هزم الأهلي كل العوامل والضغوط النفسية والتحكيمية واستطاع تجاوز الهلال الى دور الأربعة في كأس ولي العهد في المباراة التي جمعتهما في جدة وانتهت بهدفين اهلاويين مقابل هدف هلالي وحيد. الأهلي قدم مباراة كبيرة وسيطر تماماً على مجريات الشوط الأول واستطاع نجمه خالد قهوجي احراز الهدف الأول في الدقيقة العاشرة حين سدد كرة هائلة بيمناه عانقت شباك تركي العواد. وهدأ اللعب قليلاً بعد هذا الهدف ثم نشط الهلاليون بفضل خط وسطهم، وما لبث الأهلاويون ان استعادوا السيطرة مجدداً في ربع الساعة الأخير فسجل ابراهيم سويد هدفاً ثانياً للأهلي برأسه بعد ارتداد الكرة أكثر من مرة من المدافعين والعارضة في الدقيقة الثلاثين من الشوط الأول. في هذا الشوط كان خالد قهوجي العلامة الفارقة في الاداء الأهلاوي، فلم يكتف بتسجيل هدف السبق بل أربك مدافعي الهلال بتحركاته الواعية ومهاراته الخارقة مما اضطر عبدالله الشريدة لاستعمال العنف معه أكثر من مرة من دون أي ردة فعل من قبل الحكم الدولي ناصر الحمدان. واستعرض لاعبو الأهلي كثيراً بعد الهدف الثاني وأضاعوا هدفين محققين أحدهما بسبب تأخر حمزة صالح في التسديد وفي المقابل سجل الهلاليون هدفهم الوحيد في الدقيقة السابعة والثلاثين اثر كرة ميتة ارتدت من يد حارس الأهلي سلطان الظاهري استغلها فهد المفرح مدافع. وفي الشوط الثاني سيطر لاعبو الهلال على مجريات اللعب وقد ساعدهم في ذلك تراجع لاعبي الأهلي ورهبتهم من اسم الهلال وسمعته الكبيرة. هذه السيطرة الهلالية كانت على حدود منطقة الجزاء ولم تشكل خطورة داخل منطقة العمليات بفضل تألق عبدالله سلمان ورفاقه في خط الدفاع وتعطيلهم خطورة سامي الجابر وفالنسيا وسوزا، وكاد الجابر ان يسجل هدف التعادل من كرة وصلته وحيداً من دون رقابة فسددها فورية تألق الظاهري في صدها ليمنع هدفاً هلالياً مؤكداً. وفي غمرة الاندفاع الهلالي بحثاً عن التعادل ارتدت كرة اهلاوية لعبها شليه بكل اتقان الى زميله سيرجيو برازيلي الذي استقبلها خلف المدافعين وكسر التسلل ليسددها في جسم تركي العواد حارس الهلال الذي كان خروجه من مرماه موفقاً للغاية. وحمي وطيس اللعب بين هجوم هلالي وارتداد أهلاوي، غير انه خلال من الفرص الحقيقية، وحفل بألعاب خشنة كان معظم أبطالها من اللاعبين الدوليين كخالد مسعد وحسين عبدالغني من الأهلي وخالد التيماوي وسامي الجابر وخميس العويران من الهلال، مما أربك حكم المباراة وكاد ان يخرج اللقاء من طوره، ولا سيما عندما هدد الجابر الحكم بالانسحاب من الملعب وكاد ان يخرج بالفعل غير انه تراجع في آخر لحظة. وتساهل الحكم الحمدان في منح بعض اللاعبين بطاقات صفراء علماً ان عبدالله شريدة وخالد مسعد وفالنسيا وسامي الجابر كانوا يستحقون انذارات صفراء. خرج خالد قهوجي مصاباً ودخل بدلاً منه أحد المغربي، ورغم ذلك نال القهوجي جائزة أفضل لاعب في المباراة في حين أخرج بلاتشي روماني مدرب الهلال ظهيره الأيمن النشط أحمد الدوخي وأدخل بدلاً منه نواف التمياط وأخرج حسين المسعري وأدخل خالد التيماوي وأدخل عاد المطيري بدلاً من سليمان الرشودي، غير ان هذه التغييرات الهلالية لم تثمر لصلابة دفاع الأهلي من جهة ولارتباك مهاجمي الهلال من جهة اخرى، وبهذا الفوز تأهل الأهلي لدور الأربعة ليلتقي الشباب في الرياض مساء الجمعة المقبل. وبعد نهاية المباراة تباينت ردود الفعل تجاه مستوى التحكيم فأجمع الأهلاويون على ان الحكم ناصر الحمدان لم يكن في مستوى المباراة اطلاقاً وتساهل مع الألعاب الخشنة من قبل لاعبي الهلال بقيادة عبدالله شريدة مدافع وفي حين رفض المشرف على الفريق الأمير محمد العبدالله الفيصل التعليق على التحكيم تعبيراً عن استيائه، قال الأمير نواف بن عبدالعزيز بن تركي رئيس الأهلي ان لاعبي فريقه تجاوزوا اسم الهلال وقوته وعنف لاعبيه وتساهل الحكم معهم وهو الكلام نفسه الذي قاله مدرب الفريق البرازيلي زاناتا ومعظم لاعبي الفريق الدوليين. وفي الجانب الهلالي انتقد الأمير بندر بن محمد رئيس الهلال مستوى ناصر الحمدان وقال انه حكم سيئ وضعيف الشخصية متهماً اياه بالتسبب في خسارة الهلال للمباراة، واستغرب يوسف الثنيان قائد الهلال الذي لم يشارك في المباراة مستوى التحكيم وقال ان الحكم تساهل مع خشونة لاعبي الأهلي، في حين شدد سامي الجابر لاعب الهلال الدولي على ان التحكيم أخرج المباراة عن مسارها. دور الأربعة على صعيد آخر يشهد ملعب الخرج اليوم أول مباريات دور الأربعة من كأس ولي العهد وتجمع بين صاحب الأرض والجمهور الشعلة الذي هبط هذا الموسم الى دوري الدرجة الأولى، وفريق الرياض أحد المهددين بالهبوط أيضاً، وهذه سابقة تحدث لأول مرة في مسابقة كأس ولي العهد، وسيتأهل أحد الفريقين لنهائي الكأس ليقابل الفائز من مباراة الغد بين الأهلي والشباب. صعد الشعلة الى دور الأربعة بعدما هزم النجمة الذي تأهل الى المربع الذهبي في الدوري، ثم هزم هجر الذي أخرج الاتفاق من الكأس، وهو يتطلع اليوم الى الفوز للوصول الى النهائي لأول مرة في تاريخه. في المقابل تأهل الرياضي لهذه المباراة بعد فوزه على الأخدود درجة ثالثة، وتغلبه على النصر، وسبق له ان حقق كأس ولي العهد قبل سنوات عدة، ويسعى للتأهل على حساب الشعلة لاستعادة توهجه وسمعته خصوصاً انه يضم في صفوفه هداف الدوري حتى الآن فهد الحمدان وكذلك أحد المنافسين على اللقب المهاجم السنغالي واين فاين.