شدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس على أن وقف الاستيطان لن يُقابل بالتطبيع، لكنه أكد أن دولاً عربية ستتحرك باتجاه التطبيع في حال اتخذت إسرائيل «خطوة كبيرة تجاه الفلسطينيين تعكس صدقية موقفها واستعدادها للتفاوض الجاد والحقيقي وصولاً إلى هدف الدولة الفلسطينية». وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الذي زار القاهرة أمس والتقى الرئيس حسني مبارك، أن «هناك حاجة لبدء مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس مفاهيم واضحة وأرضية متفق عليها تأخذنا مرة أخرى إلى الوضع الذي كان موجوداً قبل العام 2000، أي قبل الانتفاضة الثانية»، مشيراً إلى «افتتاح مكاتب لدول عربية في إسرائيل، وتواجد إسرائيل في الدول العربية خلال الفترة من 1995 وحتى العام 2000»، أي بعد اتفاقات أوسلو. وأوضح أن «المطلوب اليوم هو موقف عربي مصمم على أن تتوقف إسرائيل بالكامل عن عمليات الاستيطان وفي القدسالشرقية، وأن تقبل بالبدء الفوري للمفاوضات مع الفلسطينيين على أساس خريطة الطريق ومفهوم الدولة الفلسطينية». وفي حين شدد على أن وقف الاستيطان لن تقابله عملية تطبيع مع إسرائيل، أكد أبو الغيط أن «مصر تطالب باتفاق في نهاية الطريق وليس خريطة للطريق فقط»، داعياً الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى «اتخاذ موقف واضح في ما يتعلق بشكل التسوية النهائية التي يمكن أن تتم عليها المفاوضات». وأشار إلى أنه في حال تحركت إسرائيل بخطوة كبيرة باتجاه السلام مع الفلسطينيين، «فإن الأطراف العربية ستتحرك نحو إسرائيل عندئذ من وجهة نظرها وطبقاً لقدراتها وطبقاً لإيقاع الموقف»، مذكراً بقرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير الذي أبدى استعداداً «للنظر والبحث في الإجراءات (التطبيعية) التي يمكن أن تتخذها في مواجهة خطوات إسرائيلية». من جهته، قال موراتينوس إن بلاده «تريد وترغب في أن تكون لاعباً جيداً وإيجابياً في عملية السلام، وهي تشاطر هذا المسعى مع مصر ومع بلاد صديقة أخرى». وأشار إلى أنه سيزور في جولته الحالية سورية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأعرب عن أمله في الإعلان خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الشهر «عن انطلاقة جديدة لمحادثات السلام برعاية الرئيس الأميركي باراك أوباما». وأكد دعم مساعي مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشيل إلى إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وقال إنه في حال التزام الدولة العبرية بهذا الأمر «فإننا نرغب في أن يكون هناك اتجاه من الدول العربية إلى تحسين علاقاتها مع إسرائيل». وكان وزير الخارجية الإسباني أكد عقب اجتماع الليلة قبل الماضية مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الأوروبيين يتطلعون إلى أن تشهد الفترة المقبلة وضع أساس جيد لانطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين خصوصاً عبر وقف الأنشطة الاستيطانية، مضيفاً أن هناك حاجة أيضاً إلى جهد كبير لبناء الثقة.