} فرضت "طالبان" على رجال الهندوس وضع شارة صفراء على جيوبهم، والزمت الهندوسيات بزي المسلمات، ما اثار عاصفة احتجاجات في الغرب، ردت عليها الحركة بتأكيد ان هذا الاجراء يهدف الى حماية غير المسلمين من الاضطهاد، لا العكس. أكد شهود في العاصمة الأفغانية كابول ل"الحياة" امس، أن شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لحركة "طالبان" بدأت تطبيق قرار يقضي باجبار ابناء الأقلية الهندوسية على ارتداء شارة صفراء على جيب الثوب من أجل تمييزهم عن المسلمين. وقالت الحركة ان هذا الاجراء في حق الهندوس الذين يناهز عددهم في كابول الخمسة آلاف شخص، يهدف الى عدم تعريضهم للمساءلة خلال تنقلاتهم، لعدم التزامهم الصلاة وقضايا اخرى. واعربت واشنطن عن "صدمتها" ازاء هذا الاجراء. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان "ارغام مجموعات بشرية على ارتداء زي مميز او وضع علامة تعريف، يسهم في عزل هذه المجموعات ولا يمكن تبريره على الاطلاق"، واعتبر ان ذلك "يضاف الى لائحة الاجراءات القمعية الطويلة التي تفرضها". وشبهت وسائل الاعلام الاجنبية هذا الاجراء بممارسات النازيين ابان الحرب العالمية الثانية حين فرضوا على اليهود وضع نجمة داود الصفراء لتمييزهم عن الألمان. ورفضت مصادر "طالبان" هذه المقارنة، مؤكدة ان اجراءاتها تهدف الى حماية الهندوس من الاضطهاد وليس العكس. غير ان الخارجية الهندية شنت هجوماً على الحركة، متهمة إياها باضطهاد الأقلية الهندوسية. ودعت المجتمع الدولي إلى نقد هذه الخطوة. وسارت تظاهرات في بعض المدن الهندية احتجاجاً على اجراءات "طالبان" التي تأتي بعد تدمير الحركة تماثيل بوذا في أفغانستان. وأبدى بعض أصحاب المتاجر الهندوس في كابول مخاوفهم من أن يسبب القرار متاعب أمنية لهم خلال تنقلاتهم في مناطق افغانية ربما لا يحترم سكانها الهندوس. ولم تقتصر الخطوة على رجال الهندوس فقط، بل فرض على الهندوسيات ارتداء البرقع الأفغاني وتغطية الوجه والرأس أسوة بالمسلمات. كما جاءت الخطوة في سياق جملة من القرارات التي عمدت الحركة إلى اتخاذها و تهدف كلها إلى تغيير الطابع الاجتماعي في البلاد، بينها فرض ارتداء العمامة على الطلبة، ما يثير المخاوف لدى الأقليات الأخرى من أن تتعرض للاضطهاد. ورأى مراقبون أن الرسالة التي تريد الحركة إرسالها إلى المجتمع الدولي الذي فرض عليها عقوبات دولية مفادها أن عليه أن ينأى بنفسه عن أفغانستان ما دام فرض هذه العقوبات، وأن اندماج "طالبان" بالمجتمع الدولي يتطلب اعترافاً بها ورفعاً للعقوبات عنها.