مع وصول طاقم طائرة التجسس الاميركية الى الولاياتالمتحدة، طغت على تصريحات بكينوواشنطن لهجة تصعيدية، بددت اجواء تقارب ديبلوماسي سادت أول من أمس. اذ أعلن الرئيس الصيني جيانغ زيمين ان الازمة بين البلدين لم تنته بعد، داعياً واشنطن الى تبني موقف أكثر جدية، في حين أكد البيت الابيض ان طلعات التجسس فوق الصين غير قابلة للنقاش. بكين، واشنطن - أ ف ب، رويترز - حذر الرئيس الصيني جيانغ زيمين أمس من ان قضية الطائرة الاميركية "لم تسوَّ بالكامل بعد" وان على واشنطن معالجتها "بطريقة صحيحة". وقال، في اول تعليق على اعلان الافراج عن افراد طاقم طائرة التجسس الاميركية المحتجزة في الصين منذ الأول من نيسان ابريل الجاري: "نأمل ان يتبنى الجانب الاميركي موقفاً جدياً حيال الموقف الصيني بالنسبة الى الحادث ويسوي القضية بطريقة مناسبة". وأكد مجدداً ان الحكومة الصينية قررت السماح لافراد طاقم طائرة التجسس الاميركية بمغادرة الصين "لأسباب انسانية". وقد غادر افراد الطاقم ال24 الذين اضطروا الى الهبوط بطائرتهم في مطار عسكري صيني عقب اصطدامها بطائرة صينية مقاتلة، الأراضي الصينية صباح أمس، واضعين بذلك حداً لأزمة استمرت 12 يوماً بين بكينوواشنطن. وانتقلوا من قاعدة اندرسن الأميركية على جزيرة غوام الى هاواي في طائرة عسكرية، بعدما امضوا أربع ساعات في القاعدة التي وصلوا اليها في طائرة تشارتر من الصين. وحصلت بكين، في مقابل الافراج عن الطاقم، على اعتراف الولاياتالمتحدة ب"الاسف الشديد" لاختفاء الطيار الصيني وباضطرار الطائرة الاميركية الى الهبوط على الاراضي الصينية من دون اذن بذلك، على أن يعقد اجتماع صيني - أميركي، الاسبوع المقبل، للبحث في اسباب الحادث الجوي ووسائل تفادي تكرار مثل هذه الاصطدامات ووضع خطة لعودة سريعة لطائرة "اي بي - 3" التي لا تزال في مطار لينغشوي الواقع جنوب جزيرة هاينان. وقالت مصادر اميركية انها فتشت بدقة وحتى افرغ قسم من معداتها المتطورة. وأعلن رئيس وزراء الصين جو رونغجي ان الصين تحتفظ بحق تحميل الولاياتالمتحدة المسؤولية عن حادث التصادم وان الافراج عن الطاقم لا يعني اغلاق ملف القضية. ورفضت بكين اعطاء اي ضمان لاعادة الطائرة في وقت سريع. وأعلنت ناطقة باسم الخارجية الصينية ان بلادها "تملك الحق كاملاً في اجراء تحقيق شامل في شأنها"، وانها لن تتخذ اي قرار قبل صدور النتائج. وفي المقابل، قالت مستشارة الأمن القومي للرئيس جورج بوش، كوندوليزا رايس، ان الولاياتالمتحدة لا تنوي انهاء رحلات الاستطلاع الجوية فوق الصين، لأنها "جزء مهم من استراتيجية للأمن القومي الاميركي تهدف الى الحفاظ على السلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ". واضافت: "لا يمكننا ان نبدأ بتجزئة استراتيجية الأمن القومي بطريقة تعرض الولاياتالمتحدة او اصدقاءنا وحلفاءنا للضرر". وقالت ان الولاياتالمتحدة ليست مستعدة لأن تناقش مع الصين ادخال اي تعديل على مهمات الاستطلاع. يذكر ان الولاياتالمتحدة اعترفت، في رسالة ادت الى تسوية الحادث، بأن الصين تعتزم اثارة مسألة رحلات الاستطلاع الجوية الاميركية اثناء اجتماع في 18 نيسان ابريل الجاري. وقالت رايس: "يمكنكم ان تتأكدوا اننا سنقوم برحلات الاستطلاع الجوية بالطريقة التي نعتقد انها اكثر فاعلية لتحقيق اهداف امننا القومي". وقالت: "لم تكن هناك اية صفقة مع الصينيين في اي من المسائل المهمة" في إشارة الى عملية الافراج عن الطاقم. واكدت ان "ذلك لم تتم حتى مناقشته". يذكر ان الكونغرس سيبحث بعد عطلة عيد الفصح في مسألة مبيعات الاسلحة الاميركية الى تايوان والعلاقات التجارية مع الصين. وعلى رغم لهجتها المتشددة، أعربت رايس عن أملها بإحراز تقدم في العلاقة مع الصين. وقالت إن "الحادث بات من الماضي نعتقد اننا حافظنا على اطار للعلاقات الاميركية - الصينية، ولكن في ما يتعلق بمسائل محددة من هذه العلاقة، علينا ان نحرز المزيد من التقدم ونأمل بإنجاز ذلك بروحية افضل من تلك التي سادت أخيراً". واضافت ان واشنطن "سعت الى ترك المجال مفتوحاً امام قيام علاقات بناءة" مع الصين، مشيرة الى ان "على الحكومة الصينية ايضاً"، اتباع الطريق نفسها.