وصف الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا نتائج التصويت في انتخابات الجبل الأسود بأنها "أكدت وجود اتجاه قوي معارض للاستقلال يدعم مساعي إبقاء اتحاد الجمهورية مع صربيا". وجاء في تعليقه على نتائج انتخابات الجبل الأسود الذي نشر في بلغراد امس، ان الحوار هو السبيل الوحيد "لإنهاء الأزمات السياسية بين الجمهوريتين، وتسهيل التوصل الى حلول للمشكلات القائمة وتحديد الوضع المستقبلي للاتحاد اليوغوسلافي". وقال كوشتونيتسا "إن توفير الأجواء الضرورية لتفاهم عقلاني، سيضمن التوصل الى اتفاق قائم على التسامح والاحترام المتبادل وعودة الثقة بين الأحزاب السياسية في البلاد". واعتبرت وسائل الإعلام في بلغراد، ان حصول دعاة استقلال الجبل الأسود على تقدم ضئيل في الانتخابات البرلمانية، بعث الأمل في إمكان الحفاظ على وحدة الاتحاد اليوغوسلافي. وأشار تلفزيون بلغراد، الى أن النتيجة شكلت "خيبة امل" للرئيس جوكانوفيتش الذي اعتقد ان الانفصاليين سيحصلون على فوز لا يقل عن 70 في المئة من أصوات الناخبين، يضمن النجاح الكامل لخطط الاستقلال. وشدد جوكانوفيتش على أنه سيدعو قريباً الى تنظيم استفتاء عام لتقرير المصير، لأن حتمية نهاية الاتحاد اليوغوسلافي "هي مسألة وقت، بعدما وصلت العلاقات داخل الاتحاد الى أدنى مستوياتها". وأبدى عدم ارتياحه للمواقف الدولية غير المؤيدة لنهج بلاده "بسبب التصورات الخاطئة أن الاستقلال يمكن ان يؤدي الى عدم استقرار المنطقة". وأعرب عن امله في أن تقود محادثاته مع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي سيزور بودغوريتسا اليوم، الى "تفهم دول الاتحاد الأوروبي للموقف الصائب الذي تسلكه جمهورية الجبل الأسود، وتبديد المخاوف التي تساور بعض الأوروبيين الذين يعارضون الاستقلال". وكان مسؤولون بريطانيون ذكروا ان كوك سينقل الى جمهورية الجبل الأسود تحذير القادة الغربيين من مغبة اتخاذ خطوات انفرادية في طريق الانفصال والاستقلال عن الاتحاد اليوغوسلافي. وأضافوا انه سيحض على ضرورة ان تقرر جمهوريتا صربيا والجبل الأسود مستقبلهما من خلال المفاوضات، "وفقاً للمبادئ الديموقراطية وتجنب الصراعات". وحذر الاتحاد الأوروبي من خطر إجراء استفتاء عام، ودعا عوضاً عن ذلك الى تبني اتفاق شامل من خلال التفاوض.