أضفى حادث هبوط طائرة تجسس أميركية اضطراراً في مطار صيني بعد اصطدامها بمقاتلة حربية صينية، مزيداً من التوتر على العلاقات الفاترة بين بكينوواشنطن. وفيما طالبت الولاياتالمتحدة بإعادة الطائرة وطاقمها المكون من 24 فرداً وأعلنت نشر ثلاث مدمرات بحرية بالقرب من جزيرة هاينان حيث هبطت، التزمت بكين الصمت على رغم دعوات عبر الصحف الى التشدد حيال واشنطن. بكين، واشنطن، موسكو، طوكيو - "الحياة"، أ ف ب، أب، رويترز - أعلن رئيس اركان القيادة الأميركية في المحيط الهادئ الأميرال دنيس بلير ان طائرة التجسس الأميركية التي هبطت في جزيرة هاينان الصينية بعد اصطدامها أول من امس بمقاتلة حربية صينية "تعتبر بأكملها ارضاً أميركية ذات سيادة وليس للصينيين ان يصادروها أو يفتشوها أو يصعدوا إليها من دون اذن أميركي". وأوضح بلير ان الطائرة وهي من طراز "اي بي 3" وتقل طاقماً من 24 فرداً وتحوي أجهزة حساسة، محمية بمبادئ السيادة الدولية وأن السلطات الأميركية لا تملك الوسائل للحؤول دون اقتحام الصينيين لها، سوى الاتفاقات الدولية. وقال مسؤولون أميركيون ان البحرية الأميركية تنشر ثلاث مدمرات بحرية بالقرب من جزيرة هاينان، وأوضحوا ان المدمرات كانت راسية في هونغ كونغ اول من امس في طريقها من الخليج الى الولاياتالمتحدة. وستبقى بالقرب من المياه الصينية، الى حين جلاء مسألة الطائرة. وكان بلير قال أول من امس ان الحادث ربما نتج عن اصطدام المقاتلة الصينية التي لا يزال قائدها مفقوداً بالطائرة الأميركية في حادث لم يكن مستبعداً نظراً الى التكتيكات "العدوانية" التي يتبعها الطيارون الصينيون. وقال إن المسؤولين الأميركيين قدموا في الأشهر الأخيرة احتجاجاً الى نظرائهم الصينيين، لأن عمليات الاعتراض الجوية الصينية تتم بأسلوب غير آمن. ووجه السفير الأميركي في الصين الأدميرال جوزيف بروير انتقاداً حاداً الى السلطات الصينية امس لاحتجازها طاقم طائرة التجسس الأميركية. وقال: "لم يسمح لنا اليوم امس بالاتصال بالطاقم أو الوصول الى الطائرة... هذا امر لا نجد له تفسيراً وغير مقبول". ووصل وفد أميركي امس الى جزيرة هاينان، ويتألف من القنصل العام وملحقين عسكريين. وقال الليوتنانت كوماندر شين كيلي ان الوفد "سيسعى الى تحديد هل يمكنه اعادة افراد الطاقم والطائرة الى الولايات التحدة وإحضار المواد اللازمة لتصليحها وإعادتها الى الوطن". وأوضح ان المسؤولين العسكريين الأميركيين لم يتلقوا اي اتصال من الطاقم الأميركي منذ هبوط الطائرة اضطراراً. وكانت واشنطن اعلنت انها هبطت في سلام من دون ان يصاب أي من أفرادها بأذى. وأصدرت الصين من جهتها، بياناً غاضباً، أفاد ان مقاتلتها تحطمت بعدما صدمتها الطائرة الأميركية، وأن رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون عن الطيار الصيني المفقود. واتسمت ردود الفعل الصينية على الحادث بالحدة، ودعت صحف الى مصادرة قطع الطائرة الإلكترونية وسجن طاقمها. وصدرت دعوات الى وقوف بكين بحزم في وجه الضغوط الأميركية. وحمل نحو 50 متظاهراً في هونغ كونغ لافتات ورددوا شعارات خارج مبنى القنصلية الأميركية ملقين اللوم على الولاياتالمتحدة في حادث التصادم. وفي موسكو اعلنت مصادر عسكرية روسية انها "لم تفاجأ" بحادث الاصطدام بين الطائرتين الأميركية والصينية. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر في وزارة الدفاع ان شبكات الدفاع الجوي الروسية ووسائله ترصد كل يوم تحليقات تقوم بها طائرات تجسس اجنبية قرب المجال الجوي للاتحاد الروسي، موضحة ان زهاء ألف تحليق تجسسي رصد العام الماضي. ونسبت "انترفاكس" الى مسؤول عسكري كبير ان طائرات التجسس "أميركية في الغالب" وأنها ترصد في مناطق الشرق الأقصى القريبة من حدود الصين واليابان، بمعدل 60 أسبوعياً. وأكدت الوكالة ان لدى روسيا معلومات دقيقة عن كل انواع طائرات التجسس التي تملكها الولاياتالمتحدة ودول حلف شمال الأطلسي. وفي طوكيو، دعت الحكومة اليابانية الصينوالولاياتالمتحدة الى الحؤول دون تأزم العلاقات بينهما بسبب الحادث الجوي.