استمرت حال التوتر مخيّمة أمس على مناطق عدة من ولايات القبائل بعد المواجهات العنيفة في الأيام الماضية بين متظاهرين غالبيتهم من الشباب وقوات الأمن. وفي حين انتشرت وحدات من الجيش في بعض النقاط الحساسة، أُفيد ان مسيرات متفرقة حصلت في مناطق عدة بينها العاصمة. قررت الحكومة الجزائرية ايفاد وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني الى ولاية تيزي وزو 100 كلم شرق العاصمة في إطار جهودها لتجنب إعلان حظر للتجول في المدينة وإعادة الهدوء اليها. ونُقل عن الوزير قوله أمس ان من غير المسموح سقوط أي ضحية جديدة سواء من المدنيين أو قوات الأمن. وجاءت الزيارة في وقت انتشرت فرق تابعة للجيش لحماية المنشآت الإستراتيجية مثل مراكز الاتصالات والمباني الحكومية التي تعرضت لاعتداءات نفّذها الشباب البربري. ويُتوقع أن يتعزز وجود قوات الجيش إلى نحو أربعة ألاف عسكري في حال استمر تعرض المباني الحكومية لاعتداءات. وأُفيد بن قوات الأمن اعتقلت ما يزيد على مئة شاب يُعتقد بأن لهم صلة بأعمال العنف التي اسفرت عن مقتل ما يزيد على أربعين شخصاً وجرح 700 غالبتهم من قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك والشرطة منذ بدء المواجهات، الإثنين الماضي، إثر مقتل شباب على يد دركي. وأرجع وزير الداخلية، خلال افتتاحه صباحاً دورة تكوين للأمناء العامين للبلديات في العاصمة، الحوادث في منطقة القبائل إلى غياب الاتصال بين المسؤولين والسكان. وفي ولاية بجاية 300 كلم شرقاً، رشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة بعد مسيرة سلمية انتهت إلى محاولة لخرق الحصار الذي فرضه العسكريون على المباني الحكومية. ودعا الطلبة الذين أشرفوا على المسيرة السلطات الى سحب قوات الدرك التابعة لوزارة الدفاع وإرسال جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية ليحل محلها. وفرقت قوات الأمن المسيرة باستعمال الغازات المسيلة للدموع قبل أن تبدأ مواجهات عنيفة حين استخدم الشباب الحجارة وبادر بعضهم إلى حرق منشآت. وفي ولاية تيزي وزو مئة كلم شرقاً انطلقت مسيرة ضخمة من جامعة حسناوة. وأفسحت قوات مكافحة الشغب الطريق للمتظاهرين عند مفترق الطريق المركزي للمدينة بعدما تأكدت من أن المشرفين على المسيرة شكلوا شريطاً أمنياً بينهم وبين قوات الامن. وعلى رغم رشق بعض المتظاهرين مبنى الدرك بالحجارة، إلا أنه سرعان ما تم التحكم في الوضع بعد تشديد منظمي المسيرة على التزام قواعد النظام. وفي العاصمة، كادت مسيرة سلمية لطلبة جامعة الجزائر تتحول الى تظاهرات عارمة في بلدة بوزريعة بعد تسرب "متطرفين" في الحركة الثقافية البربرية إلى وسط المتظاهرين بقصد دفعهم إلى الخروج إلى الشوارع. وتفاوض موفودون عن الحكومة والأمن مع الطلاب لإقناعهم بالعدول عن القيام بمسيرة خارج الحرم الجامعي. وشارك في المسيرة طلاب جامعة الجزائر في كل من بني مسوس وبن عكنون وحيدرة. وكادت الأمور تنزلق في كل من بلدية الشراقة وعين بنيان وهي البلديات التي فيها كثافة كبيرة للسكان البربر. وفي ولاية بومرداس 50 كلم شرقاً، انتظمت مسيرة حاشدة للبربر تأييداً لمطالب الشباب الغاضب وتضامناً مع الذين سقطوا خلال المواجهات. وتمكنت قوات الأمن من تطويق المتظاهرين. وفي ولاية البويرة 120 كلم شرقاً، تواصلت المواجهات بين الشباب وقوات الأمن. ومثلما حدث يوم السبت، تحولت مسيرة سلمية للمطالبة بترقية الثقافة الأمازيغية إلى مواجهات عنيفة أدت إلى حرق عدد من المباني الحكومية.