القدس المحتلة، جنيف - أ ف ب، رويترز - نددت لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ب"الانتهاكات المنهجية والبالغة الخطورة" في العراق، كما نددت باسرائيل لاستخدامها القوة بصورة "غير متناسبة" في الأراضي الفلسطينية و"تنفيذ قوات الأمن الاسرائيلية عمليات قتل فلسطينيين خارج نطاق القضاء". جاء ذلك في قرارات أصدرتها اللجنة مقرها جنيف بعد درس أوضاع حقوق الانسان في دول عدة، ويفترض ان تصدر قرارات أخرى عن هذه الأوضاع في مناطق ساخنة مثل السودان وايران وتيمور الشرقية، بعد استكمال درسها. وبخصوص الأوضاع في العراق دان القرار "تطبيق أحكام الاعدام والاعدامات من دون محاكمة وممارسة التعذيب"، وطلب من بغداد الامتثال لكل قرارات مجلس الأمن. وانتقد المندوب العراقي سياسة المكيالين، معتبراً ان قرار اللجنة انعكاس لها، وقال ان الحظر المفروض على بلاده و"الحرب العدوانية" التي تقع ضحيتها "يفسران لماذا لا تحترم حقوق الانسان في شكل كامل". واعتمد القرار بغالبية 30 دولة من الدول ال53 الاعضاء في اللجنة، بينها دول الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة وكندا والسعودية، وعارضته ثلاث دول هي الجزائر وليبيا ونيجيريا، بينما امتنعت 19 اخرى عن التصويت، وبينها الصينوروسيا وقطر وسورية. وبرر مندوب روسيا امتناعه عن التصويت بأن القرار يتميز ب"فقدان التوازن". وندد قرار قدمته الجزائر نيابة عن 11 دولة عضو في اللجنة، باسرائيل بسبب "اللجوء غير المتناسب وغير المقيد للقوة الذي ليس من شأنه سوى ان يؤدي الى تفاقم الوضع وزيادة عدد القتلى"، كما أعرب عن الأسف ل"تنفيذ قوات الامن الاسرائيلية عمليات قتل فلسطينيين خارج نطاق القضاء". ورفضت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان لها هذا القرار، ووصفته بأنه "غير متوازن" لأنه "يندد بطرف ويتجاهل عنفاً مستمراً ينظمه الفلسطينيون الذين اختاروا عدم مواصلة مفاوضات السلام". واضافت: "بدلاً من تشجيع الفلسطينيين على حل الخلاف من خلال المفاوضات يشجعهم هذا القرار المتحيز على مواصلة عملية تدويل الصراع بالاضافة الى استخدام العنف والارهاب". واشارت الى ان "البند الوحيد في جدول الأعمال المخصص لدولة واحدة يتعلق باسرائيل"، واتهمت اللجنة باستهداف الدولة العبرية "ظلماً". وصوتت الولاياتالمتحدة وغواتيمالا ضد هذا القرار الذي أيدته الصين، فيما امتنعت روسيا وبعض الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا عن التصويت. وصدر القرار بتأييد 28 دولة وامتناع 22 عن التصويت، مع تغيب احد الوفود عن الجلسة. ودعا قرار ثانٍ قدمته السويد، نيابة عن الاتحاد الاوروبي، اسرائيل الى "الامتناع عن اقامة اي مستوطنة في الاراضي المحتلة"، وحضها على ضمان حماية الفلسطينيين من "اعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون". ودانت المندوبة الاميركية شيرين طاهر خلي والمندوب الاسرائيلي يعقوب ليفي - الذي يمثل الدولة العبرية بصفة مراقب من دون حق التصويت - القرارات، ووصفاها بأنها منحازة. وقالت المندوبة الاميركية ان "الولاياتالمتحدة تأسف بشدة لأن الجزائر ساوت في معرض تقديمها هذا القرار بين الوضع في الاراضي التي تحتلها اسرائيل وبين مآس من تاريخ العالم مثل اوشفيتز وداخاو". وحذرت من أن "اي خطوة للأمم المتحدة مثل تلك المطروحة علينا ليس من شأنها ان تحسن فرص احلال السلام في الشرق الاوسط".