ماذا سيقول "فتى النيل" الفنان محرّم فؤاد في كتاب يعده، عنوانه "الكتاب الأبيض"؟ إنه يتضمن قصته مع الغناء منذ سن الثالثة عشرة، وشبابه الذي أمضاه في مدارس شبرا، الحي الذي انتقل اليه بعد حي بولاق حيث ولد، ومنه تنقل مع عائلته بين أماكن عدة عارضاً موهبته على الوسط الفني. وحين بدأ "يتعجن"، على ما يقول، في معهد الموسيقى الذي التحق به في الخامسة عشرة محترفاً، انطلق في مصر والوطن العربي معززاً بانتباه الفنانين الكبار في عصره، ومتابعة الجمهور العربي وحبه له، ومؤهلاً بصوت جميل وامكانات فنية كبيرة لا تقتصر على الغناء، إنما تتجاوزه الى التلحين. فهو يعرف كيف يقدم موسيقاه ويجعلها تخاطب الاحاسيس بتجربة الفنان المتمكن من موهبته ومادته. لذلك لم يقتصر جمهوره على مستمعيه التقليديين من محبي الغناء العربي الأصيل، بل استطاع جذب جمهور جديد أخذ يتعلق بأغانيه، بعد عودته أخيراً في حفلة "ليالي التلفزيون"، ما يعني أن الناس ما زالوا في حاجة الى النغم الأصيل وسئموا ما يقدم إليهم من وجبات فنية متعجلة. إذ ما الذي يجعل السيدة أم كلثوم ملء السمع والبصر على رغم مرور ربع قرن على غيابها؟ وكيف حافظت على مكانتها في الوجدان العربي، بما قدمته وكثيرين من معاصريها، من فن راق لا مكان للإسفاف فيه، ومن تبن لقضايا الانسان البسيط وأحلامه ولقضايا الأمة العربية؟ وفي انتظار صدور كتاب الفنان محرّم فؤاد، يعكف هذه الأيام على غزل أغان جديدة، وإعادة توزيع عدد من أغانيه القديمة... وضمن هذه الأجواء، حاورته "الحياة": شاعت أخيراً إعادة توزيع الأغاني القديمة الأكثر رواجاً وإعطاؤها إيقاع العصر. أنت خضت وتخوض هذه التجربة، هل لأنك ترى فيها تجديداً يبعث الأغنية، أم لأنك تريد الوصول الى الجيل الحالي ومواكبة الموجة الحديثة، بما يجلبه ذلك من ايرادات وانتشار؟ - إعادة توزيع الأغنية يبعثها، لأنني عندما أتناول عملاً فنياً قدمته قبل ثلاثين سنة أو أكثر، أضيف اليه خبرتي الطويلة، فالفنان يزداد تمكناً، ويلتصق بعمله ليظهر العمل أكثر نضجاً وتأثيراً. ... ما الدافع إلى إعادة توزيع أغانيك: ألأنها تروق لك شخصياً، أم لأنها تلقى رواجاً، أم لأن مرحلة الهرج والمرج السائدة اقتضت ذلك؟ - أعيد توزيع أغاني معينة وأسجلها من جديد، لأنها تتميز عن كل المطروح على ساحة الغناء اليوم، ولأن الزمان لن يجود بمثلها، من مثل "غدّارين" و"يا وحشني" و"شفت بعيني". هل توزع لفنانين آخرين؟ - لا، لأن التوزيع ليس اختصاصي، ولكن لحنت لغيري، لمن وجدت لديه امكانات لم يستغلها. قدمت لحنين إلى مدحت صالح الذي تفوق في أدائهما على ذاته، هما "يا دنيا ماشيه ازاي" و"بريق الذهب" في فيلم مع آثار الحكيم. هل نفهم انك تبنيت فنانين جدداً. - لم أتبن أحداً فنياً. ولا مكان لكلمة التبني في حياتي الفنية، لأنها تعبير استعمله ملحنون كانوا يتعاملون مع الناس باستخفاف. فالتبني يكون فقط في ملجأ الايتام! خدمة الأصوات لنقل التشجيع والمساندة. ففي عصر الازدهار الفني، كرس فنانون حياتهم