تفجرت أعمال العنف، على نحو مفاجىء، في ولايات الشرق الجزائري للمرة الاولى منذ خريف الغضب في تشرين الاول أكتوبر 1988. واندلعت اعمال العنف والمواجهات مع قوات الامن في ولايات عنابة 800 كلم شرق العاصمة وخنشلة 600كلم وسكيكدة 450 كلم أدت إلى حرق الممتلكات العمومية وتخريبها وقطع حركة المواصلات فيها ووقوع إصابات بين قوات مكافحة الشغب من جراء رشقها بالحجارة من المتظاهرين. راجع ص 6 وقالت مصادر محلية في إتصالات هاتفية أن مسيرة سلمية في عنابة تحولت، مساء أمس، أعمال شغب استهدفت وسط المدينة واعمال تخريب للمنشآت الحكومية، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب لقمع المتظاهرين الذين كانوا يطالبون باعادة المياه المقطوعة عن منازلهم. وفي ولاية سكيكدة تحولت مباراة بين الفريق المحلي وفريق إتحاد الجزائر العاصمة مواجهة عنيفة إنتهت بتحطيم منشآت الملعب. وانتشرت قوات مكافحة الشغب بأعداد كبير لمنع إنتقال المواجهات إلى خارج الملعب. وسجلت إصابات خطيرة في صفوف أنصار الفريق العاصمي. وفي خنشلة تحولت إستفزازات نسبت الى عسكريين في زي مدني، مساء الأحد، مواجهات شديدة أدت إلى تخريب المنشآت الحكومية. وعلى الرغم من لقاء الشباب والي الولاية، ليلة الأحد - الإثنين، إلا أن إصرار الوالي على تبرئة العسكريين ولد مشاعر غضب جديد hلتهم المدينة طوال نهار أمس. ورأس الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أمس مجلسا للوزراء. وكان مقررا أن يصدر موقفا من هذه التطورات التي هزت شرق البلاد بعد تلك التي شهدتها منطقة القبائل. وفي اول رد حزبي على احداث الشرق، طالبت حركة النهضة المشاركة في الحكومة ب "إطلاق سراح المعتلقين خلال هذه المواجهات فورا" و"وقف الإستفزازات". وحذرت من مخاطر "إنزلاق الوضع إلى المزيد من المواجهات". إلى ذلك أبدت تنسيقيات أعراش منطقة القبائل إصرارها على تنظيم المسيرة المقررة الخميس المقبل في العاصمة. وقال ممثلون عن هذه التنظيمات أنهم لا يحتاجون إلى أي ترخيص من الحكومة للقيام بالمسيرة.