بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس محاكمة 28 عضواً في "شبكة ارهابية" مرتبطة بتنظيم تابع لأسامة بن لادن يتهمهم الادعاء العام بالتخطيط لإعتداءات ضد اهداف غربية في الأردن. وقرأ ممثل الادعاء العام الاتهامات التي كان من ابرزها "المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية" و"حيازة مواد مفرقعة واسلحة نارية وسلاح اتوماتيكي بدون ترخيص بقصد استعمالها على وجه غير مشروع" و"تزوير وتداول اختام واوراق رسمية والانتساب لعضوية جمعية غير مشروعة". ويؤكد مسؤولون أردنيون ان الشبكة خططت للقيام بإعتداءات ضد فندق واحد على الاقل في عمان، وكذلك ضد مواقع اثرية. ويواجه المتهمون الذين يحاكم 13 منهم غيابياً، عقوبات تصل الى الاعدام للأعضاء الرئىسيين في الشبكة. ومن بين 12 تهمة، ستبحث محكمة أمن الدولة في ثماني تهم في حين ستبحث محكمة الجنايات الكبرى في التهم الاربع الاخرى. واقتيد المتهمون الى قاعة المحكمة من احد الابواب الخلفية بعدما وصلوا الى باحة المحكمة في عربتين بمواكبة اربع سيارات. وشوهد بعض اهالي المتهمين امام مبنى المحكمة. وذكرت وكالة "رويترز" ان المقدم طايل الرقاد، رئيس المحكمة التي تضم ثلاثة قضاة، أرجأ المحاكمة الى السابع من ايار مايو المقبل بعد قراءة الاتهامات على 15 متهماً حضروا الجلسة الاولى. واستمعت المحكمة الى نفي المتهمين التهم الموجهة اليهم. كذلك انتُدِبَ محامون للدفاع عن المتهمين الذين لم يوكلوا أحدا للدفاع عنهم. وأوردت "رويترز" انه سمح لصحافيين يمثلون وسائل اعلام محلية وعالمية بدخول القاعة. الا ان مراسلي محطات التلفزيون العالمية والمصورين منعوا من دخول المحكمة. وفي بعض الاحيان، قاطع المتهمون، وهم 13 أردنياً من أصل فلسطيني وعراقي وجزائري، اجراءات المحاكمة باطلاق هتافات مثل "الله اكبر" و"الله مولانا" و"مولاهم ابليس". وقال المتهمون الواحد تلو الآخر إنهم ابرياء. وظهر جميع المتهمين ملتحين بملابس السجن الزرقاء. وقال بعض المتهمين إنهم لا يعترفون بسلطة المحكمة. ومن داخل قفص الاتهام، قال خضر ابو هوشر 36 عاماً الذي يقال انه مؤسس المجموعة للقاضي: "انتم المذنبون تبدلون شريعة الله بقوانين وضعها الانسان". وبعد ذلك قاطع ابو هوشر قرار الاتهام قائلاً: "هذه اكاذيب ... نحن مجاهدون ولسنا لصوصاً" ردا على عبارة ذكرت ان جزءاً من تمويل المجموعة جاء عن طريق سرقة محلات للذهب. وقبل عقد الجلسة قال عصام البرقاوي المتهم بانه الزعيم الروحي للمجموعة ان التهم "ملفقة". وقال البرقاوي الذي وضع كتباً عدة: "جريمتنا وتهمتنا الحقيقية هي اننا دعونا الناس للاسلام ... دعوناهم الى ترك موالاة اليهود والنصارى". ورد البرقاوي على ضابط من الشرطة طلب منه التوقف عن الحديث قائلاً: "ليس عندي الا الكلام ... ماذا فعل هؤلاء الاخوة ... اين الارهاب فليبينوا وليبرهنوا على ذلك". وطلب محامو الدفاع عن المتهمين الخمسة عشر الذين اعتقلوا في كانون الأول ديسمبر التأجيل لدرس القضية وعقد لقاءات خاصة مع موكليهم. وقال المحامي جواد يونس الذي يتولى الدفاع عن عدد من المتهمين ان التهم الموجهة الى موكليه ضعيفة وانها سياسية اكثر منها قانونية. وقال المحامي: "بوسعي قراءة الهدف من هذه المحاكمة: الهدف هو بعث رسالة الى الاسرائيليين والاميركيين ان الحكومة تدافع حقاً عن مصالحهم". وتفيد مصادر قضائية ان المتهمين ينتمون الى تنظيم "القاعدة" وهو من ابرز المنظمات التابعة لأسامة بن لادن الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتيها في نيروبيكينيا ودار السلام تنزانيا، واللذين اسفرا عن مقتل 224 شخصاً في آب اغسطس 1998. وتقول مصادر مطلعة إن الجهات القضائية تملك "ادلة" على ان افراد المجموعة كانوا يخططون لتنفيذ اعتداءات ضد السياح الاسرائيليين والاميركيين في المملكة خلال الاحتفالات بانتهاء الالفية الثانية. وكانت اجهزة الأمن الاردنية القت القبض على 14 من اعضاء الشبكة وهم 12 اردنياً وعراقي وجزائري، ويحمل معظمهم جوازات سفر اردنية. ومن بين المتهمين ال13 الفارين يوجد يمني واحد وفلسطينيون يحملون وثائق سفر لبنانية او سورية او مصرية وكانوا يقيمون في افغانستان او باكستان. ومن ابرز المتهمين الفارين عمر ابو عمر المعروف بإسم "ابو قتادة الفلسطيني". وكانت السلطات الاردنية اكدت في نهاية العام الماضي ان "ابو قتادة" الاردني الجنسية، دخل بجواز سفر مزور الى بريطانيا وحصل على حق الإقامة. والمتهم الاول في القضية هو خضر عبدالرحمن محمد ابو هوشر، من سكان عمان، وكان افرج عنه في العام 1992 بعدما حكم عليه بالسجن في قضية تنظيم متطرف غير مشروع. وبحسب قرار الاتهام، بدأ ابو هوشر منذ العام 1995 العمل على انشاء "جمعية غير شرعية هدفها تنفيذ عمليات عسكرية ضد اليهود والمصالح الاميركية على الساحة الاردنية ... حيث تمكن من استقطاب عدد من الاشخاص واقناعهم بتنفيذ فكره الاجرامي". ومن بين الاردنيين الاثني عشر الذين قبض عليهم، خليل زياد الديك الذي يحمل جواز سفر اميركياً والذي سلمته باكستان الى الاردن في كانون الاول ديسمبر الماضي. ولا يوجد الديك ضمن المتهمين المحالين على المحاكمة، وفقاً لما اكد العميد الخصاونة. ورجحت مصادر مطلعة ان يحاكم الديك في شكل منفصل لإرتباطه بقضايا اخرى. وكانت تقارير صحافية اميركية اكدت في كانون الثاني يناير الماضي ان الديك، الذي كان عميلا لإبن لادن، بدأ في التعاون مع مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي.