اتفق لبنانوالاردن على ضرورة استئناف مفاوضات السلام على المسارين اللبناني والسوري وفق المرجعية المتفق عليها في مدريد ومن النقطة التي انتهت اليها توصلاً الى السلام العادل والشامل الذي يضمن الانسحاب الاسرائىلي الكامل من جنوبلبنان وبقاعه الغربي وهضبة الجولان السورية. وكانت عمان شهدت امس، اول قمة لبنانية - أردنية بين رئيس الجمهورية أميل لحود والعاهل الاردني الملك عبدالله بن حسين تناولت الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. وانتقل لحود الى الاردن صباحاً على متن طائرة خاصة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط في زيارة رسمية استمرت يوماً واحداً تلبية لدعوة من الملك عبدالله. ورافق لحود وفد ضم المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء الركن ادوار منصور وقائد لواء الحرس الجمهوري العقيد مصطفى حمدان ومدير الوكالة الوطنية للاعلام الزميل خليل الخوري ووفد اعلامي. ولدى عبور الطائرة الرئاسية الاجواء السورية، وجّه لحود برقية الى نظيره السوري الرئيس حافظ الاسد جاء فيها "يطيب لي، وأنا أعبر اجواء الجمهورية العربية السورية الشقيقة في طريقي الى المملكة الاردنية الهاشمية في زيارة رسمية، ان أحيي سيادتكم متمنياً لكم دوام الصحة والعافية، وللشعب السوري الشقيق التقدم والازدهار والرخاء، في ظل قيادة سيادتكم التي شكلت نقطة تحوّل اساسية ورائدة في حياة بلدكم الشقيق، وأعطت للامة العربية دوراً وحضوراً مميزين، وكانت لبلدي لبنان خير معين في الزمن الصعب الذي نسأله تعالى ان نتمكن معا يا سيادة الرئيس، من استكمال عملية الخروج منه بتحرير الجنوب والبقاع الغربي والجولان من الاحتلال الاسرائىلي الغاشم، وارساء قواعد السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط، وذلك من خلال وحدة المسارين اللبناني والسوري التي نتمسك بها كأساس لا تراجع عنه مهما اشتدت الصعاب". وفي العاشرة والربع قبل الظهر وصل الرئيس لحود الى مطار ماركا في عمان وكان في استقباله على سلم الطائرة الملك عبدالله الذي قدم اليه اعضاء الاسرة المالكة ورئىس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة ورئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي ورئيس مجلس الاعيان ورئيس المجلس النيابي وبالاضافة الى مستشارين للملك الاردني ورئيس هيئة الاركان والسفير الاردني في لبنان انمار الحمود والسفراء العرب المعتمدون لدى البلاط الملكي. وعزفت موسيقى الحرس الملكي النشيدين اللبنانيوالاردني وتوجه الموكب الى قصر الندوة الملكي ثم اصطحب الملك عبدالله الرئيس لحود الى نهضة لواء حمزه بن عبد المطلب وقاما بجولة على القرية النموذجية في المدينة الزرقاء وحضرا تطبيقاً عسكرياً للقتال في المناطق المبنية في ميدان العمليات الخاصة. ومن ثم عادا بالطائرة العمودية الملكية الى قصر الندوة. وبعد فترة استراحة توجه لحود يرافقه وزير الاعلام والثقافة الاردني ناصر اللوزي الى الاضرحة الملكية حيث وضع اكليلاً من الزهر على ضريح الملك حسين بن طلال، وقرأ شيخ الاضرحة الفاتحة. وعقدت جولة من المحادثات الثنائية لمدة ثلاثة أرباع الساعة قبل ان تتحول الى موسعة حيث انضم اعضاء الوفدين اللبنانيوالاردني وشارك ايضاً عن الجانب اللبناني مدير المراسم في رئاسة الجمهورية السفير مارون حيمري والمستشارين عماد جودية وفادي محمد آغا وعن الجانب الاردني الأمير طلال بن محمد ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب والوزير اللوزي، وانتهت بتبادل للأوسمة والهدايا وأقام الملك الاردني مأدبة غداء على شرف لحود والوفد اللبناني. وبعد انتهاء المحادثات صدر بيان ختامي جاء فيه ان الجانبين "تبادلا وجهات النظر عن مختلف القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك خصوصاً العلاقات الثنائية وعملية السلام، كما جرت محادثات تناولت مجمل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، وقضايا التنسيق الثنائي والعربي في اطار الجهود المبذولة لاعادة اللحمة للصف العربي، وتفعيل العمل العربي المشترك واحياء التضامن العربي وفق مستويات جديدة، تحقق وحدة الكلمة والموقف في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة". واتفق الجانبان "على أهمية تفعيل التنسيق العربي على كل المستويات واعطائه بعداً ومستوى يتناسب والمرحلة القادمة"، كما اتفق الجانبان على ضرورة استئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري وفق المرجعية المتفق عليها في مدريد ومن النقطة التي انتهت اليها، وصولاً الى السلام العادل والشامل الذي يضمن الانسحاب الاسرائىلي الكامل من الجنوباللبناني وبقاعه الغربي والجولان، وكذلك ضمان حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني". وأفاد البيان ان "الملك عبدالله أطلع أخاه لحود على نتائج جولته الاوروبية والاميركية التي اوضح خلالها للقيادات التي التقاها اهمية استئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري، وعلى مركزية القضية الفلسطينية، وعلى ضرورة دعم العملية السلمية وفتح صفحة جديدة في منطقة الشرق الاوسط، تفضي الى سلام شامل دائم وعادل يحقق الاستقرار ويعزز مناخ الامن في المنطقة". وأكد الجانبان "أهمية العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين الشقيقين، وعلى ضرورة تفعيل الاتفاقات المعقودة بين الطرفين بهذا الخصوص". وزار لحود السفارة اللبنانية وغادر عمان عائداً الى بيروت في الرابعة والنصف بعد الظهر. ووجه برقية الى الملك عبدالله من الطائرة اعرب فيها عن شكره وامتنانه للترحيب الحار والحفاوة الاخوية التي لقيها خلال زيارته الى الاردن. وتوجه بمشاعر المحبة الى الشعب الاردني وقال "ان المحادثات الثنائية أتاحت لي الوقوف على ما يغمر به صدركم من مشاعر الحرص على وحدة الصف العربي وتضامنه لما فيه خير ومصلحة أمتنا".