اجتمع المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس في القاهرة أمس مع كلٍ من وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر والأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى. ووصف موراتينوس محادثاته مع ماهر بأنها كانت في غاية الأهمية وأنها جاءت في توقيت حرج ومهم، وهو ما يتحدد على أساسه مستقبل الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وذكر أن الأسبوع الحالي مهم وسيشهد تحركات عدة، على رأسها زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان للقاهرة ومحادثاته مع الرئيس مبارك، وتحركات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت، والمبعوث الاميركي لمنطقة الشرق الأوسط وليام بيرنز، وكذلك المجهودات التي يبذلها الاتحاد الأوروبي ورئيس وزراء السويد يوران بيرشون ومسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي غادر المنطقة اول من أمس. وأوضح موراتينوس أنه ما زال يبذل مساعي لمعرفة امكانات وقف النار والاتفاق على جدول زمني لتنفيذ تقرير لجنة ميتشل، مؤكداً أن الموقف الأوروبي نشط للغاية. وقال المبعوث الاوروبي إن موضوع الاستيطان تم تناوله بشكل جيد في تقرير ميتشل "ونحن في حاجة إلى تجميد كامل للأنشطة الاستيطانية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لبناء الثقة بين الطرفين حتى يمكن التقدم للأمام نحو المناقشات السياسية والمفاوضات". وأعرب عن اعتقاده بأن مسألة الاستيطان ستكون جزءاً أكثر من مهم في أي صفقة يمكن أن تتم. وأكد موراتينوس أن هذا الاسبوع حاسم في ضوء انعقاد القمة الأوروبية - الاميركية حيث تحتل قضية الشرق الأوسط موقعاً مهماً على أجندة هذه القمة. ونفى أن يكون الاتحاد الأوروبي بصدد إعادة تقييم موقفه، وقال إن "الموقف الأوروبي ثابت ولكننا نعمل حالياً بشكل أكثر نشاطاً والتزاماً لتقديم بعض الاقتراحات وبذل المزيد من الجهود". وأكد أن الدور الأوروبي معترف به لدى الجميع، مشيراً إلى أن أوروبا ترفض أن تكون خارج ملعب التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية. وأعاد موراتينوس التأكيد على أهمية الوقت في التحركات الحالية عقب محادثاته مع موسى، وقال إن "هذا الاسبوع حاسم وقد نتغلب في نهايته على المرحلة الصعبة الحالية ونتحرك نحو الاتجاه الصحيح أو نواجه الصعاب في حال فشلنا في تحقيق اختراق". وأوضح أنه سمع من موسى أن الدول العربية ما زالت ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي طالما يؤدي إلى الحقوق العربية المشروعة. وأشار موراتينوس الى أن الاتحاد الأوروبي يعمل جاهداً مع الولاياتالمتحدة بهدف التوصل الى صياغة مشتركة للتحرك السياسي تكون مقبولة لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وقال إن الجهود والتحركات الحالية تهدف الى توفير الحماية للمدنيين على الجانبين.