يبدو أن جماعة "الاخوان المسلمين" تسعى إلى استثمار النتائج التي حققتها من مشاركتها في انتخابات مجلس الشعب البرلمان ومجلس نقابة المحامين. ويتوقع ان تخوض انتخابات مجلس الشورى المقبلة التي سيشرف عليها القضاء لتوسيع الدائرة التي تتحرك فيها في الفترة المقبلة. أفاد مسؤول في "الاخوان المسلمين" في مصر أن الجماعة المحظورة تتجه الى المشاركة في انتخابات مجلس الشورى التي يفتح باب الترشيح فيها في ايار مايو المقبل، مشيراً الى "ان قادة التنظيم سيتخذون قراراً نهائياً في هذا الشأن في نهاية الشهر الجاري في ضوء ما ستسفر عنه دراسة دقيقة للوضع السياسي في البلاد والايجابيات والسلبيات التي قد تنتج عن المشاركة". وقال المهندس علي عبد الفتاح ل"الحياة" "ان الأصل عند الاخوان هو المشاركة في أي نشاط سياسي وان المقاطعة لا تكون إلا لأسباب منطقية". وكان "الاخوان" قاطعوا الانتخابات الاخيرة لمجلس الشورى، بعد ما رأوا أنه لا يؤدي سوى دور شكلي ولا تأثير له على عملية التشريع. كما خشوا من تعرضهم لضربات إجهاضية تدفعهم ثمناً غالياً لمجرد العمل على دخول مجلس لا يشرّع. ورشح "الاخوان" نحو 75 من رموزهم في انتخابات مجلس الشعب البرلمان التي جرت على ثلاث مراحل انتهت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وفازوا ب 17 مقعداً. كما اكتسحت لائحتهم انتخابات نقابة المحامين، في الاسبوع الاخير من الشهر الماضي، اذ فاز 20 محامياً من اللائحة بينهم 9 من "الاخوان"، مما يحكم سيطرتهم على مجلس النقابة. وقال عبد الفتاح "ان الجماعة ترغب في استثمار النجاح الكبير الذي حققته في انتخابات البرلمان والمحامين"، مشيراً الى "ان إشراف القضاء على انتخابات الشورى يشجع على المشاركة فيها لتوسيع الدائرة التي يتحرك فيها الاخوان". ورجحت مصادر في الجماعة ان يتم ترشيح عناصر لخوض انتخابات مجلس الشورى غير تلك التي خاضت انتخابات مجلس الشعب ولم تحقق نجاحاً، رغبة في اظهار أسماء جديدة ورموز من التنظيم، على ان يظل من لم يفوزوا بمقاعد ممن رشحوا في الانتخابات البرلمانية في جهودهم لتقوية صلاتهم بالمواطنين في دوائرهم استعدادا للانتخابات المقبلة. وأكد عبد الفتاح أنه في حال صدور قرار نهائي بالمشاركة في انتخابات الشورى فإن الجماعة "ستسعى الى التنسيق مع قوى سياسية اخرى، كما سترحب بتأييد مرشح قبطي او أكثر، اضافة الى محاولة ترشيح سيدة لتأكيد الانطباع الذي ساد قبل انتخابات مجلس الشعب والمحامين وخلالها ان الاخوان يحرصون على التواصل مع القوى السياسية والاحزاب والاقباط، ولا يرغبون بالاستئثار بالعمل السياسي". وكان "الاخوان" حاولوا وضع قبطي على لوائحهم في انتخابات البرلمان الا ان المحاولة لم يكتب لها النجاح، لكنهم أيدوا مرشح حزب الوفد القبطي الدكتور منير فخري عبد النور الذي رشح في دائرة الوايلي في القاهرة منافساً لمرشح الحزب الوطني الدكتور احمد فؤاد عبد العزيز. وصوت ناخبو "الاخوان" في الدائرة لعبد النور الذي فاز بالمقعد. كما وضع "الاخوان" محامياً قبطياً، فايز لاوندي، على لائحتهم في انتخابات المحامين وفاز بمقعد عن دائرة استئناف القاهرة. كما دعموا المرشح الناصري لمنصب النقيب سامح عاشور الذي فاز على مرشح الحزب الوطني الحاكم رجاء العطية، على رغم اتفاق انتخابي مع الاخير. واكدت مصادر الجماعة ان اعضاء مجلس النقابة من "الاخوان" اتفقوا مع بقية الاعضاء المنتمين الى قوى سياسية اخرى على توزيع المواقع القيادية في المجلس توزيعاً عادلاً بين القوى السياسية الممثلة فيه. ومن المقرر ان يعقد المجلس اجتماعاً عقب اجازة عيد الاضحى لهذا الغرض. وكان "الاخوان" استأثروا بالمواقع المهمة في المجالس السابقة اعتماداً على الغالبية التي كانوا يتمتعون بها. لكن المصادر أكدت أن موقع الامين العام للنقابة الذي كان يشغله السيد سيف الاسلام حسن البنا في المجلس السابق سيرشح له البنا مجدداً لكونه حقق اعلى الاصوات من بين الفائزين بعضوية مجلس النقابة. ورجحت ان يتخلى الاخوان عن موقع أمين الصندوق الذي كان يشغله النائب السابق مختار نوح الذي لم يشارك في انتخابات النقابة الاخيرة حيث يقضي عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات في قضية "النقابات المهنية".