} أدى دخول "الكوكسول" الجزائري، وهو عبارة عن نخبة من قوات المظليين متخصصة في حرب العصابات، الى تغيير لافت في طريقة المواجهة مع الجماعات الإسلامية المسلحة التي فقدت أكثر من 300 عنصر في الاسابيع القليلة الماضية. ذكرت مصادر أمنية جزائرية أن اكثر من 300 عنصر في الجماعات الإسلامية المسلحة قُتلوا في عمليات عسكرية واسعة تقوم بها وحدات تابعة للجيش الجزائري منذ مطلع السنة في عدد من الولايات. وتشير تقارير إعلامية وأخرى أمنية إلى مقتل عدد كبير من عناصر الجماعات المسلحة في هجمات للجيش الذي يبدو وكأنه بدأ يتحكّم منذ فترة في إدارة المواجهة مع الجماعات التي تركز نشاطها في محور "مثلث الموت" ومناطق في شرق الجزائر وغربها. وأدى تصاعد أعمال العنف، منذ نهاية السنة الماضية، إلى مقتل اكثر من500 مواطن في أسوأ حصيلة للعنف منذ 1997. وأثّر ذلك سلباً على خطة للإصلاحات وبرامج الشراكة الاقتصادية للجزائر مع الشركاء الأجانب. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل "الحياة" ان نجاح العمليات العسكرية الأخيرة التي قام بها الجيش ضد معاقل الجماعات المسلحة "يعود في شكل كبير الى نجاح الكوكسول في اختراق معاقل الجماعات والتحكم في أسلوبها القتالي". و"الكوكسول" تضم مجموعات محدودة العدد من نخبة فرق المظليين الذين تلقوا تدريبا عالياً على يد نخبة "الكوكسول" الكورية التي بدأت برنامج التأهيل القتالي للمظليين الجزائريين منذ 1998. وتلقى نحو 500 عسكري من هذه الفرق تأهيلاً قتالياً عالي المستوى على مدار ثلاث سنوات كاملة في كبرى الكليات الحربية مثل أكاديمية مختلف الأسلحة في شرشال مئة كلم غرب العاصمة ومدرسة المظليين في مدينة بسكرة 600 كلم جنوب العاصمة. ويشبه أسلوب عمل هذه الفرق القتالية أسلوب حرب العصابات التي تنشط في الغابات والمناطق النائية. وتراهن الأوساط العسكرية الجزائرية على هذا المجموعات لوقف النزيف الدموي الذي يهدد حياة العائلات الفقيرة في المناطق المعزولة. وعمدت قيادة مكافحة الإرهاب في قيادة أركان الجيش، منذ نهاية السنة الماضية، إلى توجيه هذه المجموعات الحربية إلى المناطق التي يشتبه بانها تؤوي وجوداً كثيفاً لعناصر الجماعات الإسلامية المسلحة. ويلاحظ أن هذا التغيير في أسلوب إدارة المواجهة ينسجم مع تخلي الجيش الجزائري عن التكوين الكلاسيكي لقواته العسكرية منذ تصاعد أعمال العنف التي كشفت استحالة التحكم في مثل هذا النوع من المواجهات. ومن مجموعات "القناصة" التي اشتهرت باسم "النينجا" في السنوات الأولى لبدء أعمال العنف إلى فرق "الكوكسول" التي تعد آخر تجربة لتكييف عمل قوات الجيش مع حرب العصابات، لا تزال قيادة الجيش تبحث عن مخرج عسكري وأمني لهذه الأزمة التي خلفت ما يزيد على مئة ألف قتيل وخسائر تقدر بنحو 20 بليون دولار. ولا تزال دعوات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى تحويل الوئام المدني وئاماً وطنياً تلقى انتقادات وكانت أحدثت هزة لدى الأحزاب التي تدعمه بسبب رفضها تمديد العفو مجدداً لعناصر الجماعات المسلحة. وترفض "الجماعة الإسلامية المسلحة" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" مسعى الوئام المدني الذي استفاد منه خصوصاً أعضاء "الجيش الإسلامي للإنقاذ".