إسلام آباد، كابول - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - استغلت المعارضة الافغانية انشغال "طالبان" بقضية التماثيل الاثرية، فشنت هجوماً احتلت على اثره عشرات القرى في ولايتي سمنجان وبلخ ليل الاثنين - الثلثاء. وابقت "طالبان" المجتمع الدولي في حيرة بشأن التماثيل، بعدما اعلنت تعليق تدميرها الى ما بعد العيد، والمح مبعوثها السفير الافغاني في باكستان عبد السلام ضعيف الى ان تدخل العلماء في الدول العربية قد يقنع قيادته بالعودة عن قرارها. وجاء ذلك في وقت عرض امام مسجد نيودلهي سيد احمد بخاري التوسط لاقناع "طالبان" بالتراجع عن تدمير التماثيل، مشترطاً في المقابل ان يقدم رئيس الوزراء الهندي اتالي بيهاري فاجبايي اعتذاراً الى المسلمين عن تدمير انصاره المسجد البابري في الهند عام 1992. وكان الهندوس انصار فاجبايي اقدموا على تدمير المسجد في مدينة ايوديا الشمالية من اجل بناء معبد هندوسي مكانه. وقامت على الاثر صدامات اسفرت عن سقوط اعداد كبيرة من القتلى. وعلى الصعيد العسكري، قال محمد اشرف نديم الناطق باسم القائد العسكري للمعارضة احمد شاه مسعود، ان قواته هاجمت مواقع "طالبان" في جنوب ولايتي سمنجان وبلخ واستولت على عشرات القرى، اضافة الى كمية من الاسلحة والذخائر. وأوضح الناطق ان "حدة المعارك خفت ولا نزال نحافظ على مواقعنا رغم هجمات مضادة". وأشار الى ان قوات المعارضة اسرت احد القادة العسكريين البارزين في "طالبان" ويدعى ملا يار محمد، ونجحت في استمالة قائد آخر. وفي غضون ذلك، أوقفت "طالبان" تدمير تمثالين كبيرين لبوذا في باميان اثناء عطلة عيد الاضحى، من دون التعهد بالتراجع عن قرارها في هذا الشأن. وابلغ مبعوث الحركة الى باكستان ملا عبدالسلام ضعيف "رويترز" امس، ان تمثالي بوذا في باميان دمرا بنسبة 25 في المئة. واشار الى ان تدخل العلماء في العالم العربي قد يدفع قيادته الى التراجع عن قرارها. وقال: "ان رسالة من العلماء في العالم العربي قد تساعد، لكننا لم نتلق حتى الآن اي اقتراح مبني على اسس شرعية"، مؤكداً ان مثل هذا الاقتراح سيؤخذ في عين الاعتبار". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر اعلن ان الادارة الاميركية اجرت اتصالاً مع ضعيف، طالبة منه ابلاغ قيادته الابقاء على التماثيل، و"اعربت بطرق متعددة عن قلقها العميق" ازاء قرار "طالبان".