} أكدت تونس انخراطها في مشروع الشراكة الأميركية مع بلدان شمال افريقيا المعروف ب"مبادرة ايزنستات" وسط استمرار تدهور العلاقات مع فرنسا. نسبت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أمس إلى وزير التجارة طاهر صيود الذي شارك في الاجتماع الوزاري السنوي الأميركي - المغاربي في واشنطن الثلثاء، أن "تونس تنخرط في مشروع الشراكة الذي ما انفك يستقطب اهتمام أوساط رجال الأعمال التونسيين والذي يرمي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وتكثيف التعاون بين الولاياتالمتحدة والمغرب العربي وتسريع الادماج الاقتصادي الاقليمي". وشدد الوزير التونسي على "ضرورة ارساء شراكة عميقة تعكس الإمكانات الاقتصادية الكبيرة للمنطقة المغاربية وتجسد الاهتمام الذي تظهره بلدانها لتنويع الشركاء الاقتصاديين وتكثيف المبادلات مع الولاياتالمتحدة". وكان صيود حضر في واشنطن اجتماعاً ضم كلاً من وزير الاقتصاد والمال والسياحة المغربي فتح الله ولعلو ووزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ووزير الاقتصاد والتنمية الموريتاني محمد ولد نني ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الاقتصادية آلان لارسن. وهذا الاجتماع الوزاري هو الثالث في إطار تجسيد المبادرة التي أطلقها مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ستيوارت ايزنستات خلال جولة على تونس والمغرب العام 1998 والتي تهدف إلى إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة وكل من الجزائر والمغرب وتونس. ولوحظ أن الاجتماع الوزاري السنوي الذي يعقد على هامش الاجتماعات نصف السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي شمل هذه السنة وزيراً موريتانياً للمرة الأولى، بعدما كانت واشنطن تتحفظ عن ضم موريتانيا وليبيا إلى المبادرة لأسباب مختلفة. وقالت مصادر أميركية إن الوزراء المغاربيين شددوا على الأهمية الاستراتيجية التي يرتديها "التقارب مع واشنطن". أزمة مع باريس وفي موازاة الحماسة التونسية لمشروع "ايزنستات"، تشهد العلاقات السياسية مع فرنسا، الشريك الاقتصادي الأول لتونس، مزيداً من التدهور منذ إعلان الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم الشهر الماضي قطع العلاقات مع حزب التجمع الدستوري الديموقراطي، الحاكم في تونس، بسبب أوضاع حقوق الإنسان في البلد. وأفيد في تونس أن الحكومة رشحت وزير الدولة للشؤون الافريقية والمغاربية صادق فيالة سفيراً جديداً في باريس بعدما بقي المنصب شاغراً منذ انتخاب السفير السابق منجي بوسنينة مديراً عاماً ل"الاليسكو" في شباط فبراير الماضي. إلا أن هذه الخطوة لم تعكس تحسناً في العلاقات التي عادت للانتكاس مع ارجاء الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان للعاصمة التونسية والتي كان متوقعاً أن تقود إلى ترطيب الأجواء بين البلدين. يذكر أنه لم يزر تونس أي وزير فرنسي منذ ثمانية عشر شهراً، أي منذ الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية للجنة المشتركة للتعاون. ولوحظ أن وزير الخارجية التونسي حبيب بن يحيى، الذي جال أخيراً على عدد كبير من العواصم الأوروبية من أثينا إلى أوسلو، لم يزر باريس. كذلك لوحظ أن التونسيين كثفوا العلاقات مع كل من ايطاليا واسبانيا والمانيا في إطار ما اعتبره مراقبون "محاولة لكسر طوق الشراكة الأحادية مع فرنسا". وفي هذا السياق، يقوم رئيس الوزراء الاسباني خوزي ماريا أثنار بزيارة لتونس في غضون أسابيع بعدما أدى الوزير الأول محمد الغنوشي في وقت سابق من العام الجاري زيارة مماثلة لمدريد عكست نقلة في العلاقات الثنائية. وكان لافتاً غياب فرنسا من المنافسة الجارية على الفوز بالشبكة الثانية للهاتف الجوال في تونس والتي يرجح أن تفوز بها مجموعة "تليفونيكا" الاسبانية أو "ايطاليا تليكوم".