لخدمة الأصوات الرائعة، كما فعل الثنائي الملحن الكبير محمد القصبجي والشاعر الكبير أحمد رامي مع السيدة أم كلثوم. - "ما ينفعش"، إذ لا بد للموهوب نفسه من أن يبحث عن الملحن ويرجو منه أن يلحن له، لأنه واثق من انه سيؤدي اللحن جيداً. في بداية مشواري الفني، ذهبت الى الفنان الكبير الكسار، وغيره من الاساتذة الكبار، وقلت له إني موهوب، فأجابني: "اعمل واجتهد". وهذا ما فعلته. أنا أتمنى أن أحتضن صوتاً مميزاً، وقد أعجبت جداً بصوت سوزان عطية وعقدت عليها آمالاً كبيرة كفنانة، وقدمت إليها الحاناً، بل كنت أفكر في انتاج فيلم سينمائي لها. لكنها لم توفق في أن تكون مطربة ذات مواصفات وشخصية مميزة، فانسحبت وانطوت على نفسها بعيداً من الوسط الفني. أما بالنسبة إلى السيدة أم كلثوم فهي كانت فنانة ذات موهبة فذة، والتقت رامي والقصبجي اللذين ألفا لها أغاني، لمجرد أن روحهما عاشقة لهذا الحس إلى جانب الموهبة، ولأنها كانت صقلت صوتها في الموالد والذكر. نفهم أنك لم تجد ضالتك الفنية حتى الآن. - أنا "ترمومتر" غنائي في الوسط الفني منذ ثلاثين سنة، لكل من يشعر أنه صاحب موهبة، لكنني لم أعثر على موهبة حقيقية ذات حس فني لازم تنمي نفسها وتستزيد ثقافة وعلماً، لألحن لها، باستثناء مدحت صالح وسوزان عطية، علماً أنهما لم يحسنا، في المدة الأخيرة، التفكير والاختيار. انا اعتبر مثل هذه الحالات، حالات هواية فحسب. هذا في مصر، ولكن ماذا عن الأصوات على الصعيد العربي؟ - نبيل شعيل هو أكثر الفنانين لفتاً للنظر والسمع، فهو ظاهرة على صعيد الخليج العربي، ظاهرة كفهد بلان، بلونه وصوته المميز. يعجبني ايضاً صوت ذكرى من تونس، لكنها لا تحسن اختيار أغانيها، والفنان التونسي صلاح مصباح الذي اعتقدت انه سيصبح نجماً سينمائياً كبيراً، وعقدت على صوته أملاً، لكنه خجول. ويعجبني من الفنانين التونسيين القدامى أحمد حمزة ونعمة والمرحومة علية... الله الله على موهبتها الفذة. من ليبيا تعجبني أغنية "وعيوني سهارة" بصوت سلام قدري، ويعجبني الفنان محمد حسن. البعض يصف أغاني الالبومات الحديثة ب"التنطيط"، تعبيراً عن اشمئزازه واستخفافه بها، ويعزوها الى ثقافة الهزيمة، إذ بعد نكسة 1967، أخذ كل شيء يهبط باسم الانفتاح الذي حدث أيام أنور السادات، بما فيه الفن والذوق! هل لأن الساحة خلت من كبار الفنانين؟ - السبب الرئيس احترام الذات والناس والفن، في ما مضى. أما اليوم فالناس يغنون أي شيء، وفي "أي حتة". "الواحد يغني في عِبّه أحسن"، كل الذي يحصل الآن "مولد وصاحبه غايب"، "فيه هيصه، دوشه، والكل عايز يغني...". من الممكن ان توقفك سيدة في الطريق، وتقول لك: "والله يا استاذ محرّم أنا عندي بنت حلوة قوي، عايزاها تشتغل في الفن!!". من الذي ساعد على ظهور هذا التلوث الغنائي، إذ أقل ما يمكن أن يقال عن معظم ما يُغنَّى إنه للتصوير والترقيص، وأصبح الفن لا يخاطب عقل الجمهور واحساسه بعدما كان التدقيق والتمحيص من سمات تلك المرحلة؟ - الاعلام العربي، لأن ليس لديه مصفاة سليمة لاختيار المواهب. فالفضائيات الآن تتناول الفن كأنها تتحدث عن الأكل والملبس. طبعاً هناك لوم على المصنفات الفنية. بصراحة اللوم على الجميع. فمثلاً مراقب الموسيقى في مصر اليوم ليست له علاقة بالموسيقى، كان في ما مضى محمد حسن الشجاعي وهو موسيقار عظيم. كان مدققاً جداً، وحين يستمع إلى أحد في الاختبار ولا يجد في صوته شيئاً يستحق الذكر يقول له: "روح يا بني اشتغل شغلانة تنفعك، سيبك من حكاية الفن دي". اذكر انني "أمسكت العود" لبليغ حمدي في امتحان للأصوات مرتين، وكنا صغيرين، لكن الشجاعي لم يعتمده مغنياً، ورفضه في المرتين، وبقي يرفضه حتى دخل بليغ معهد الموسيقى وتعلم وبدأ يؤدي أغنيتين أو ثلاثاً صغيرة في بعض البرامج، حتى أنعم الله عليه بموهبة التلحين. الفن ليس مجرد "هيصة" وتصفيق. عندما نشاهد اليوم أي حفلة في دولة عربية، نرى الناس "تتحزم وتديها رقص، حاجة في منتهى قلة الأدب". انا دائماً أقول: "من رقص نقص". أين احترام الفن والموسيقى؟ "الفنان بيتنطط وينطط الناس، زي القرود في جنينة الحيوانات". هل المشكلة إذاً في الجمهور الذي يساعد على ترويج هذه البضاعة، أم في مكان آخر؟ - الجمهور يحترم من يحترمه، ويستهزئ بمن يستهزئ به. يتمايل مع من يتمايل "الفرع المايل يجد من يميل عليه، والفرع العدل ما حدش يقدر عليه". بدليل ان الحفلة التي قدمتها للاعلام، كانت من أنجح الحفلات في السنوات العشر الأخيرة، إذ عندما بدأت بالغناء، كانت الصالة في منتهى الاحترام، فلم يرقص أحد، وذلك أراحني نفسياً وجعلني أشعر بالبهجة. ثروة الراحلين كنا نتمنى أن نراك في الحفلات الأخيرة، ما سبب احجامك عن الغناء فيها؟ - هذا في يد الاعلام وليس في يدي، وإلا لاستطعت ان أحافظ على مستواي المادي في الحياة. إذ من غير المعقول ان أعمل حفلات على نفقتي الخاصة، مثلما فعل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ اللذان عندما توفيا لم يتركا شيئاً لنفسيهما، لكنهما تركا ثروة عظيمة من الفن الراقي للناس. عندما كان عبدالحليم يقدم حفلة "شم النسيم" كان ينفق ما بين 40 ألفاً أو خمسين من جيبه، لأن لا دخل مادياً للحفلات. الجمهور المصري اعتاد منذ أربعين سنة أو أكثر ان يذهب إلى الحفلات بدعوات من الاذاعة. حتى حفلات أم كلثوم كانت التذاكر فيها تشجيعية. وإلى الآن لا تحقق هذه الحفلات دخلاً. الاذاعة والتلفزيون هما اللذان ينفقان عليها ومصاريفها ضئيلة، لذلك تجدين الآن كل الذين يشتركون فيها من الهواة لأنهم يرضون بالزهيد، كي يظهروا ليغنوا. "ناس نفسها تطلع على المسرح وتغني فيه، بدلاً من الغناء في الحمام". سالاعلام ألغى منذ 1954 ما يسمى بالأداء العلني للمغنين بقانون من رئيس الجمهورية، وأعاد المرحوم أنور السادات هذا القانون عام 1978، لكنه لم ينفذ الى الآن. وباستثناء السيدة أم كلثوم فإن الأداء العلني يأتي من طريق باريس لكل من المؤلف والملحن. ومصر عبارة عن ناشر فقط، تدفع مبالغ ضئيلة جداً، والمساهمون في هذه الجمعية، ومقرها باريس، هو الدول الفقيرة فقط. ولولا جمعية الملحنين والمؤلفين، لوقف جميع الملحنين الكبار في مصر على باب السيدة زينب، وسيدي الحسين يستجدون! ألا توجد موارد للفنون والموسيقى؟ - لا ، ولولا هذه الجمعية التي تحمي حقوق المؤلفين المصريين والعرب الأعضاء فيها، لماتوا جوعاً. وحتى هذه اللحظة لا تزال ترسل كل ثلاثة شهور حصة من الربح عن أغنيات لحنها محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي ورياض السنباطي ومحمد الموجي، وكل الملحنين. والمغني هنا لا يستفيد، ما أثر كثيراً في فن الاغنية في الوطن العربي كله. فحقوق الأداء العلني تدر على الفنان ربحاً سنوياً كان يستغله في تنمية عمله، فلا يضطر الى البحث عن مصدر آخر لتحسين دخله، لذلك حين كان أحد الفنانين الكبار يطلق أغنية جيدة، كان يدفع الجميع إلى التسابق على تقديم الأفضل. كانت هناك روح جميلة تبحث عن الأجمل والأفضل، لذا ظهر بليغ والموجي والطويل وابراهيم رجب وحلمي بكر وكثيرون بعد السنباطي وعبدالوهاب. "الغنوة اليوم اتقفلت عليها المحابس التي تدر الربح وتشغلها". لذا فسدت الأغنية، بسبب الاعلام الذي لا ينتبه إلى الفن ولا إلى الفنان. الاعلام ظلم الفن كله، والاعلام العربي متهم ب"أشياء ملعوبة جداً" بتشجعيه كل البضاعة "الخسرانة" التي لن تبقي موهبة ولن تحقق ذاتها ولا الذات الفنية اطلاقاً. لكننا نسمع أن ثمة "مكسرة الدنيا" ويكسب أصحابها منها الملايين! - معظم هذا الكلام مبالغ فيه. الغناء حس، وليس صوتاً يبرز وحده، حتى ان الناس كانوا يقولون مثلاً: فلان حسه حلو. حتى معاهد الموسيقى التي يفترض بها المساعد على تمييز الفن الجيد من غيره، بعدت عن هذا الدور وألحقت بالجو الفني والموسيقى ضرراً بالغاً. بلا هدف كيف، وهي معاهد منوط بها الارتقاء بالفنون الموسيقية ورعاية المواهب وتخريج كوادر فنية مؤهلة لتسهم في رفد الحركة الفنية بالجديد والجيد؟ - لأن الذين كانوا يدرسون فيها تركوا المهنة واتجهوا الى شاشات التلفزيون والمسارح، يقدمون من خلالها، ما يفترض بهم أن يقدموه في تلك المعاهد. وبذا هم يشغلون الناس بأعمال فنية ليس لها هدف، ويملأون فراغاً يضر ولا يدر. أضيفي إلى ذلك أن التخصص غاب، وليس كل من تعلم موسيقى صار في إمكانه أن يغني. المعاهد لا تنشئ أو تربي موهبة. فالدارس قد يلحن أو يصبح عازفاً، لكن السوليست الغنائي لا بد من أن يهبه الله اعجازاً لا مثيل له. هل انت مستعد لخوض تجربة الفيديو كليب، علماً أنها بوابة للبعض يمرر من خلالها أغاني دون المستوى المطلوب، عن طريق الابهار؟ - ثمة أمور ملتزمة وناجحة، وأخرى مسفة، والحكم على من يعرضها لا على من يلتزمها. "كل واحد يعمل ما يشاء، لكن من المسؤول عن انتشار الرديء؟". فأنا، مثلاً، أشتري من العطار بهارات مكونة من أصناف عدة، وأضيف إليها جوزة الطيب، ولا اعتمد على "كناسته التي تقع في الأرض، فيجمعها ليشتريها غير القادر مادياً. الفيديو كليب بالنسبة إلي كناسة العطار، لأنه لا يتماشى مع غنائنا الشرقي الذي يحاكي الوجدان. فالسمع