قطر المحطة الرابعة بعد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأجرى محادثات مع أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقالت مصادر ل"الحياة" "تناولت سبل دعم العلاقات الثنائية والأوضاع العربية، وأكدت قطر دعمها لبنان في سبيل استرداد أراضيه المحتلة". وبعدما شكر لحود لقطر دعمها المستمر للبنان، علم ان الشيخ حمد تبرع بقطعة ارض مساحتها 25 الف متر مربع لبناء مدرسة لبنانية في الدوحة. وتزامنت زيارته الدوحة مع تقديم قطر مشروع قرار عن حال حقوق الإنسان في جنوبلبنان والبقاع الغربي نيابة عن الدول العربية ودول أخرى، أمام لجنة حقوق الإنسان في دورتها ال56 في جنيف أمس. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن المشروع الذي قدمه مندوب قطر الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف، أشار الى ممارسات قوات الاحتلال في جنوبلبنان والبقاع الغربي، مستنكراً اعتقال مدنيين لبنانيين وإساءة معاملتهم وتعذيبهم، وأكد ضرورة احترام تفاهم نيسان ابريل وتنفيذ القرار 425. وكان لحود وجه بعد مغادرته أبو ظبي برقية الى رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أكد له فيها أن "ما يجمع الإماراتولبنان تجسيد لمعاني التضامن العربي والوقوف وقفة واحدة في وجه الشدائد والمصاعب... وأضاف أن "لبنان الذي حقق بفضل وحدة جيشه ومقاومته وشعبه والدعم العربي نصراً أكيداً على العدو الإسرائيلي وجعل قادته يتسابقون الى طرح مواعيد الانسحاب من أرضه لا يسعه إلا أن يواصل الاعتماد على الثوابت لتحقيق النصر من أجل إحباط مناورات العدو واستغلاله بغية ضمان أمنه على حساب أمن الآخرين، متجاهلاً مسؤولياته حيال أفعاله بحق شعوب المنطقة". وشدد على "أن لبنان يرى أن الضمانات كلها توجد في السلام العادل والشامل فقط، ولا يمكن أن يتحقق ذلك عبر محاولة استفراد لبنان أو سورية". وكان لحود التقى في أبو ظبي أمس الشيخ زايد وعرضا العلاقات الثنائية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتطورات عملية السلام، وقلده وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة الوشاح الأكبر فيما قلده الشيخ زايد وسام الاتحاد، أرفع وسام في الإمارات. وقال لحود امام الجالية اللبنانية التي التقى عدداً من افرادها "ان مشروع سوليدير يجسد مصلحة لبنانية وان الازمة الاقتصادية يجب ان تعالج بعدم القاء التبعات على الماضي".