قُتل أكثر من 65 عسكرياً جزائرياً في ثلاث عمليات قام بها عناصر من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بقيادة حسان حطاب في أقل من أسبوعين، في عمليات "استنزاف" للقوات النظامية هدفها الأساسي، كما يبدو، الحصول على أسلحة. اغتالت سرية تابعة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، فجر الأحد، 15 عسكرياً وثلاثة مدنيين في مكمن نصبته على الطريق بين مدينتي مروانة وباتنة 435 كلم شرق العاصمة. وأفادت مصادر محلية أن عناصر من هذه الجماعة التي يقودها حسان حطاب نصبوا "حاجزاً مزيفاً" لعدد من المواطنين خلال عبورهم الطريق وقتلوا ثلاثة مدنيين. وأضافت ان فرقة تابعة للجيش الجزائري حاولت التدخل لإنقاذ المسافرين لكنها وقعت في مكمن، إذ أمطرها المسلحون بوابل من الرصاص مباشرة بعد تفجيرهم عبوة ناسفة ضد العكسريين. وتمكنت "الجماعة" من الاستيلاء على الأسلحة التي كانت في حوزة العسكريين الشباب. وكان عشرة أفراد من الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية قُتلوا، الأربعاء الماضي، في منطقة تيقزيرت في ولاية تيزي وزو مئة كلم شرق العاصمة في مكمن نصبته جماعة مسلحة. وأفيد أن عناصر الشرطة فقدوا أسلحتهم الشخصية والرشاشات التي كانت في حوزتهم. وتأتي هذه العمليات بعد أسبوعين فقط من عملية أخرى قام بها عناصر "الجماعة السلفية" تمكنوا فيها من قتل اكثر من 52 عسكرياً وقعوا في مكمن في منطقة عين العش في ولاية تبسة 600 كلم شرقاً. وسقطت طائرة مروحية للجيش خلال المواجهات مع المسلحين. وتشير تقديرات غير رسمية الى مقتل ما يزيد عن 800 مدني منذ مطلع السنة الجارية في حواجز وعمليات مسلحة ضد سكان المناطق النائية والريفية. وتأتي هذه العمليات في سياق حرب شاملة تقوم بها فرق النخبة في الجيش "الكوكسول" ضد معاقل الجماعات أدت إلى مقتل اكثر من 400 مسلح إسلامي منذ مطلع السنة غالبيتهم من "الجماعة السلفية" وتنظيمات منشقة عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" في مناطق الغرب الجزائري. وذكرت "الجماعة السلفية" في بيان صدر أخيراً، وحصلت "الحياة" على نسخة منه، أنها "ترد العدوان بمثله"، وجددت تمسكها بمواجهة نظام الحكم. ويلاحظ أن هذا التنظيم بادر منذ مطلع السنة إلى تكثيف عملياته ضد قوات الأمن والجيش بهدف الحصول على أكبر كمية من الذخيرة والأسلحة. وتشبه هذه العمليات ما كانت تقوم به الجماعات الإسلامية في مطلع 1993 عندما كان هدفها الأساسي الحصول على السلاح. وقالت مصادر أمنية ل "الحياة" أن العمليات الحالية "اعتداءات جبانة هي رد فعل للجماعات الإرهابية على عمليات تمشيط ناجحة تستهدف معاقلها". وتابعت: "نلاحظ منذ مطلع السنة أنه بعد كل عملية كبرى تقوم بها قوات الجيش تتحرك هذه الجماعات في كتائب صغيرة للقيام بعمليات". وكانت قوات الجيش تمكنت قبل أسبوع من تدمير مركز تابع ل "الجماعة السلفية" في منطقة تبسة وقتلت قرابة 50 مسلحاً. وخسر الجيش العديد من عناصره في هذه العملية.