عاد مجددا مناخ الاحتقان الذي ساد العلاقة بين الحكومة المصرية وجماعة "الإخوان المسلمين" قبل وأثناء انتخابات مجلس الشعب البرلمان بعد اعلان الجماعة عزمها المشاركة في انتخابات مجلس الشورى التي تجرى الشهر المقبل، واعلنت الجماعة امس أن السلطات اعتقلت ثلاثة من رموزها بينهم اثنان كانا يعتزمان الترشيح لخوض انتخابات الشورى. ألقت السلطات المصرية امس القبض على ثلاثة من رموز جماعة "الاخوان المسلمين" في محافظة الشرقية في اجراء هو الأول من نوعه منذ انتخابات مجلس الشعب البرلمان في تشرين الثاني نوفمبر الماضي التي شارك فيها الاخوان وانتهت بحصولهم على 17 مقعداً. ووصفت "الجماعة" الإجراء الجديد بأنه "سابقة خطيرة وتطور غريب وتصعيد مبكر من جانب اجهزة الأمن لمنع مرشحي الاخوان المسلمين من خوض الانتخابات". واوضحت أن قوات الأمن في مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية "القت القبض على مرشحي الجماعة لمجلس الشورى" وأن العملية "تمت أمام مقر مديرية أمن الشرقية". وذكر بيان اصدرته الجماعة أمس أن الحملة الجديدة اسفرت عن اعتقال الدكتور ابو بكر ميت كيس الذي يعمل في الإدارة الطبية في جامعة الزقازيق والدكتور محمد عبد الله الشوربجي الاستاذ في كلية العلوم الرئيس السابق لنادي اعضاء هيئة التدريس والدكتور السيد عبد النور عبد الباري وهو استاذ في كلية الزراعة. واوضح ان ميت كيس والشوربجي كانا بصدد تقديم طلبين للترشيح. وكان "الاخوان" اعلنوا الاسبوع الماضي المشاركة في انتخابات الشورى بعدد يمثل نحو 20 في المئة من المقاعد التي سيجرى عليها الاقتراع وعددها 88 مقعداً. وبدت الجماعة حريصة على عدم استفزاز الحكومة، اذ تجنبت ان تصحب الاعلان ضجة اعلامية وفضلت ان يتم الامر بتحفظ وأن يسود انطباع بأن "الاخوان" لا يرغبون في مزاحمة الحزب الوطني الحاكم أو القوى السياسية الأخرى وإنما يسعون الى المشاركة الايجابية من دون استثمار النتائج الطيبة التي حققتها الجماعة في الانتخابات البرلمانية بحصولها على 17 مقعداً وهو عدد يزيد على كل ما حصلت عليه قوى المعارضة الشرعية الأخرى. واكتسحت لائحة الجماعة انتخابات نقابة المحامين التي جرت في الاسبوع الاخير من شباط فبرابر الماضي، وفاز 20 محامياً ضمتهم اللائحة بينهم 9 من "الاخوان" بمقاعد في مجلس النقابة. وتعتقد أوساط الجماعة ان إشراف القضاء على انتخابات مجلس الشورى "يشجع على المشاركة فيها لتوسيع الدائرة التي يتحرك فيها الاخوان". وجرت في الأيام الماضية اتصالات بين قادة الإخوان وفعاليات سياسية من قوى المعارضة بهدف التنسيق في انتخابات مجلس الشورى. وأكدت الجماعة أن أصوات الكتل الانتخابية للإخوان في الدوائر التي لن ترشح فيها الجماعة عضوا فيها ستوجه إلى القوى الوطنية التي تلتقي مع الإخوان في بعض المطالب وخصوصاً مسألة الاصلاح السياسي.