كثفت اسرائيل نشاطها الديبلوماسي، في موازاة تصعيد عملياتها العسكرية ضد مواقع السلطة الفلسطينية في غزة، اذ طاول القصف المدفعي والصاروخي مكاتب حركة "فتح" والأمن العام، مجددة تهديدها شخصيات دينية وسياسية فلسطينية بينها مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري ومدير الأوقاف الاسلامية عدنان الحسيني. وأبلغت تل أبيب الولاياتالمتحدة رفضها العملي لتوصيات "لجنة ميتشل"، مطالبة الادارة الأميركية بعدم تبنيها. وعلمت "الحياة" من مصادر في الخارجية الأميركية أن واشنطن ما زالت تعتبر "النشاطات الاستيطانية" عائقاً في طريق السلام، على رغم اعلان اسرائيل تقليص المبلغ المخصص لذلك. وبعث وزير الخارجية شمعون بيريز برسالة الى نظيره الأميركي كولن باول أبلغه فيها رفض تل أبيب الجزء الأكبر والمهم من توصيات "لجنة ميتشل"، خصوصاً تلك التي تربط بين "تجميد الاستيطان" اليهودي في الأراضي الفلسطينية و"وقف النار"، معتبراً ذلك "مكافأة للعنف والارهاب". وأعرب بيريز في الرسالة نفسها عن موافقة حكومته على "البنود الايجابية"، منها عدم المطالبة بنشر قوات دولية أو مراقبين في الضفة الغربيةوغزة، والمطالبة بوقف العنف. وأكد الاستمرار في توسيع المستوطنات القائمة "استجابة لنموها الطبيعي"، وعدم بناء مستوطنات جديدة، مطالباً واشنطن بعدم تبني توصيات "لجنة ميتشل". ورحب مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون بالدعوة الفرنسية التي تلقاها لزيارة باريس، بعدما كان شخصاً غير مرغوب فيه. ويأمل من زيارته التي لم يحدد تاريخها بعد، ان تزيد الضغوط الأوروبية على الرئيس ياسر عرفات. وعلى المستوى الديبلوماسي أيضاً زار أمس الوزير الاسرائيلي داني نافيه القاهرة، حيث التقى الجاسوس السجين عزام عزام، وتجاهلت الصحف المصرية الزيارة، ولم يستقبله أي مسؤول عدا المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك أسامة الباز، مما يعكس عمق الأزمة بين البلدين. وفي واشنطن نشطت الديبلوماسية الاسرائيلية لتوضيح الموقف من المستوطنات فبعدما كانت الصحف العبرية اشارت الى ان حكومة شارون خصصت 350 مليون دولار لتوسيعها عادت امس لتذكر ان المبلغ قلص الى النصف، وذلك في محاولة لتفادي الضغوط الاميركية. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركي فِل ريكر انتقد رصد هذا المبلغ. وعلمت "الحياة" ان اسرائيل اكدت لواشنطن ان ما اوردته الصحف غير صحيح. لكن الخارجية الاميركية ابلغتها ان موقفها من المستوطنات لم يتغير وتعتبر "اي نشاط استيطاني" عائقاً في طريق السلام. ميدانياً، اقتحمت اسرائيل مناطق السلطة الفلسطينية اربع مرات امس، متذرعة بمقتل عاملين رومانيين كانا يصلحان سياجاً حدودياً بين غزة واسرائيل ما ادى الى اصابة 20 فلسطينياً بجروح خصوصاً في مخيم "رفح" ومحيطه. وطاول القصف الصاروخي مركزاً لحركة "فتح" وللأمن العام وسط غزة ودمر مكاتبهما.