عندنا أهم من الرؤية، وهذه تأتي بعده. ونحن عندما نستمع الى لحن جميل نغمض أعيننا فنستوعب، ونستمتع اكثر. والخلاصة أن العمل الفني الجيد ليس له صلة ب"الكليب". رصيدك الفني كبير، أغاني وأفلاماً. ولديك مئة لحن، عشرون في المئة منها غنيتها بنفسك، فضلاً عن أنك غنيت لكبار الملحنين مثل محمود الشريف وفريد الأطرش ومحمد الموجي وبليغ حمدي. وقمت ببطولة 13 فيلماً، بينها "حسن ونعيمة" و"لحن السعادة" و"نصف عذراء" و"وداعاً يا حب"... كيف ترى الى السينما الآن؟ - السينما وئدت لأنها تأممت، وكذلك الاستوديوهات والشركات. الأداء الفني قتل، وفقد الحافز. كل الفنون في عد تنازلي. أنا مثلاً مثلت أربعة أفلام كنت متعاقداً عليها في لبنان لتسديد ديون جراحة خضعت لها إثر فقدي لصوتي، بعدما غنيت في اليمن للجيش المصري سنة 1963، وبقيت سنتين خارج القاهرة لتعويض خسارتي في رحلة علاجي هذه. ومع ذلك، الناحية الأدبية هي التي كانت تهمني وكانت أغانيّ منعت في مصر نتيجة عملي في لبنان. وكان ذلك بالطبع تصرفاً خاطئاً، لكنني لم أهتز إذ كان صوتي يُسمع في المحطات العربية الأخرى. ما دور محرّم فؤاد في قضايا بلده؟ - عايشت أحداثاً كثيرة، وشاركت في مناسبات متعددة منها في اكتوبر 1973 بنشيد "مصرنا يا حرة". وأنا الفنان الوحيد الذي سجل أكثر من 180 أغنية وطنية منها "مصر لم تنم"، وأدّيت اغنية "بلادي" عام 1956، وغنيت للجيش المصري أثناء الحرب في اليمن، وما زلت اواكب الأحداث الوطنية. وقدمت أغنية وطنية، عنوانها "بحبك يا شبرا" من تأليف الشاعر الكبير صلاح فايز، وصورت للتلفزيون، تعليقاً على الأحداث التي دارت بين المسلمين والمسيحيين. لأنني لا أحب أن تجرح وطني فتنة. كيف تقوم احتفاء وسائل الرعلام بعودتك إلى حفلات "ليالي التلفزيون"؟ - للمرة الأولى تهتم الصحافة بهذه الحفلة وبعطائي الفني. وهذا دليل كبير جدا إلى أن الاعلام المرئي ليس مواكباً للتعاطي مع الفن القيم. بعدها لم أحيِ حفلة أخرى للاذاعة والتلفزيون، لأنهما يعرضان علي ذلك بأسلوب لا يناسب مجهودي وعطائي. وانا فنان اعتز بقيمتي الفنية ولا أحب ان أتعرض للاذلال. ماذا أخذ منك نجاحك الكبير في مسيرتك الفنية؟ وهل احسست انك كوفئت؟ وهل كرمتك الدولة؟ - النجاح أخذ مني عمري وجهدي وعرقي وشبابي. أما بالنسبة إلى التكريم، فالأمة العربية، شعوباً وحكاماً، كرمتني، وهذا أفضل تكريم، ما بعث فيّ الأمل للاستمرار والطمأنينة، وأنا مدين لهم جميعاً بالحب والود. ماذا جديدك الآن؟ - لدي تسجيلات، في استمرار، لكنني لا أظهر إنتاجي إلا بحسب السوق والمناخ، فلا أنزله مثلاً خلال الفصل الدراسي أو الامتحانات. عندي اغنية جميلة جداً لألبومي الجديد الذي اعددته، ولحنان وثلاث اغنيات قديمة أعدت توزيعها. كيف تقوم تجربة طارق محرّم فؤاد الغنائية؟ - أنا أوجهه وأرشده، وهو لا يزال يصارع الأمواج في خضم الحياة، واتنبأ له بمستقبل جيد، ان شاء الله. ماذا تقول لجيل الفنانين الجدد؟ - أتمنى من الله أن ينعم عليكم بموهبتكم!!