} صعّد الجيش المقدوني عملياته العسكرية ضد المقاتلين الألبان أمس، في وقت كان كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يبذلون في سكوبيا مساعيهم لإيجاد حل للأزمة المقدونية. واصل الجيش المقدوني لليوم الرابع على التوالي أمس، قصفه العنيف لقرى البانية قريبة من الحدود مع كوسوفو وجنوب صربيا، يتحصن فيها مقاتلون البان. وشمل القصف خمسة قرى الى الغرب من مدينة كومانوفو شمال مقدونيا، اضافة الى قريتين في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو في الشمال الغربي، واستخدمت فيه المدفعية الثقيلة والمروحيات القتالية. وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع المقدونية غورغي تريندافيلوف ان "20 ارهابياً قتلوا خلال تبادل اطلاق النار في محيط قرية لوباتي القريبة من بلدة سلوبتشاني". وأوضح ان دورية عسكرية مقدونية "عثرت على موقع للارهابيين وتبادلت معهم اطلاق النار ما أدى الى اصابات جسيمة في صفوفهم، من دون وقوع ضحايا في صفوف الدورية المقدونية". ونقلت محطة تلفزيونية خاصة في سكوبيا عن المقاتلين الألبان، انهم سيفتحون جبهات جديدة، اضافة الى جبهة مرتفعات تيتوفو، "من أجل توسيع رقعة القتال وارغام الجيش المقدوني على الانتشار في اماكن عدة متباعدة، حيث تتجزأ قوته ويصبح تأثيره العسكري ضعيفاً". وذكرت منظمات الاغاثة في كوسوفو أمس، ان حوالى 600 نازح عن مناطق القتال في شمال مقدونيا وشمالها الغربي، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وصلوا الى الاقليم، وتم تقديم المساعدات العاجلة لهم. وفي هذه الأجواء المتوترة، أجرى كل من منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون محادثات مع الأطراف المقدونية والألبانية لايجاد حل للأزمة العرقية التي تشهدها البلاد. وأعلن سولانا وروبرتسون في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في قاعة البرلمان في سكوبيا وحضرته "الحياة" أمس "ادانتهما للارهابيين الذين يحملون السلاح ويشنون الهجمات في محاولة لتدمير الديموقراطية في مقدونيا". وأعربا عن دعمهما للحكومة المقدونية في "المشكلة الحقيقية التي تمر فيها والتي تستهدف سلامة الأراضي المقدونية". لكنهما أكدا على ان الحل هو في "تشكيل رأي متفق عليه بين جميع القوى المقدونية والالبانية في اتجاه ايجاد تسوية ضامنة لوقف القتال واستمرار البلاد في نهجها الديموقراطي وحصول كل المواطنين على حقوقهم المشروعة". وأفاد روبرتسون انه اتفق مع الحكومة المقدونية على التنسيق بينها وبين حلف شمال الأطلسي في شأن انهاء المشكلة الحالية الى الغرب من مدينة كومانوفو. وأوضح ان "اجتماعاً سيعقد في وقت لاحق بين مسؤولين عسكريين في الحلف وقادة الجيش المقدوني لايجاد تفاهم للتعاون المشترك الذي يضع حداً للأعمال الارهابية في المنطقة المقدونية الشمالية". ومن جانبه، ذكر سولانا انه قرر ارجاء مغادرته سكوبيا، التي كانت مقررة بعد ظهر أمس، وذلك لترتيب اجتماع حول طاولة مستديرة بين الفئات السياسية المقدونية والألبانية. وأكد معارضة دول الاتحاد الأوروبي لاعلان حال الحرب من جانب الحكومة المقدونية، موضحاً ان المشكلات "تُحل من خلال الوسائل السلمية".