القدس المحتلة، الناصرة - لندن - "الحياة" - أثار اعلان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز تأييده اقامة دولة فلسطينية، "زوبعة" سياسية في اسرائيل، وطالب زعماء يمينيون بإقالته، فيما اقترح وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر "خطة بديلة" سيناقشها مع المسؤولين في مصر خلال زيارته القاهرة الاسبوع المقبل. وقال انه يرى فرصة لاستئناف المحادثات مع سورية. وأعلن رئيس وزراء بلجيكا غي فيرهوفشتات الذي يرأس وفداً أوروبياً يقوم بجولة في الشرق الأوسط ان بإمكان اسرائيل "الاعتماد" على الاتحاد الأوروبي في الضغط على الرئيس ياسر عرفات لوقف العنف. وندد مسؤولون في حزب "ليكود" بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون وتشكيلات يمينية اخرى أمس بخطاب بيريز امام الجمعية العامة للامم المتحدة، الذي اكد فيه ان كثيرين من الاسرائيليين "يرغبون في قيام دولة فلسطينية"، مشيرا في الوقت نفسه الى انه يعبر عن وجهة نظره الشخصية. وقال وزير البيئة تساهي هانغبي ليكود: "من المخجل ان يتكلم وزير خارجية بهذه الطريقة وكأنه لا يمثل الحكومة والبرلمان". واعتبر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو المنافس الرئيسي لشارون في "ليكود" ان اي تصريح حول الدولة الفلسطينية يشكل "خطأ فادحاً". وقال: "يجب ضرب سلطة ياسر عرفات عوضا عن مكافأته لاعماله الارهابية". وفي اليمين المتطرف، دعا وزير السياحة بيني ايلون من حزب موليديت، الى اقالة بيريز وأيده في ذلك مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة. في المقابل، لم يعرب المقربون من شارون عن اي انتقاد لخطاب بيريز، واعتبرت الصحف المحلية انه نال موافقة ضمنية من شارون. وكشف بن اليعيزر في مقابلة مع صحيفة "معاريف" انه يعد "خطة سياسية بديلة" ويقترح "مفهوماً واقعياً إذ لا يمكن التوصل الى انهاء النزاع، ولا يمكن الموافقة على التسوية المرحلية. اقترح ان نأخذ زمام المبادرة والعودة الى الوضع الذي كان عشية الانتفاضة: الانسحاب الشامل من المناطق ورفع الحصار عن المدن والمناطق القروية الفلسطينية". وقال ان الجزء الثاني من الخطة يشمل "تحسين ظروف الحياة للسكان الفلسطينيين من الناحية الاقتصادية من خلال خطوات تدريجية". وفي ما يتعلق بسورية، قال بن اليعيزر الذي سيتوجه الى القاهرة الاسبوع المقبل لاجراء محادثات وعرض افكاره، انه يشخص "بداية ايجابية في التفكير السوري بكل ما هو متعلق بنا. ثمة شيء ما يحدث هناك، ومن الممكن أن تكون فتحت نافذة الفرص لاستئناف المحادثات مع الرئيس بشار الأسد". وتزامنت تصريحات كل من بيريز وبن اليعيزر مع ما أورده الكاتب السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان شارون سيصر على عدم التنازل عن "سبعة أيام هدوء" في المواجهات مع الفلسطينيين، والتي سيطالب وزير الخارجية الاميركي كولن باول بتقليصها الى يومين. وقال شمعون شيفر ان شارون سيصر على موقفه لأن أي تراجع من ناحيته يعني التراجع عن المبدأ الأساسي حتى الآن، وهو "عدم التفاوض تحت النار". وفي خطوة لافتة، قدم مسؤولون اميركيون صوراً التقطت بالقمر الاصطناعي للمستوطنات في الضفة والقطاع، وطالبوا الجانب الاسرائيلي بتقديم تفسيرات عن توسيعها عكس "توصيات ميتشل" التي وافقت اسرائيل عليها وتطالب بوضوح بوقف أي بناء استيطاني جديد بما في ذلك ما يسميه الاسرائيليون "النمو الطبيعي". وقال المعلق والخبير العسكري الاسرائيلي زئيف شيف ان الادارة الأميركية طرحت اسئلة عن زيادة الوحدات الاستيطانية وما يعرف ب"المواقع المجاورة" للمستوطنات الأصلية، أي البؤر الاستيطانية الجديدة التي اقامها المستوطنون على قمم الجبال والتلال في اسلوب توسعي جديد من خلال ايجاد تواصل جغرافي بين المواقع الجديدة والمستوطنات الكبيرة. وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي غي فيرهوفشتات الذي بدأ أمس جولة في الشرق الاوسط ان امن اسرائيل شرط لا بد منه لاي حل سلمي في الشرق الاوسط. وقال في مقابلة مع صحيفة جيروزالم بوست الاسرائيلية "لا حل في الشرق الاوسط اذا لم نستطع نحن الاتحاد الاوروبي ان نضمن مع المجموعة الدولية امن اسرائيل". ومن المقرر ان يزور فيرهوفشتات الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي بين 16 و19 تشرين الثاني نوفمبر الجاري مصر والاراضي الفلسطينية واسرائيل والاردن وسورية ولبنان. ويرافقه في الجولة رئيس اللجنة الاوروبية رومانو برودي والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، اضافة الى وزير خارجية بلجيكا لوي ميشال. ويسعى الوفد الاوروبي الى اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بالعودة الى طاولة المفاوضات، وهو امر يعتبره الاتحاد ذا اولوية مطلقة في الظروف الدولية الحالية. وقال فيرهوفشتات: "على اسرائيل ان تدرك ان بامكانها الاستعانة بالاتحاد لزيادة الضغط على السلطة الفلسطينية من اجل العودة الى وضع يتراجع فيه العنف في المنطقة او ينتهي اذا امكن". واشار الى ان قادة الاتحاد الاوروبي خلال لقائهم الرئيس ياسر عرفات طالبوه بأن "يفي التزاماته ويتخذ الاجراءات اللازمة لتوقيف الارهابيين وخفض وتيرة العنف".