صوت محمد رشدي هو الصوت القوي الجميل الذي يرسم في خيال من يسمعه صورة للنيل في القرية، بل يرسم صورة للحقول، والليل والنسمات المنطلقة في الفجر. هنا يتحدث محمد رشدي عن اهم ملامح مشواره الفني، ورأيه في الاغنية الشعبية في وقتنا الحالي، وتوزيعه لأغانيه القديمة وجديده الغنائي. ما أهم ملامح طفولة المطرب محمد رشدي؟ عشت طفولتي مثل أي طفل عادي في قرية من قرى مصر اسمها "دسوق" مع ثلاث شقيقات، ولمساعدة والدي على اعباء الحياة التحقت بالعمل في مصنع للطوب، وهناك كنت اغني للعمال أغاني ليلى مراد. لكن صاحب المصنع اعتبر غنائي مضيعة للوقت. فطردني !! وبعدما نجح ابن العمدة فريد باشا زغلول في الانتخابات دعا السيدة أم كلثوم للغناء في قريتنا، فجاءت وغنيت لها اغاني ريفية من تراث بلدنا، بالاضافة الى اغنيتها "انا في انتظارك" فقالت للعمدة "الولد ده صوته حلو" يجب ان يسافر الى مصر ليغني هناك، وبالفعل سافرت بعدما ساعدني العمدة. وفي القطار قابلت عبدالحليم حافظ، وكان قادماً الى القاهرة ليدرس الموسيقى، وبدأ المشوار !! ماذا عن الأغنية الاولى في مشوارك الغنائي؟ - كانت اغنية "سامع وساكت ليه" عام 1951، ولهذه الاغنية قصة فحين جئت من قريتي الى القاهرة لألتحق بمعهد الموسيقى العربية، كان معي رسالة توصية لشخص من مدينتي اسمه احمد المنشاوي يعمل فراشاً في مكتب الموسيقار محمد عبدالوهاب. وطلبت من المنشاوي ذات يوم ان اشاهد مكتب عبدالوهاب، واستجاب لطلبي ودخلت المكتب فوجدت تمثالاً لبيتهوفن، وجذبت انتباهي سلة المهملات المملوءة بالورق، وأخذت أنبش فيها الى ان عثرت على كلمات أغنية "سامع وساكت ليه"، وعلى الفور أخذتها، ولحنتها بنفسي لقصر ذات اليد. بعد ذلك جاءتني الفرصة الحقيقية لأغني في حفلة يحضرها عدد من مسؤولي الاذاعة منهم علي فايق زغلول الإذاعي المشهور وأعجب بصوتي وقدمني للإذاعة وغنيت امام لجنة مكونة من ام كلثوم وعبد والوهاب والملحن محمد القصبجي والشاعر محمود اسماعيل اغنية "سامع وساكت ليه" فأجازوني كمطرب وملحن بعد ذلك اعطتني الإذاعة ربع ساعة فغنيت من ألحان الموجي "يا أم الطرحة معطرة، القمر قمرين، من العين دي حبة" وكنت على موعد مع الشهرة بأغنية من ألحاني اسمها "قولوا لمأذون البلد". وما الشموع التي اضاءت الطريق الفني لمحمد رشدي الى أن وصل الى النجومية؟ - اولهم فريد باشا زغلول الذي تبناني فنياً وانسانياً في بداية حياتي، ثم الاذاعي علي فايق زغلول، بعد ذلك ساندتني موهبتي الفنية فقط. ولم يساندني احد إطلاقا، والموهوب والمجتهد يسانده عمله وكفاحه !! في بداية مشوارك الفني غنيت اغاني عاطفية، لكنك لم تستمر فيها، لماذا؟ - حين بدأت الغناء في بداية الخمسينات، كانت الرومانسية مسيطرة على البلاد، فكان من الطبيعي ان اغني اغاني عاطفية مثل "يا محيرين النوم"، و"يا ناس حبيبي فين" و"على الجبين مكتوب" حتى أواكب العصر، وعلى رغم هذا لم يلتفت لي احد، في حين انه عندما غنى عبدالحليم حافظ اغاني عاطفية في الفترة نفسها، التف حوله الجمهور وصدقه ولم يصدقني، لماذا؟ لأنني لم اكن اغني في منطقتي، وقضيتي الغنائية لم تكن تبلورت بعد، فأنا صوت يعبر عن تراث وقضايا وعن نبض الشعب المصري، وكتب الاديب إحسان عبدالقدوس عن صوتي فقال "محمد رشدي علامة في تاريخ الاغنية الشعبية من عصر الترجمة والتعريب الى عصر اكتمال الشخصية الشعبية".. في فترة من الفترات وتحديدا من عام 1955 الى 1960 ابتعد محمد رشدي عن الاضواء الفنية وتقلص انتاجه الفني.. لماذا؟ - في هذه الفترة تعرضت لحالة من الضياع، وقعت في الحب وفشلت في حبي، والدنيا كشرت لي عن انيابها. وفي احد الايام طلبني المسؤولون عن الاذاعة لأغني في حفلة في فايد، وكانت معي المطربة نادية فهمي، وتعرضنا لحادث كسرت فيه ساقي وتوفيت نادية فهمي وتوقفت عن الغناء، الى ان طلبني مستشار الاذاعة محمود حسن الشجاعي وعهد إليّ ان اعيد غناء اغنية "قولوا لمأذون البلد" من ألحاني لبرنامج "عقبال عندكم". وعندما غنيتها امامه قال لي "يا ابني لا تقلد محمد عبدالمطلب" انا في الاذاعة بمثابة بقال لدي حلاوة وزيتون ولا اريد ان يكون لدي صنفان متشابهان اريد ان تغنيها بطريقة محمد رشدي وليس بطريقة عبدالمطلب، واذا غنيتها بطريقة اي شخص آخر لا تدخل الاذاعة مرة اخرى، وكان هذا الدرس الاول لي وعندما غنيتها نجحت نجاحاً كبيراً وكانت السبب في ان يطلبني مدير الاذاعة في هذا الوقت امين حماد لتسجيل ملحمة "ادهم الشرقاوي"، تأليف محمود اسماعيل جاد واخراج يوسف الحطاب. وكانت هذه الملحمة نقلة او محطة رئيسية في حياتي تحددت بعدها معالمي الشخصية والفنية، وكان هذا في عام 1960. لماذا اطلق عليك لقب مطرب العمال والفلاحين؟ - "ضحك وقال" والكاتب محمود السعدني اطلق عليّ مطرب "الخدامين"، وهذا راجع الى انني غنيت لطبقة لم يكن احد يجرؤ ان يغني لها من قبل، فغنيت "عدوية، وحسن المغنواتي" وهذا بسبب تغير الظروف الاجتماعية في مصر عام 1961، وظهور قوانين الاشتراكية، ومكاسب العمال والفلاحين، فكان لا بد من ظهور شاعر وملحن ومغنٍ ليعبروا عن كل هذا. وهذه المرحلة كانت مرحلة بحث عن الذات، وانتصار الشخصية العربية، والمد العربي، وإحياء القومية والشخصية العربية. وخرج الاستعمار من معظم البلاد العربية، وأصبح للمواطن العربي شخصيته المستقلة وإبداعه. وهذا ليس في الغناء فقط، ولكن في معظم مجالات الحياة الاخرى. ففي الادب ظهر جيل مثل يوسف ادريس وعبدالرحمن الشرقاوي وعبرا عن الفلاح والعامل. حتى أم كلثوم نفسها حدث لها تغيير، فبعد ما كانت تغني على مسرح الازبكية الذي يتسع ل600 شخص بدأت تغني في مسارخ تتسع لألف وألفي شخص. لماذا رفضت اغنية "عيون بهية" والتي كانت سبباً في شهرة محمد العزبي.. وهل ندمت على هذا؟ - رفضتها لأنني غنيت اغاني كثيرة تبدأ بأسماء مثل "عرباوي، وعدوية، ونواعم، وهيبة، ونجاة، وهنادي، وحسن".. وغيرها، وفي هذه الفترة عرفت بليغ حمدي ولحن لي اغاني لاقت صدى كبيراً لدى الجمهور مثل "ميتى اشوفك، وعلى الرملة، وطاير ياهوا"، وغيرها، لذلك ولدى زيارتي للمغرب، وحين عرض عليّ المؤلف محمد حمزة اغنية "بهية" رفضت ان اعود لغناء الأسماء مرة اخرى. وطبعا لم أندم لأن نجاح الاغاني رزق. وكانت بهية رزق العزبي. غنيت عدداً كبيراً من الملاحم مثل ادهم الشرقاوي، وسليمان الحلبي، وقيس ولبنى، وغيرها من الملاحم، ما صفات الصوت الذي يغني الملاحم وينجح فيها؟ - يجب ان يكون صوتاً معبراً، وان يكون اللحن مرتبطاً بالموضوع وليس بحلاوة الصوت، ونجاحي في الملاحم يعود الى انني نشأت في "دسوق" حيث مولد سيدي ابراهيم الدسوقي، وكنت اشاهد المغنيين الشعبيين وهم يغنون الموال، فتجدني متشبعاً بهذا الجو الملحمي. غنيت "أدهم الشرقاوي" وغناها عبدالحليم حافظ، ما الفرق بينك وبينه؟ - عندما غنى حليم ملحمة "أدهم" في فيلم "أدهم الشرقاوي" لم يستجب لها الجمهور قدر استجابتهم لي، لأن ملحمة حليم كانت مصطنعة، هو احضر مؤلفاً وملحناً وقال لهما "نريد ان نعمل ادهم" فجاءت مصطنعة، اما انا فغنيتها بفطرتها كما سمعتها من اهل بلدي، لذلك نجحت بقوة، وكانت السبب في ان احصل على المرتبة الثانية في التوزيع بعد ام كلثوم، وأحصل على 27000 جنيه مصري حق الاداء العلني على ألحاني فيها، وحين طرحت في عام 1981 في شرائط كاسيت بيع ما يزيد على ثلاثة ملايين نسخة، وكان نجاحي في هذه الملحمة سبباً في اتجاه عبدالحليم حافظ لغناء الأغنيه الشعبية هو وفايزة، وشادية، ومحرم فؤاد، الكل غنى بعدي الاغنية الشعبية. ذكرياتك مع رفيق رحلتك الفنية عبدالحليم حافظ؟ - عبدالحليم كان صديقي والمنتج الحقيقي لمعظم اغنياتي الناجحة. من خلال شركة "صوت الفن" التي كان شريكا فيها مع عبدالوهاب، وكان ذكياً، ويتعامل مع منافسيه بحرفنة وشياكة، وذلك لخدمة الفن، وقد غنيت اغنية "ميتى اشوفك" بأمر من عبدالحليم حافظ، فبعدما لحن بليغ حمدي اغنية "ميتى اشوفك" ليغنيها محرم فؤاد اختلفا معاً وعرض بليغ الأمر على عبدالحليم فأشار عليه ان يعطيني الاغنية، وفي هذا الوقت كنت في رحلة الى الكويت، وقطعت الرحلة لأحيي حفلة في مسرح قصر النيل، وفور نزولي من الطائرة، طلب مني بليغ ان اغني "ميتى اشوفك" في الحفلة، فقلت له لكن الحفلة بعد يومين والاغنية سيغنيها محرم في الحفلة نفسها فرد بليغ انا ملحن الأغنية بلحنين مختلفين، وعندما علم محرم بذلك غضب واشتكى لمدير الاذاعة في هذا الوقت عبدالحميد الحديدي، وطلب منه ان يقدم اغنيته قبلي فرحبت بذلك والحمد الله نجح كلانا. كنت اول من غنى للانتفاضة الفلسطينية ملحمة "الانتفاضة"، لماذا لم تنجح هذه الملحمة على رغم جمال الكلمات والألحان؟ - هذه الملحمة نجحت جدا في الدول العربية، لكنها لم تذع في القاهرة نظراً لوجود تظاهرات في جامعة عين شمس. ولو كانت اذيعت لزادت التظاهرات لكن هذه الملحمة حين اذيعت في الكويت نجحت جدا لدرجة انها اذيعت في يوم واحد ثلاث مرات، وأذيعت بعد ذلك في مؤتمر الجزائر وبسببها كُرمت في تونس. انت رائد من رواد الأغنية الشعبية، ما تعريفك لهذه الاغنية، وما رأيك في ما يحدث حاليا باسم الأغنية الشعبية؟ - الاغنية الشعبية هي الأغنية الملحمية. والغناء ثلاثة اقسام غناء قومي، وكانت تتزعمه العظيمة أم كلثوم، وعبدالوهاب، وفريد الاطرش، وعبدالحليم حافظ، ونجاة. وغناء ملحمي، وهو ما نطلق عليه الاغنية الشعبية المرتبطة بالتراث وبشخصية المكان. وغناء غجري، وهو لغة في حياتنا الغنائية كله صريخ وصوت عالٍ وأساسه فارسي، وهو ما يحدث اليوم، ومن يسمون على انفسهم اليوم مطربين شعبيين هم في الحقيقة مطربون غجريون، ما يهمهم هو جرأة الكلمة، لكن الاغنية الشعبية اغنية محترمة، والغناء الشعبي له موقف من الحياة، ومن الدولة والمجتمع، ومن الحب والغدر، وفي النهاية الغناء الشعبي ادب، وما نسمعه اليوم ليس ادبا، وهذا يعود لظروف ما يحدث اليوم من "عولمة"، ومن فوضى في انتشار الفضائيات وماتبثه، ويجب على المطرب الشعبي ان تكون لديه خلفية ثقافية! تعاملت مع كثير من الملحنين، من منهم اعطاك الأجمل؟ - كلهم عظام. لكن اقربهم الى روحي وتربطني به صداقة وحب بليغ حمدي، رحمه الله، وهذا لا يمنع ان اقول إن حلمي بكر اعطاني اجمل الألحان ايضا، وكمال الطويل، وعبدالعظيم محمد، والموجي، كل هؤلاء ساهموا في نجاح مسيرتي الغنائية. رغم هذا الكلام الجميل عن بليغ حمدي، الا انك قلت مرة اذا كان لدى صديق غالٍ عليّ اهديه ألحان كمال الطويل؟ - لأن كمال الطويل عبقري ويرى ما لا يراه الآخرون، وصاحب رؤية وليس ملحناً مدرسياً أو محترفاً، ومعظمهم هكذا، الا النوابغ، وكمال فنان كبير جدا، ومعنى انك اخذت منه لحناً كأنك اخذت كنزاً، لأن لديه حساً ولأنه مبدع وصادق مع نفسه، وانا اعتز بألحانه الثلاثة لي، واعتبرها في حياتي مثل "الجندول"، و"الكرنك"، و"حياتي انت"، بالنسبة الى عبدالوهاب. ما الفرق بين الملحنين الموجودين حاليا على الساحة وملحني جيل محمد رشدي؟ - جيلي من الملحنين لا يسعون الى المادة، وكان هاجسهم الوحيد والحقيقي هو الفن فقط وليس المادة، جيلي سمع من سبقوه جيداً واحترموهم، لذلك عندما لحنوا أضافوا الجديد، ولا تجد تشابهاً بين الحان الطويل أو الموجي أو بليغ أو عبدالعظيم محمد، ولكل اسلوبه وله طريقته في التلحين بعكس ما يحدث حاليا، والجيل الحالي لم ينبهر بجيلنا، لكنه استسهل وسرقه وسرقاتهم واضحة تماما، وجيل فهلوي كل ما يهمه هو المادة، ويتعلل بأن العصر الحالي يتميز بالسرعة، لذلك فأغانيهم لا تعيش. لماذا لم يخوض محمد رشدي تجربة المسرح كممثل؟ - لأن الحادثة التي حدثت لي في نهاية الخمسينات اثرت على ساقي، لذلك لا استطيع ان ابذل مجهوداً كبيراً او اقف طويلاً على خشبة المسرح، ومن العروض التي رفضتها رغم جودتها المسرحية الغنائية "حمدان وبهانة" مع شريفة فاضل. خاض محمد رشدي تجربة التمثيل السينمائي في ستة افلام، فما تقييمك لهذه الافلام؟ - أعترف انني ممثل فاشل، والتمثيل له محترفوه الذين يفهمون اصوله جيدا ويمتلكون الموهبة، اما انا فتركزت موهبتي في الغناء فعشقته، وسمعت نصيحة زوجتي بالابتعاد عن التمثيل. هل معنى هذا انك راضٍ عن كل ما قدمته من اغاني؟ - أكذب لو قلت انني راضٍ تماما عن كل ما غنيت، لأنني في فترة ما غنيت اغاني للمجاملة، او من مختارات الاذاعة فلم تحقق نجاحاً. البعض وصف توزيع الاغاني القديمة بأنه افلاس من مطربيها؟ - التوزيع الذي اقوم به حاليا لعدد من اغنياتي القديمة مثل تلميع ساعتي الذهبية، ولماذا لا استغل التقنية الحديثة والأساليب الجديدة ليعرف الشباب الصاعد محمد رشدي كما عرفه الجيل السابق، وعندما غنيت "عرباوي" و"ميتى اشوفك" وغيرهما من الاغاني كان عدد سكان مصر 30 مليون نسمة، حاليا اصبحنا 65 مليون مصري، فكان يجب ان يسمع الشباب هذه الاغاني التي لم يسمعها من قبل، ولا تتخيل مدى سعادتي حين تقابلني طفلة، وتقول لي "اغنياتك جميلة ياعمو" رغم انها لا تعرف التوزيع الجديد من القديم، وأنا الفنان الوحيد في جيلي الذي نجح في عمل تواصل مع كل الاجيال، وهذا يسعدني. ما رأيك في المطربين الذين يغنون للغير؟ - انهم يدعمون نجاحهم وماداموا يغنون اغاني الغير بأمانة فما المانع. على رغم حبك الشديد للمطرب محمد عبدالمطلب لماذا لم تغن له وغنيت للمطرب محمد فوزي؟ - عندما غنيت لمحمد فوزي غنيت ألحانه الشعبية، ويوجد نوع من المطربين اذا أخذ لحناً من ملحن يصبغه بلونه ويضفي اسلوبه عليه ويصبح ملكاً له، وهذا ما حدث لي مع ألحان محمد فوزي اصبحت اغنيات محمد رشدي. ولم اغن لعبد المطب، لأنه شخصية مستقلة كمطرب، اذا اقتربت منه إما ان تكون عبدالمطلب او لا تكون. ما رأيك في حفلات "اضواء المدينة" و"ليالي التلفزيون"؟ - تحسن الإخراج وتقنيات الصوت والصورة عن ذي قبل، لكن المسؤولين عن حفلات التلفزيون يلغون مرحلة ثقافية كاملة ومهمة جدا من حياة الشعب المصري، وهي مرحلة مطربي جيل الستينات. وحين قال عمار الشريعي للرئيس مبارك إن البساط ينسحب من تحت أقدامنا فإن أولئك المسؤولين هم السبب. انا مع التقنيات الحديثة ومع المطربين الشباب امثال عمرو دياب وإيهاب توفيق وهشام عباس، لكن ان تقتصر هذه الحفلات على اولئك الشباب وعلى عدد من المطربين العرب فقط، فهذا لا يجوز، وهذا يؤدي الى الغاء جذورنا الفنية، اين محمد قنديل، ومحرم فؤاد، والعطار، والعزبي، وشهرزاد، وسعاد مكاوي، وشريفة فاضل، وغيرهم من المطربين. لقد ألغوا جيل الستينات كله وقتلوا الشخصية المصرية من اجل أمزجة شخصية، وعندما تسأل لماذا؟، يقولون إن كثرة الايرادات تتطلب ذلك.