توجه الإدارة الأميركية غير المعلن لتأييد خطط شارون بتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية يثير الريبة والارتباك. السبب إن إدارة بوش تناقض بتأييدها هذا كل تعهداتها السابقة لحلفائها في أوروبا والشرق الأوسط ومواقفها المعلنة بالمطالبة بتجميد كل النشاطات الاستيطانية. أن بوش خاطر بالمراهنة على رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون. وإن الرئيس بوش بعث له بتعهدات خطية بدعم إدارته للموقف الإسرائيلي في القضايا الشائكة مع الفلسطينيين، على أمل أن تحفّز هذه الخطوة شارون لتنفيذ مقترح قديم يقضي بإخلاء مستوطنات في قطاع غزة وجزءا من الضفة الغربية. إلا أن سياسة بوش، من شأنها تقويض مصداقية الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي واجهت فيه حكومة شارون موجة اعتراضات حادة حالت دون تنفيذ الانسحاب المقترح. إن الرد المناسب كان يجب أن يكون في إعادة واشنطن النظر في ثقتها بزعيم عرف بالتهور السياسي. بدلا من ذلك، ضاعف الرئيس بوش رهانه عليه. المهم انه خلال الأيام القليلة الماضية أعلن عدد من المسئولين في الإدارة الأميركية عن عدم معارضتهم إعلان تل أبيب الأخير إنشاء ما يزيد على 2000 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات يهودية متفرقة في الضفة الغربية ، برغم الموقف المعلن للإدارة المعارض لمثل هذه الخطوات. وتشير واشنطن بوست أيضا إلى نية حكومة شارون ضم تلك المستوطنات المحاذية لتل أبيب والقدس إلى الأراضي الإسرائيلية في حال إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين ، الأمر الذي باركته الإدارة الأميركية كجزء من المكافأة المقدمة لشارون. السؤال الذى يفرض نفسه هل استقطاب بوش للناخبين المؤيدين لإسرائيل في حملته الانتخابية هو ما يفسر دعمه لرئيس الحكومة الإسرائيلية ، أم أن هناك خلفيات أخرى للموضوع غير إنتخابية؟