} ابلغت الولاياتالمتحدة شركاءها في "مبادرة ايزنستات" انها لا تعارض توسيع الشراكة الاميركية المغاربية بانضمام ليبيا وموريتانيا الىها، من اجل اقامة سوق مغاربية موحدة بعد الغاء الحواجز الجمركية الداخلية. افادت مصادر مغاربية مطلعة ان واشنطن ابلغت بلدان شمال افريقيا عزمها على تطوير العلاقات معها على كل الصعد وتوسيع مشروع الشراكة الاقليمية التي اطلقها مساعد وزيرة الخارجية السابق ستيوارت ايزنستات لاقامة منطقة تجارية حرة بين الولاياتالمتحدة وكل من تونس والجزائر والمغرب. واوضحت المصادر ان الاميركيين اظهروا خلال الاجتماع الوزاري الذي استضافته واشنطن اخيرا، وشارك فيه كل من مساعد وزير الخارجية الاميركي الان لارسن واربعة وزراء مغاربيين انهم ماضون في تكريس مشروعهم الذي دلّ على اهتمام متزايد بالمنطقة. وافيد ان الاميركيين عبروا عن نوع من المرارة من تعثّر الجهود المبذولة لانعاش الاتحاد المغاربي يضم تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا كون "تأخير الاندماج الاقليمي يعطل اي مشاريع تعاون مع تجمعات اقتصادية من خارج المنطقة". واوضحوا في هذا السياق انهم معنيون بإقامة سوق مغاربية قوامها اكثر من ثمانين مليون مستهلك بعد الغاء الحواجز الجمركية الداخلية وفتح الاسواق امام حرية التبادل وحرية الاستثمار. واضافت المصادر ان الاميركيين لا يعترضون من الناحية المبدئية على التحاق كل من موريتانيا وليبيا بالمبادرة التي اطلقوها قبل سنتين وانهم اعتبروا استبعادهما "امراً وقتياً" في انتظار رفع "الموانع الموضوعية" التي حالت دون ادماجهما في المبادرة وهو ما تم مع موريتانيا في اجتماع واشنطن الاخير، اذ شارك وزير الاقتصاد وشؤون التنمية محمد ولد نني في الاجتماع الى جانب وزير الاقتصاد والمال المغربي فتح الله ولعلو ووزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ووزير التجارة التونسي طار صيود. واكد الاميركيون في الاجتماع ان الباب "ما زال مفتوحاً امام الليبيين للالتحاق بالمبادرة بعد استكمال التسوية النهائية لقضية لوكربي". وكان ايزنستات استبعد كلاً من ليبيا وموريتانيا من المشروع الذي اطلقه في كل من الرباطوتونس في العام 1998، لكنه لم يقفل الباب في وجههما في شكل نهائي. وعبر الوفد الاميركي في اجتماع واشنطن الاخير عن ارتياحه للتطورات المسجلة في حل ازمة "لوكربي" وابدى استعداد واشنطن لتوسعة الشراكة الاقليمية المغاربية لليبيا "بعد توافر الظروف المناسبة" من دون تحديد طبيعة "الظروف". كذلك شدد الاميركيون على الاهمية التي توليها حكومتهم لشمال افريقيا "بوصفه الخاصرة الجنوبية للبلدان الاوروبية المتوسطية" و"الجناح الغربي للشرق الاوسط" واكدوا ان المنطقتين "ترتديان اهمية استراتيجية بالنسبة للمصالح الحيوية للولايات المتحدة" وان واشنطن تعير "اهمية كبيرة لاستتباب الاستقرار والامن فيهما". لكن الاجتماع لم يحقق تقدماً على صعيد اعطاء دفعة قوية لمشروع "ايزنستات" مثلما كان يأمل الاميركيون، بسبب استمرار تعثّر المساعي لتحقيق المصالحة بين المغرب والجزائر ومعاودة تنشيط الاتحاد المغاربي.