انتخب الاصلاحي جونيتشيرو كويزومي رئيساً للحزب الديموقراطي الحر الحاكم في اليابان، الامر الذي يضمن له انتخابه رئيساً للوزراء من جانب البرلمان غداً، ليبدأ تطبيق سياسة ديناميكية غير مألوفة بهدف اخراج ثاني اكبر اقتصاد في العالم من عثرته. طوكيو - رويترز، أ ف ب - حقق المرشح الاصلاحي جونيتشيرو كويزومي أمس، فوزاً كبيراً في انتخابات رئاسة الحزب الديموقراطي الحر الحاكم، ممهداً الطريق لتوليه منصب رئيس الوزراء الحادي عشر لليابان في 13 عاماً. وقال كويزومي بعد الاعلان عن فوزه: "مسؤوليتي هي بناء الحزب حتى نقول بثقة ان الحزب الديموقراطي الحر هو الذي سيغير اليابان ويمضي قدماً في تطبيق اصلاحات رئيسية". وشابت الآمال في وفاء كويزومي بوعوده الساخنة، مخاوف من اضطراره الى التخفيف من مواقفه للحفاظ على وحدة الحزب وعلى الائتلاف الحاكم الذي تشارك فيه ثلاثة احزاب. وحصل كويزومي 59 عاماً على تأييد 298 عضواً من اصل 487 عضواً ادلوا باصواتهم في الاقتراع. وذهب 155 صوتاً لمصلحة اقوى منافسيه وهو رئيس الوزراء السابق ريوتارو هاشيموتو الذي كان ينظر اليه على انه الاوفر حظاً في الفوز بفضل مساندة اكبر جناح في الحزب. كما ذهب 31 صوتاً لوزير الاقتصاد تارو اسو. وقدم كويزومي برنامجاً انتخابياً يدعو الى "تغيير الحزب الديموقراطي الحر وتغيير اليابان"، علماً ان المحللين غير متأكدين من فرص تنفيذ ذلك على ارض الواقع، في وقت تنتظر البلاد انتخابات في تموز يوليو المقبل، لاختيار اعضاء مجلس المستشارين وهو المجلس الاعلى في البرلمان الياباني. كذلك اعلن نيته اختيار وزرائه من بين الشبان وادخال نساء الى الحكومة والى قيادة الحزب. كما وعد بانتهاج سياسة اصلاحية لانعاش الاقتصاد. ومهد الطريق لفوز كويزومي انسحاب المرشح الرابع شيزوكا كامي رئيس المكتب السياسي للحزب الحاكم في اليابان من السباق، اذ وقف الجناح الموالي للاخير وراء كويزومي، ما ضمن له الفوز على هاشيموتو. وفي حكم المؤكد، ان يتم انتخاب كويزومي لشغل منصب رئيس الوزراء في اقتراع يجرى غداً في البرلمان حيث يتمتع الائتلاف الحكومي الذي يقوده الحزب الديموقراطي الحر بغالبية. وسيصبح الفائز برئاسة الحزب رئيس الوزراء الحادي عشر لليابان منذ عام 1989 بفضل سيطرة الائتلاف الحاكم الذي يقوده الحزب على البرلمان. وفور انتخابه، قال كويزومي ان من السابق لاوانه القول اذا كانت الحكومة تحتاج لميزانية اضافية للسنة المالية من اجل دعم الاقتصاد. وكرر انه يود حل مشكلة الديون المتعثرة للمصارف خلال عامين الى ثلاثة اعوام، مع تطبيق سياسات تخفف المعاناة الناتجة من الاصلاحات الهيكلية ومنها اتخاذ خطوات للحد من البطالة. ويحل كويزومي محل يوشيرو موري الذي اعلن استقالته في اذار مارس الماضي بعد تدني شعبيته نتيجة صراعه مع وسائل الاعلام المحلية. لكن موري فاز بفرصة للانتقام، اذ حصل على حكم قضائي يلزم مجلة يابانية بتعويضه عن الاضرار التي لحقت به بنشرها نبأ اعتقاله في بيت للدعارة. وتزامن الحكم مع انتخاب كويزومي امس. وكان ما نشرته مجلة اواسا نو شينسو عن اعتقال موري عام 1958 خلال حملة على احياء الدعارة في طوكيو، هو اول ما نشر عن موري في بداية حملة اعلامية شرسة استهدفته. ورفع موري دعوى قضائية طالب فيها بتغريم المجلة عشرة ملايين ين واعتذار رسمي عما نشر عنه. ورأت محكمة طوكيو الابتدائية امس، ان المجلة شوهت سمعة موري وحكمت عليها بان تدفع له غرامة قدرها ثلاثة ملايين ين 24700 دولار.