استمر التزام الطرفين، القوات المقدونية والمقاتلين الألبان لليوم الثاني على التوالي أمس، بالهدنة غير المعلنة بينهما والتي شملت ايضاً بلدة أراتشينوفو 10 آلاف نسمة غالبيتهم من الألبان بجوار سكوبيا، التي سيطر المقاتلون عليها منذ يوم الجمعة الماضي. وذكرت منظمات الاغاثة الدولية، انها نتيجة لوقف النار، تمكنت من ايصال 14 شاحنة تحمل 50 طناً من مختلف المواد الغذائية والطبية الى نحو 10 آلاف شخص من السكان المحاصرين في بلدة ليبكوفو، ضمن المنطقة التي يسيطر المقاتلون الألبان عليها شمال مقدونيا. وأشارت المنظمات الى أن فريقها الصحي أجرى فحوصاً لعدد كبير من السكان، وظهر انتشار الاسهال وأمراض اخرى بينهم، وتم اعطاؤهم العلاج اللازم. ومن جهة أخرى، أفاد مسؤولون في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية انهم اجروا محادثات مع المقاتلين الذين يسيطرون على مصادر المياه التي تزود مدينة كومانوفو 100 ألف نسمة في الشمال من أعراق مقدونية وصربية وألبانية مياه الشفة، وانهم يتوقعون فتح صمامات انابيب نقل المياه في أقرب وقت. وعلى رغم الهدوء في الشمال، فإن وزارة الداخلية المقدونية أعلنت أمس، ان دورية للشرطة تعرضت الى اطلاق نار شديد عندما وقعت في مكمن للمقاتلين الألبان في المرتفعات الشمالية الغربية المطلة على مدينة تيتوفو، وأدى الحادث الى جرح 9 من أفراد الدورية، اصابات 4 منهم بليغة. وفي منطقة سكوبيا، استمر الهدوء، ولم يحدث اي اطلاق نار مهم في بلدة اراتشينوفو التي سيطر المقاتلون عليها. لكن قائد المقاتلين في البلدة المدعو خوجه، أبلغ محطات تلفزيونية خاصة في سكوبيا، ان قواته متهيئة للسيطرة على مناطق داخل العاصمة "اذا انهار وقف النار الحالي". وأجمعت الصحف الصادرة في سكوبيا أمس على ان السكان "يعيشون في حال نفسية صعبة، يخيم عليهم التوتر وسط الاشاعات". وذكرت صحيفة "يوترني" ان المعلومات المتضاربة التي تصدر عن المسؤولين الحكوميين، والانتشار الكبير لقوات الجيش والشرطة في كل المناطق ذات الغالبية السكانية الألبانية في ضواحي سكوبيا والقرى المحيطة بها، أدت الى مغادرة اعداد كبيرة من المقدونيين تلك المناطق، ما أدى الى مشكلات في اغاثة هذا العدد الكبير داخل العاصمة. وأكدت بعثة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مقدونيا، ان حالاً من الذعر سادت بين سكان سكوبيا، نتيجة تهديدات الألبان الذين سيطروا على اراتشينوفو، ما أدى الى تدفق الآلاف الى مقرات المفوضية في العاصمة طالبين المساعدة. وأشارت المفاوضة الى انها وضعت مقارها في حال عمل متواصل من أجل أن يكون في مقدورها تلبية حاجات هذا التدفق الكبير لطالبي المساعدة.