بكين - رويترز، أ ف ب - انتهى اللقاء بين المفاوضين الصينيين والاميركيين حول تطورات قضية طائرة التجسس الاميركية في وزارة الخارجية الصينية أمس بعدما استمر ثلاث ساعات، من دون حصول أي تقدم يذكر، في حين كشفت وزارة الدفاع الاميركية ان المقاتلة الصينية التي أجبرت الطائرة الاميركية على الهبوط في الصين، كانت مزودة بصواريخ اسرائيلية متطورة. وترأس الوفد الاميركي مساعد نائب وزير الدفاع بيتر فيرغا، في حين ترأس الوفد الصيني مسؤول في وزارة الخارجية لو شومين. ولم يدل اعضاء الوفد الاميركي الثمانية بأي تعليق حول اللقاء بعدما توجهوا فور انتهائه الى السفارة الاميركية في بكين. اعلن مسؤول اميركي في واشنطن انه لن يكون هناك لقاء جديد قبل ان تتاكد واشنطن من انه سيكون "بناء". واضاف هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته ان بكين واصلت اثناء اللقاء التشديد على مسؤولية طاقم طائرة التجسس عن الاصطدام. وتابع يقول ان "اللقاء كان صعباً. لقد قدمنا روايتنا وتوضيحنا للحادث، وقدموا روايتهم ولم نذهب الى أبعد من ذلك". وقال "لم يتم احراز اي تقدم في ما يتعلق باستعادة طائرتنا". ونفى، من جهة اخرى، الانباء التي تحدثت عن لقاء متوقع اليوم. واوضح ان السفير الاميركي لدى الصين جوزيف بروير سيلتقي مسؤولين في وزارة الخارجية الصينية لتحديد ما اذا كان عقد لقاء جديد سيكون مفيداً. وقد بحثت واشنطنوبكين أمس سبل تفادي وقوع حوادث على نسق الاصطدام بين طائرة التجسس الاميركية والمقاتلة الصينية قبالة السواحل الصينية في الاول من نيسان ابريل الجاري، والذي اثار ازمة بين البلدين. ويتناول البحث ايضاً استعادة الطائرة الاميركية ورحلات الاستطلاع الاميركية قبالة السواحل الصينية، وكانت واشنطن استبعدت سابقاً تعليق هذه الرحلات استجابة لمطلب بكين. ويتوقع الجانبان ان تحدد هذه المحادثات طبيعة العلاقات المتوترة اصلاً، بسبب قضيتي حقوق الانسان ومبيعات الاسلحة الاميركية الى تايون. وقبيل بدء المحادثات لم يبد أي من الجانبين استعداداً للتخلي عن موقفه بشأن حادث التصادم الذي وقع في الجو وأشعل فتيل أزمة ديبلوماسية حامية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جو بانغزاو "سنطلب من الجانب الاميركي ان يقدم لنا تفسيراً وان يوقف طلعات الاستطلاع على السواحل الصينية ومن ثم التوقف عن تهديد الامن القومي الصيني". وترفض الولاياتالمتحدة وقف عمليات الاستطلاع وتصر على اعادة طائرة التجسس التابعة للبحرية الامريكية من طراز إي بي 3 التي هبطت اضطراراً في جزيرة هاينان جنوبالصين بعد اصطدامها بمقاتلة صينية من طراز "أف 8". ويهدد النزاع الحالي بالاتساع، ليشمل قضايا حساسة أخرى تتضمن الى مبيعات الاسلحة الاميركية الى تايوان، المزايا التجارية التي تحصل عليها الصين من اميركا، ومحاولة بكين الفوز بشرف تنظيم دورة الالعاب الاولمبية عام 2008. وتخوض الصين أيضاً معركة ديبلوماسية على جبهة اخرى اذ تسعى لمنع طرح مشروع قرار اميركي ينتقد سجلها في مجال حقوق الانسان على التصويت امام لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف. وفي واشنطن، أعلنت "وزارة الدفاع الاميركية" البنتاغون أول من أمس ان المقاتلة الصينية التي اصطدمت بالطائرة الاميركية كانت مجهزة بصواريخ جو - جو اسرائيلية الصنع. وقال الناطق باسم البنتاغون الاميرال كريغ كويغلاي ان اسرائيل لم تبلغ الولاياتالمتحدة ببيع صواريخ من طراز "بيثون 3" الى الصين الا بعد الحادث. واضاف ان واشنطن كانت تعارض نشر هذه الصواريخ. وأوضح "أعتقد اننا كنا نفضل اعلامنا مسبقاً بعملية البيع الاسرائيلية هذه ولكن هذا لم يحصل، والامر يتعلق بصاروخ متطور وقدراته كبيرة". وكان الصاروخ "بيثون" واضحاً على طائرة ال"أف 8" الصينية بواسطة فيديو قدمه البنتاغون الاسبوع الماضي الى الصحافيين. وذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" ان اسرائيل باعت الصواريخ الى الصين منذ نهاية الثمانينات. واشار كويغلاي الى انه يجهل ما اذا كانت وزارة الخارجية قد احتجت لدى الاسرائيليين بعد اكتشاف عملية البيع. مذكراً بأن مشروع بيع الصين نظام رادار اسرائيلي متطور، قد علق الخريف الماضي بعد الاحتجاجات الاميركية العنيفة.