طرح رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص تساؤلات عن تهالك الحكومة الفرنسية لأداء دور في الجنوب بعد الانسحاب الاسرائيلي، وقال أمام زواره ان "البحث عن دور بهذه الطريقة يضع موقفها فرنسا موضع شبهة خصوصاً اذا حاولت جعل جيش لبنانالجنوبي الموالي لاسرائيل مسمار جحا". واتهم الحص موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن بأنه جاء الى بيروت حاملاً أفكاراً مسبقة تتعلق برفضه الأخذ بالقرائن والمستندات التي قدمها لبنان لتأكيد حقه في مزارع شبعا اللبنانية. ولا تزال "عقدة" شبعا تحول دون استكمال التقرير الذي سيقدمه الأمين العام كوفي انان الى مجلس الأمن، في انتظار مزيد من المشاورات مع مندوبي سورية ولبنان واسرائيل لدى المنظمة الدولية. واكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان انان استدعى أول من امس مندوب سورية السفير ميخائيل وهبة واستوضحه، في حضور لارسن، موقف بلاده من المزارع راجع ص4. ويأتي اللقاء بعدما أبلغ لارسن، فور عودته من جولته على الشرق الأوسط الأمين العام ان الموقف السوري لا يزال غامضاً على رغم تأكيد بيروت ان المزارع لبنانية وموافقة سورية على ذلك. وقالت المصادر ان الموقف السوري من المزارع سيحدد هل يلحظ تقرير انان الى مجلس الأمن هذه المزارع، وإلا فإن تحديد الحدود في هذه المنطقة سيتم ضمن تطبيق القرار 242. مصادر سورية مطلعة اكدت ل"الحياة" عدم وجود "أي نزاع" بين دمشقوبيروت على ملكية مزارع شبعا "اللبنانية"، وان الموقف اللبناني في هذا المجال يحظى بدعم سوري. وقالت المصادر ان الخارجية السورية "سلمت الخارجية اللبنانية وثائق تؤكد ملكية لبنان المزارع"، مشيرة الى ان عدم تضمين الانسحاب الاسرائيلي المقرر من جنوبلبنان مزارع شبعا "يعني ان ما يحصل هو اعادة انتشار وليس انسحاباً كاملاً". وتزامنت التساؤلات التي طرحها الحص مع إعلان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي افراييم سنيه أمس أن حكومته ترفض نزع سلاح ميليشيا "الجنوبي" قبل الحصول على ضمانات لسلامة عناصره، ما اعتبره مصدر لبناني مطلع أنه يندرج في اطار ممارسة "ضغط". وأضاف: "يخطئ من يعتقد أننا سنصرف النظر عن محاكمتهم، وكان لارسن حمل اقتراحاً خلال زيارته بيروت بتوفير الحماية لهم في مقابل موافقة إسرائيل على سحب السلاح الثقيل من "الجنوبي"، وقطع أي اتصال به، فور الانسحاب من الجنوب". وفي هذا السياق تعهد "حزب الله"، بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم السعي الى العفو عن "كل عنصر من الجنوبي يقتل إسرائيلياً أو مسؤوله في الميليشيا". وقال في مبادرة أطلق عليها "الفرصة الأخيرة" ان "كل عميل يقتل إسرائيلياً أو مسؤوله اللحدي ويهرب الى المناطق المحررة سنعتبره تائباً وسنطالب له بالعفو من السلطة اللبنانية". وفي حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي حذّر شخص اسمه طوني حداد، قدم نفسه على أنه ضابط في "الجنوبي" من "أن الانسحاب المزمع قد يترك رجال الميليشا البالغ عددهم 3500 عرضة للإبادة التي عاناها اليهود خلال المذابح النازية". واستعداداً للانسحاب، واصلت الجرافات التابعة للجيش الإسرائيلي إزالة القواعد التي أنشأها على الحدود مع لبنان، وانتشر عمال اسرائيليون على بقعة أرض واسعة، وباشروا إقامة مخزن موقت لتخزين المعدات التي ستسحب من الجنوب.