رفض قاض في محكمة نيويورك التي تنظر في قضية تفجير سفارتي اميركا في افريقيا ارغام وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت على الادلاء بشهادتها، في حين وجهت محكمة اردنية الى الاميركي الفلسطيني الاصل رائد حجازي تهمة التحضير ل"عمليات ارهابية". عمان، لندن - "الحياة"، ا ف ب - أعلن مسؤولون في محكمة أمن الدولة في عمّان ان المحكمة وجهت الاتهام رسمياً أمس الاربعاء الى أردني - أميركي محكوم بالاعدام غيابياً في ايلول سبتمبر الماضي، بتهمة التحضير لشن اعتداءات ارهابية. وكانت المحكمة نفسها حكمت على رائد محمد حسن حجازي 32 عاماً، وهو فلسطيني الاصل يحمل جواز سفر أميركياً، بالاعدام في ايلول بتهمة التحضير لاعتداءات على اهداف اسرائيلية وأميركية وعلى مواقع سياحية في الاردن خلال الاحتفالات بالألفية. وجاء في وقائع الاتهام ان المحكمة تتهم رائد حجازي بانه اراد "مع محكومين ومتهمين آخرين انشاء جمعية غير مشروعة هدفها تنظيم عمليات عسكرية تمثلت في ضرب السياح الاجانب وبعض المصالح الاميركية على الساحة الاردنية والمواقع السياحية فيها واعدوا لذلك خرائط توضح بعض هذه المواقع. وقام المحكومون لتأمين تحقيق اهداف تنظيمهم المذكورة بانشطة اجرامية مختلفة". ويقضي القانون الاردني باعادة محاكمة المتهم من جديد بعد توقيفه. واعتُقل حجازي في سورية التي سلّمته الى الاردن في تشرين الثاني نوفمبر 2000. وتشير وقائع الاتهام الرئيسية التي تليت أمام حجازي الذي يواجه عقوبة الاعدام مجدداً، الى "حيازة مواد مفرقعة بدون ترخيص قانوني بقصد استعمالها على وجه غير مشروع وحيازة سلاح اوتوماتيكي بدون ترخيص وتصنيع مواد مفرقعة والمؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية والاتفاق بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والانتساب لعضوية جمعية غير مشروعة وتزوير وتداول اوراق بنكنوت مع العلم بامرها". ويتهم حجازي ايضا بالانتساب الى تنظيم "القاعدة" التابع لاسامة بن لادن مقره افغانستان. وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" ان قاضي المحكمة العقيد طائل رقاد طلب من حجازي 32 عاماً ان يُبلغ المحكمة رده على الاتهامات الموجّهة اليه وهل يعتبر نفسه بريئاً ام مذنباً، فرد المتهم: "إذا شاهدت التلفزيون فإنك سترى من هو المذنب، أنا أم رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون الذي يقتل الأطفال الفلسطينيين". وأضافت الوكالة ان القاضي طلب من موظفي المحكمة ان يقولوا ان حجازي دفع ببراءته. واكد جلال درويش، محامي حجازي، لوكالة فرانس برس ان موكله بريء. ويتضمن قرار الاتهام إسمي فارين آخرين هما الاردني احمد فضيل نزال الخلايله والسوري لؤي محمد حاج بكر السقا اللاجئين، بحسب المحكمة، الى افغانستان والمانيا. وستتم محاكمتهما غيابياً للاتهامات نفسها. وحُدد الثالث والعشرون من ايار مايو الجاري موعداً للجلسة المقبلة لمحكمة امن الدولة. يذكر ان اسامة بن لادن الذي يقيم في افغانستان، مطلوب في الولاياتالمتحدة بتهمة تنفيذ الاعتداءات على سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998 والتي اسفرت عن 224 قتيلاً والآف الجرحى. وفي نيويورك، استمرت مداولات هيئة المحلّفين في محكمة مانهاتن الفيديرالية لليوم الرابع من دون التوصّل الى حكم في الاتهامات الموّجهة الى أربعة من المساعدين المفترضين لإسامة بن لادن متهمين في قضية تفجير السفارتين في افريقيا والتآمر ل "قتل أميركيين". وأُفيد ان المحلّفين طلبوا من المحكمة الثلثاء مدّهم بنص إفادة قدّمها الأميركي المصري الأصل علي محمد أبو السعود الى المحكمة في شأن علاقته بتنظيم "القاعدة". وعلي محمد أحد المتهمين في قضية المؤامرة لقتل الأميركيين لكنه توصل الى اتفاق مع الإدعاء يقضي بالإقرار بذنبه في قضايا إرهابية وتقديم معلوماته عن "القاعدة" وإبن لادن وبقية المتهمين لقاء وعد بالطلب من القضاء تخفيف فترة عقوبته. ولم يُدل علي محمد، العريف السابق في الجيش الأميركي، بشهادته أمام محكمة مانهاتن أثناء عرض أدلة الإدعاء ضد المتهمين الأربعة وديع الحاج ومحمد الصادق عودة ومحمد العوهلي وخلفان خميس محمد. لكن الإدعاء قدّم، من بين الأدلة، اعترافات أدلى بها علي محمد أمام محكمة أميركية في شأن دوره في تنظيم إبن لادن. وتتعلّق معظم اعترافاته بالمتهم وديع الحاج. على صعيد آخر، رفض قاضي محاكمة مانهاتن ليونارد ساند إصدار أمر يُرغم وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت على الإدلاء بشهادتها أمام المحكمة في المرحلة المقبلة من المحاكمة المرحلة الخاصة بالنظر في إمكان صدور حكم بالإعدام ضد إثنين من المتهمين الأربعة هما العوهلي وخلفان محمد. وكان محامو الدفاع يريدون ان تقدّم أولبرايت شهادتها في شأن الضحايا الذين يسقطون في عمليات القصف التي يقوم بها الغرب على العراق.