تعاود عجلة الحياة السياسية في لبنان اليوم دورانها، بعد عطلة رسمية امتدت "اربعة ايام"، وعلى طريقها قضايا وملفات اقليمية ومحلية بارزة، أهمها الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من جنوبلبنان قبل تموز يوليو المقبل، والانتخابات النيابية المقررة في آب اغسطس المقبل. وعرض رئيس الجمهورية اميل لحود عصر امس مع رئيس الحكومة سليم الحص التطورات العامة، عشية جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم. ثم التقى عدداً من الوزراء، للغاية نفسها، ورئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي. وكان الحص اتصل بوزير الخارجية السورية فاروق الشرع وتشاورا في التطورات الاقليمية، وبحث مع المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد في الاوضاع الامنية. ويترأس نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر العائد من زيارة خاصة لباريس، غداً اجتماعاً للمحافظين، ومن ثم اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي. وفي المواقف، طرح وزير الزراعة سليمان فرنجية تساؤلات في شأن قرار اسرائيل الانسحاب من دون حل عادل وشامل، لكنه اعتبر ان "ما من لبناني غير فرح بحلول الانسحاب الكامل". ورأى ان اسرائىل تخطط بذلك للضغط على المسار اللبناني - السوري واستفراد لبنان "الا ان الدولة اللبنانية متيقظة لذلك". ورأى ان استئناف المفاوضات بين سورية واسرائيل "لا يزال ممكناً، وان الابواب غير مقفلة"، وان الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، مقترحاً تكثيف روزنامة المواعيد، وحصرها في اسبوعين بدلاً من اربعة. وقال ان تحالفه مع الرئىس كرامي "لم يعد وارداً"، متوقعاً "تنافساً ديموقراطياً"، من دون ان يستبعد امكان التحالف مع النائبة نائلة معوض. ورفض وصف الطلاب الذين تظاهروا بالعملاء "لأنهم يتحركون بعفوية وباندفاع عاطفي"، داعياً اياهم الى "ان يكونوا اكثر وعياً للظروف والخلفيات، اذ لا احد يستفيد بطريقة غير مباشرة، سوى اسرائيل". وانتقد اداء الحكومة الحالية "التي ليست للظرف الراهن، لكن لم يعد يحرز، ما دامت الانتخابات النيابية على الابواب". وأبدى السفير الايطالي جيوسيبي كاسيني استعداد بلاده لتعزيز وحدتها العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان في حال طلب لبنان ذلك". وطالب بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة امس باطلاق الاسرى والمعتقلين في سجن الخيام قبل انجاز الانسحاب. واطلع من بري على خرائط تمثل الحدود اللبنانية وموقع مزارع شبعا التي استولت عليها اسرائيل. وأعلن السفير الايراني محمد علي سبحاني، بعد لقاء بري ان "لبنان يعيش هذه الايام مرحلة انتصار شعبه ومقاومته على اسرائىل، لأنها، وللمرة الاولى، تنسحب من ارض تحتلها تحت وطأة ضربات المقاومة". وحذر "من الحيل التي قد تلجأ اليها اسرائيل لضرب الوحدة الداخلية في لبنان"، داعياً الشعب الى "التماسك والتضامن، في مواجهة العدو الذي لا يعني انسحابه زوال الخطر عن لبنان والمنطقة". وقال السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه ان بلاده "لم تتخذ بعد اي قرار في شأن زيادة عدد جنودها المشاركين في قوات الطوارئ".