بيروت - "الحياة" - يبدأ اليوم رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود زيارة دولة الى فرنسا هي الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة. ورفعت الأعلام اللبنانية والفرنسية في جادة الشانزيليزيه إذ سيعبر موكب لحود الجادة خلال انتقاله الى قوس النصر لوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول. ومن المقرر ان تعقد بعد ظهر اليوم قمة لبنانية - فرنسية تتناول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وفي حديثه الى مجلة "لوفيغارو ماغازين" الفرنسية اعتبر لحود "أن الرئيس جاك شيراك صديق كبير للبنان وأثبت ذلك مرات عدة خصوصاً في الظروف الصعبة". وطالب فرنسا "بمزيد من التعاون الثقافي والدعم السياسي والمساعدة الاقتصادية وأن تتفهم أوروبا من خلال فرنسا كم أن لبنان لا يستغنى عنه كجسر عبور بين الشرق والغرب". ورداً على سؤال رأى لحود "أن موقف العماد ميشال عون هو الذي أملى عليه ان يكون في موقف مخالف له". وقال: "لم يكن في إمكاني أن أقبل ان يقوم عون بقصف المدنيين وتشجيع الصدامات بين اللبنانيين وحتى بين المسيحيين انفسهم وأن يقحم الجيش اللبناني في كل ذلك وهو منع حصول الانتخابات الرئاسية متمسكاً بكرسيه فيما لم يقدم الى البلد إلا جدلية مؤسفة: إما تمسكه بمنصبه أو الفوضى". وعن الوجود السوري في لبنان سأل لحود: لماذا لا يطلب حلفاء الولاياتالمتحدة منها سحب قواتها الموجودة على الأراضي الحليفة وهل يريد أحدهم اجبارنا على أن يختار خلفاءنا بدلاً عنا؟ وأكد أن السوريين هم حلفاء لبنان، وأنهم موجودون على أرضنا بصفة موقتة وبناء على طلبنا وهم يتمتعون بالشرعية وأنهم سيغادرون لبنان عندما لا يعود أمننا مهدداً وعندما تتجمع الظروف المحلية والإقليمية لمغادرتهم، أي عندما يتحقق السلام في المنطقة". وعدد لحود خمسة شروط لتحقيق السلام مع إسرائيل وهي "انسحابها من كامل الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً وليس الى الخط الأزرق وحق العودة للفلسطينيين الموجودين في لبنان الى أراضيهم وإطلاق سراح اللبنانيين في السجون الإسرائيلية والانسحاب من الجولان السوري الى ما قبل حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس". وأعرب عن خشيته من "تأثير اللوبي الإسرائيلي على الإدارة الأميركية حيث لا تعود قادرة على النظر الى لبنان والشرق الأوسط إلا من خلال الزاوية الإسرائيلية". وفي حديث الى صحيفة "لوفيغارو" كشف لحود ان "دمشق كانت بدأت الصيف الماضي مسيرة إعادة انتشار جيشها في لبنان، إلا أن الجدل الذي يظهر الى العلن في خصوص الوجود السوري في لبنان أبطأ هذه المسيرة". وأعلن "أن سورية مستعدة لسحب كامل جيشها من لبنان في الوقت الملائم وبالاتفاق مع الحكومة اللبنانية وأن قرار إعادة انتشار الجيش السوري في لبنان لا يرتبط برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ولا بأي شخصية أو حزب سياسي بل ان هكذا قرار يمت حصرياً بصلة الى الحكومتين اللبنانية والسورية". وعن مزارع شبعا أوضح "أن الحرب مستمرة بين إسرائيل واللبنانيين حول هذه المزارع، وأن دمشق ليست بحاجة الى هذه المزارع للعودة الى المفاوضات"، وأشار الى "أن الأميركيين جمّدوا مساعدة للجنوب المحرر بقيمة 30 مليون دولار تعويضاً عن 20 سنة من الاحتلال في الوقت الذي تريد الولاياتالمتحدة تقديم مساعدة الى إسرائيل عن انسحابها من لبنان بقيمة 450 مليون دولار". ورأى "أن العلاقات اللبنانية - السورية دخلت مرحلة جديدة قائمة على الثقة المتبادلة وعلى تطور المصالح المشتركة". وقال "إن الرئيس بشار الأسد هو رمز القادة العرب الشباب الذين يطمحون الى تطوير بلدانهم". وقال: "إن رئيس الحكومة رفيق الحريري يقوم بجهد لا مثيل له من أجل إطلاق "مؤتمر باريس 2" لأصدقاء لبنان كي يجد المبالغ الضرورية التي تضع حداً للأزمة وتشجع الاستثمار وترشد الإنفاق". واعتبر لحود ان للبنان خصوصيته وأن انعقاد القمة الفرنكوفونية في بيروت ستسمح للبنان باستعادة دوره في الشرق الأوسط على كل الصعد". ويرافق لحود الى باريس وفد رسمي يضم: نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس ووزير الخارجية محمود حمود والمدير العام للامن العام اللواء الركن جميل السيد والسفير ناجي ابي عاصي. .