مع احترامي وتقديري لفضيلة الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام ل"حزب الله"، ومع الشكر الجزيل له على ما قدّم من ايضاحات وأفكار للقارئ في الحوار الذي جرى معه في المدينةالمنورة مع السيد حسن المصطفى ونشرته "الحياة" 23 آذار/ مارس 2001 تحت عنوان "المقاومة لم تنطلق كرد فعل على عمل اسرائيلي وانما هي جزء من اطروحة عقائدية فكرية" - أجد من الضرورة ايضاح نقطة بارزة وردت في جواب فضيلة الشيخ نعيم عند السؤال الثالث من العمود الاول حول الحركة السياسية هل هي في خدمة الدين او ان الدين في خدمة الحركة السياسية. في الحقيقة ان الحركة السياسية ليست في خدمة الدين، ولا الدين في خدمة الحركة السياسية، انما الحركتان تعملان في سبيل خدمة المجتمع، من اجل اصلاحه وتنظيمه وتطويره على كل المستويات، وكل حركة لا تتحرك في هذا الاتجاه تبقى مجرد تنظير ليس أكثر. فرجل السياسة مكلّف من قبل المجتمع لخدمته بما يتناسب مع الظرف والزمان لمواكبة حركة التطور والانماء التي في الاساس هي حركته الاجتماعية. والوظيفة التي يشغلها السياسي او الموظف، كبيراً كان أم صغيراً، ليست ملكه، وليست لخدمة مصالحه الشخصية. كذلك رجل الدين فهو مكلّف من أجل خدمة المجتمع الذي ينتمي اليه من أجل توجيهه وفق التعاليم والقيم الدينية التي تحفظ سلامة هذا المجتمع من كل فساد قد يتعرض اليه، وارشاده الى الطريق القويم. والدين ليس في حاجة إلى خدمة. فالله سبحانه وتعالى ارسل الانبياء والرسل لخدمة الانسان، وضحوا من اجله، وعرفوا ألواناً من العذاب من اجل خلاصه من الرق والعبودية والاستبداد. وكل مكلّف لا يعمل في هذا الاتجاه فهو منافق لا يخدم سوى مصالحه الشخصية. ... والمجتمع العربي تعوَّد ان يخضع. ومن هنا كانت اهمية السياسي. وقد عانى رجل الدين الكثير من صراعه مع السياسي. واذا توقف الصراع يوماً فلأنهما تقاسما الجبنة، او تغلب احدهما على الآخر، وغالباً ما تكون الغلبة للسياسي لأنه اشد خبثاً ومكراً. عادل محبوبة - لبناني مقيم في فرنسا