أفادت مصادر جزائرية مطلعة أن المواجهات كانت لا تزال مستمرة حتى صباح أمس بين قوات الأمن ومجموعات إسلامية مسلحة في غرب البلاد وشرقها، إثر هجوم واسع نفذته القوات النظامية على معاقل الجماعات التي رفضت قانون الوئام المدني. وترتكز العمليات في منطقة سيدي بلعباس غرباً ضد عناصر "كتيبة السنة" في "الجماعة السلفية المقاتلة" المنشقة عن "الجماعة الإسلامية المسلحة"، وفي منطقة المعاضيد في ولاية مسيلة ضد كتائب تنشط في المنطقة الخامسة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". ونقلت صحيفة "النصر" الحكومية، أمس، عن مصادر أمنية أن القوات المشتركة للجيش والأمن الجزائري تمكنت من القضاء على 41 مسلحاً على الحدود بين ولايتي سيدي بلعباس وسعيدة بعد تمكنها مساء الإثنين من قتل سبعة عناصر آخرين. وأضافت ان 90 عنصراً مسلحاً محاصرون منذ أكثر من أسبوع في موقع جبلي بين منطقتي سيدي أمبارك وتودمونت بين بلعباس وسعيدة. ونفذ الحصار إثر كمين نصبته المجموعة لقافلة عسكرية كانت متوجهة الى ولاية سعيدة. وأكدت الصحيفة أمس مقتل أمير تنظيم "الجماعة السلفية المقاتلة" إدريس أبو سمية. وقالت ان الأخير "الرأس المدبر للجماعات الإرهابية الخطيرة والناشطة في الغرب الجزائري". وكان أبو سمية عضواً في "الجماعة الإسلامية المسلحة" وتولى إمارة كتيبة "السنة" التي كانت تشرف على أربع كتائب أخرى هي "الثبات" و"النصر" و"الفرقان" و"الوفاء" قبل أن يصبح أميراً جهوياً للمنطقة وضابطها الشرعي ومفتيها. وبعد سلسلة الانشقاقات التي هزت "الجماعة المسلّحة" قام أبو سمية العام 1996 مع بحري الجيلالي المعروف ب"عبد الرقيب" يوصف في المنطقة ب"الذئب الجائع" بتشكيل تنظيم "الجماعة السلفية المقاتلة" على محور عين آدن وسفيزف في شمال ولاية بلعباس. وتتركز الإدارة الجهوية للجماعة في جبال إسطنبول في ولاية معسكر 350 كلم غرب. الى ذلك، أوردت صحيفة "لاتريبون" أن أجهزة الأمن قتلت الإثنين ستة عناصر مسلحة كانت تعتزم تنفيذ هجوم على السوق الأسبوعي في مدينة سفيزف في ولاية تيارت غرباً. وفي ولاية بومرادس شرقاً قضت فرقة تابعة للحرس البلدي على عنصرين من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كانا يحاولان وضع قنبلة أمام خزان لمياه الشفة.