أوقفت اللجنة المنظمة لرالي الاردن الدولي المرحلة الخاصة الاولى بعدما تخطتها 6 سيارات، وذلك حين اقتحمت صهاريج لنقل المياه المسار المخصص للسباق، ما شكل خطراً محققاً على السائقين. ورأت اللجنة حفاظاً على سلامة المتنافسين الغاءها، واحتساب زمن موحد لجميع المتسابقين وهو 46،5 دقيقة. من جانبه، حرص الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة التنفيذية العليا لرياضة السيارات في الاردن، على متابعة المنافسات، وهو وصل بطائرة مروحية الى منطقة الاستراحة في بعلكي للاطمئنان على المشاركين بعدما تابعهم في عدد من المراحل من الجو. ومن ناحيته، اعرب السائق السعودي احمد الصبان عن دهشته لالغاء المرحلة الاولى، مؤكداً انه لا يجد سبباً مقنعاً لذلك، لكنه لم يفته شكر المنظمين على حرصهم على سلامة وامن السائقين. ولادة الجولات التنافسية من رالي الاردن الدولي جاءت متعثرة لأن المنظمين اضطروا الى ايقاف المرحلة الخاصة الاولى بعدما عبرها ستة متسابقين، والسبب اقتحام سيارات محملة بصهاريج المياه لمسار الرالي. لكن هذه الولادة كانت ناجحة في الوقت ذاته، لأنها عبّرت عن مدى حرص القائمين على الرالي على توفير الامن والسلامة للمتسابقين. ردود الفعل حول ما حصل كانت مختلفة لكنها اجمعت في النهاية على ان قرار اللجنة المنظمة كان "عين العقل"، وانه رفع من اسهم هذا الرالي لدى الاتحاد الدولي لأنه تأكد من الرغبة الحقيقية في تأمين الحماية اللازمة للسائقين... واشار احد مسؤوليه الى ان إلغاء المرحلة افضل بكثير من "المكابرة" واستمرار فاعلياتها ما قد يُعرض احد المتسابقين الى حادث خطير. ومن جانبه، تابع الأمير فيصل بن الحسين مجريات الرالي من طائرته المروحية التي حط بها في استراحة بعلبكي للاطمئنان على سير الامور. وأكد ان منافسات هذا العام ظهرت في حلة جديدة بعد تطوير المسارات وتقليص مراحل السرعة الى 9 فقط "هدفنا ابراز التطورات التي ادخلناها الى رالي هذا العام، وفرض انطباع جيد على لجان الاتحاد الدولي لكي يتم تثبيته في شكل نهائي على روزنامة بطولة الشرق الاوسط". بسمة ونانسي وناديا ومن ابرز المشاركين في رالي هذا العام، الأميرة بسمة بنت علي التي تساعد زوجها السائق امجد فراح. وهي اوضحت ل"الحياة" انها المرة الاولى التي تقوم فيها بهذه المهمة "زوجي سائق معروف، ومنذ ان تزوجنا قبل اربع سنوات وفكرة المشاركة معه في الراليات تراودني وها هي خرجت الى حيز الوجود هذا العام. اشعر وكأنني اعيش حلماً من الصعب الاستيقاظ منه، وكل ما آمله ان نكمل السباق"، واضافت "ولذلك نقود بهدوء، ولا يهمنا المركز بقدر قطع خط النهاية". وحول ما اذا كانت تأمل بان تقود بنفسها في السباقات المقبلة، قالت: "نعم، خصوصاً بعدما جربت متعة المشاركة مع زوجي. اتمنى ان احظى بدعم احدى الشركات الكبيرة لأتمكن من تحقيق هذه الامنية". اما الفتاتان، فهما نانسي المجالي وناديا شنودة وهما تمثلان الفريق العربي النسائي الوحيد في هذا الرالي. وعلى رغم تواضع مستوى سيارتهما، فانهما متفائلتان بانهاء السباق... واللافت انهما تتبادلان القيادة خلال المراحل المختلفة. واوضحت نانسي ل"الحياة" انها عشقت الرالي منذ ان كانت تشارك في فعالياته هي وزميلتها كمراقبتين منذ عام 1993 "وقررنا شراء سيارة والمشاركة في السباقات، فاجأنا اهلنا بقرارنا لكنهم وقفوا الى جانبنا وشجعونا على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة". اما ناديا، فقالت: "لا اعرف سبباً واحداً يمنع الفتيات من ممارسة رياضة السيارات، يقولون انها رياضة خطرة... وانا ارد عليهم مؤكدة ان لا خطر فيها على الاطلاق لأن سيارات الرالي مجهزة بوسائل امان كثيرة، وفي رأيي ان قيادة هذا النوع من السيارات في السباقات اكثر اماناً من قيادة السيارات العادية في الشوارع المختلفة". اسباب مالية اعرب السائق السعودي احمد الصبان عن بالغ سعادته بعودته الى منافسات بطولات الشرق الاوسط بعد توقف دام عامين، واوضح ل"الحياة" ان هذا التوقف كانت اسبابه مالية بحتة "وعندما وجدت التمويل المناسب من مركز راديو وتلفزيون الشرق الاوسط mbc عدت فوراً الى المشاركة. انا سعيد بهذه الشراكة واتمنى ان تستمر". واكد الصبان، المولود عام 1970 في لندن والحاصل على درجة البكالوريوس في ادارة الاعمال عام 1995، صعوبة المراحل الخاصة في رالي هذا العام "الطريق وعرة جداً، والتضاريس صعبة وبعض المراحل طويلة وتحتاج سيارات قوية لتتحمل هذه المسافات". وابدى دهشته من قرار إلغاء المرحلة الخاصة الاولى "لأنها حرمت السائقين المميزين من تسجيل زمن افضل من 46،5 دقيقة، لكني في الوقت ذاته ممتن جداً لحرص اللجنة المنظمة على سلامة السائقين". وللصبان "مغامرات" مثيرة في سباقات اخرى، فهو كان اول عربي يشارك في بطولة اميركا المفتوحة لسباقات السرعة على الحلبات المغلقة، والمعروفة باسم "سبيد فيجن" عام 1999 والذي يُعد من أقوى السباقات الاميركية. واللافت انه حل سادساً في الترتيب العام للفئة "2". وتمنى الصبان "ان اجد دعماً اكبر حتى اتمكن من المشاركة في بطولات العالم، فكل سائق من بيننا لا يتمنى اكثر من تحقيق هذا الحلم".