استأنف المستوطنون اليهود في مدينة الخليل في الضفة الغربية اعتداءاتهم امس على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم. واقتحم اكثر من ثلاثين جنديا اسرائيليا المنطقة أ الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية لمسافة مئتي متر في محاولة لاعادة احتلال حارة ابو سنينة، الا ان المسلحين الفلسطينيين اطلقوا النار باتجاههم وبعد تبادل لاطلاق النار انسحب الجنود. وقصفت القوات الاسرائيلية بعد ذلك الحي المذكور بالمدفعية والرشاشات الثقيلة. وكانت عائلة يهودية تسكن في البؤرة الاستيطانية المقامة في قلب مدينة الخليل اشترطت دفن طفلتها التي توفيت نتيجة لتبادل لاطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في بداية الاسبوع باحتلال حارة ابو سنينة الواقعة في الجزء المحرر من المدينة. وقالت مصادر اسرائيلية ان عائلة الطفلة تطالب باحتلال الحارة التي انطلق منها الرصاص الفلسطيني واطلاق اسمها على الحارة بعد ان تعيد القوات الاسرائيلية احتلالها. ورفض المستوطنون في مستوطنة "ابراهام ابانينو" الاصغاء الى طلب الحاخام الاكبر في اسرائيل يسرائيل لاو دفن الطفلة فورا طبقا للتعاليم الدينية اليهودية المطابقة لتعاليم الدين الاسلامي بهذا الشأن. واشارت صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية الى ان رئىس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حاول اول من امس ممارسة ضغط على المستوطن اسحق باس والد الطفلة لاقناعه بدفنها على وجه السرعة الا ان الاخير رفض ذلك. واوضحت المصادر ذاتها ان الغارات الجوية والقصف المدفعي للمدن الفلسطينية وحارة ابو سنينة لم ترض المستوطنين في الخليل. الى ذلك، جدد مجلس الحاخامات التابع لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية الاعراب عن "عدم رضاه من سياسة ضبط النفس التي يتبعها شارون". ونقلت الصحيفة عن حاخامين في المجلس قولهما انه "يجب عمل كل شيء من اجل اسقاط حكومة شارون. لقد اجتاز الخطوط الحمر وفرط بامن اليهود في ارض اسرائيل". وقال احد النواب في البرلمان الاسرائيلي عن حزب "الاتحاد الوطني" اليميني المتطرف تسفي هيندال انه يؤيد الانسحاب من الحكومة وان شارون يتصرف مثل يوسي بيلين عمل وليس مثل شارون. على الصعيد ذاته، اشارت نتائج استطلاع للرأي العام الاسرائيلي اجرته صحيفة "معاريف" الى ان 65 في المئة ممن استطلعت اراؤهم يؤيدون "اتخاذ خطوات عسكرية متشددة ضد الفلسطينيين". وعارض 29 في المئة من الاسرائيليين مثل هذه الخطوات فيما اجاب ستة في المئة ب"لا اعرف". واستهدف القصف منازل مهجورة في الحي. وأكد الجيش الاسرائيلي انه اطلق النار بعد ان شاهد فلسطينيين مسلحين اثنين يدخلان الى منزل في حارة ابو سنينة "معروف بأن الرصاص الذي يستهدف القطاع اليهودي يطلق منه". وأعاد الجيش الاسرائيلي فرض منع التجول في الخليل بعد ان رفعه لساعات لإتاحة الفرصة امام الفلسطينيين للتمون، حسب ما افاد مصدر عسكري.