} بدأ الجيش الجزائري تنفيذ ثاني أهم عملية عسكرية منذ انتهاء العمل بقانون الوئام المدني الذي منح عناصر الجماعات الاسلامية المسلحة عفواً جزئياً أو كلياً مقابل تسليم سلاحها. وذكرت مصادر عدة ان حصيلة عمليات الجيش التي بدأت الاسبوع الماضي كانت مقتل أكثر من 27 مسلحاً اسلامياً حتى أول من أمس، من بينهم عبدالرزاق المظلي أمير المنطقة الخامسة ل"الجماعة السلفية للدعوة"، وكذلك أمير "الجماعة السلفية للقتال" مصطفى بن ابراهيم. قال مصدر أمني جزائري مطلع ل"الحياة" ان العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش منذ مطلع الاسبوع الماضي ضد عناصر الجماعات الاسلامية المسلحة تهدف أساساً الى "تضييق مجال نشاط الجماعات الارهابية" التي قتلت منذ مطلع رمضان الماضي أكثر من 400 مدني ونحو 150 عسكرياً استناداً الى تقارير إعلامية. ويلاحظ ان هذه العمليات التي تجري في خمس ولايات أساسية وسط البلاد وشرقها وغربها تأتي عشية توجيه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عدداً من الرسائل السياسية الى قيادة الجيش أشادت بدفاعها عن أمن الجزائريين. وان كانت المصادر الرسمية تفضل التكتم على طبيعة هذه العمليات وحصيلتها الأولية، إلا أن مصادر محلية وأوساط إعلامية أشارت الى مقتل أكثر من 27 إسلامياً مسلحاً في هذه المواجهات. ففي منطقة بوزان قرب ولاية جيجل 300 كلم شرق قتل 18 عنصراً من الجماعة الاسلامية المسلحة في ملجأ اجتمعوا فيه خلال عملية تمشيط كانت تقوم بها وحدة تابعة للجيش الجمعة الماضي. وفي منطقة المعاضيد التابعة لولاية المسيلة 250 كلم جنوب شرقي قتل عبدالرزاق الملقب ب"المظلي" أمير المنطقة الخامسة ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وهو أحد أبرز مساعدي حسان حطاب، خلال مواجهة مسلحة مع قوات الجيش أثناء عبورها منطقة جبلية كانت محل مراقبة من قوات الأمن. وأفادت مصادر إعلامية ان مساعد حطاب قتل الى جانب أربعة عناصر من التنظيم كانوا يعتزمون المشاركة في اجتماع لقيادة هذا التنظيم المسلح في منطقة جبلية قريبة من البويرة 120 كلم جنوب. وعثر لدى أحد عناصر التنظيم على "تراخيص بالمرور" تستخدمها عادة هذه العناصر عند حواجز يقيمها هذا التنظيم المسلح. الى ذلك، أكدت قوات الأمن مقتل أمير "الجماعة السلفية للقتال" مصطفى بن ابراهيم الملقب ب"ادريس أبو سمية". وذلك بعدما حددت شخصيته أمس من بين عدد من العناصر المسلحة التي قتلها الجيش الجمعة الماضي في جنوب ولاية سيدي بلعباس. ونقلت صحيفة "لوسوارد الجيري"، أمس، عن مصادر أمنية تأكيدها أن قوات الجيش الجزائري فشلت، الخميس الماضي، في القضاء على حسان حطاب أمير "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" خلال عملية عسكرية ضخمة استهدفت احدى القواعد التي كان يلجأ اليها في الفترة الأخيرة. وذكرت الصحيفة ان الهجوم العسكري جاء بعد ساعات قليلة من التحاق أحد عناصر التنظيم المسلح بقوات الأمن للاستفادة من تدابير تخفيف العقوبات على عناصر الجماعات الذين يزودون قوات الأمن معلومات تمكنهم من القضاء على الرؤوس الكبيرة في هذه التنظيمات. وفي ولاية سيدي بلعباس 440 كلم غرب استمرت العمليات العسكرية حتى ساعة متقدمة من مساء أمس وأدت الى مقتل أربعة عناصر جدد الجمعة الماضي.